حول الموضوع

إن التهاب القزحية ليس مرضاً بعينه بل هو مجموعة من الأعراض والعلامات التي تسببها مجموعة متنوعة من الحالات الطبية.  وبرغم من أن التهاب القزحية يشكّل 1% فقط من أمراض العيون، إلا أنه السبب في 10 إلى 15% من حالات فقدان البصر، مما يعني أهمية التعامل معه وعلاجه بعناية فائقة.   ولا بد من المبادرة بتقديم العلاج المناسب لضمان استعادة قدرة الإبصار السليمة، وهو أمر ممكن عادةً.   وفي معظم الحالات، يتمكن أخصائي علاج التهاب القزحية، وهو طبيب حاصل على تدريب متخصص في تشخيص وعلاج هذه الأمراض، من علاج التهاب القزحية.


الأسباب

يمكن الإصابة بالتهاب القزحية بالعدوى (مثل التهاب السل أو التوكسوبلازما أو فيروسات مثل القوباء (هيربس) أو فيروس تضخم الخلايا CMV) أو أمراض المناعة الذاتية (الساركويد، التهاب المفاصل، أمراض التهابات الأمعاء).  وفي حوالي نصف الحالات، قد لا يكون هناك سبب محدد، إلا أن العلاج الفوري ضرورة دوماً.


الأعراض

تتضمن الأعراض احمرار العيون، الحساسية للضوء، تشوش الرؤية، وهج، طافيات، وألم.


العلاج

قد يحصل التهاب القزحية في الجزء الأمامي من العين، ويمكن علاجه بواسطة قطرات العيون وأحيانًا الحقن للاستجابة السريعة.  وفي حال كان التهاب القزحية في مؤخرة العين، تكون الحاجة إلى علاج أقوى. ويتمثل ذلك عادةً في جرعة عالية من أدوية الستيرويدات الفموية لعدة أسابيع.  كما تعطى المضادات الحيوية في حالة العدوى.  وتستدعي الحالات الأخطر علاجًا طويل الأمد بواسطة أدوية تجنيب الستيرويدات وتثبيط المناعة. ويكون هذا الدواء على شكل أقراص مثل أدوية الميكوفينولات أو الميثوتريكسات أو الأدوية الحيوية الأحدث التي تعطى للمريض على شكل حقن.  وقد تكون هناك حاجة إلى حقن الستيرويدات في العين.  ومع أنها حالة ممتدة، لكن العلاج المبكر والمناسب يحقق نتائج جيدة في السيطرة على المرض، بما يتيح للمرضى الحفاظ على قدرة إبصارهم.


الفحص

 الفحص السريري من قبل أخصائي التهاب القزحية يحدد بعد ذلك ما هو الفحص الإضافي المطلوب لتحديد سبب الحالة. في 50% من الحالات، يمكن تحديد السبب ولكن كل الحالات تتطلب العلاج.


الاستقصاء 

يحتاج المريض في البداية عددًا من فحوصات الدم لاكتشاف أي عدوى أو أمراض مناعة، كما يتم إجراء صور أشعة سينية للصدر وغيرها من صور الأشعة.  وقد يحتاج المريض في عيادة العيون لإجراء مسح التماسك البصري المقطعي (OCT) للشبكية وصورة لقاع العين بعد حقن الفلورسين للكشف عن أي تسرب من الأوعية الدموية في الشبكية.  كما قد يحال المريض إلى أخصائيين آخرين مثل أخصائي أمراض روماتيزم أو أخصائي جهاز هضمي أو أخصائي أعصاب للمساعدة في تشخيص الأسباب الأخرى لالتهاب القزحية والتي قد تنجم عن مشاكل في أجهزة الجسم.