نظراً لأن الأطفال يكونون بحالة نمو مفعمة بالنشاط والحيوية، فإن 50٪ من إجمالي تعرّضهم للشمس يحدث خلال السنوات الـ 18 الأولى من العمر، وذلك لأن الأطفال يكونون أكثر نشاطاً في الخارج خلال هذا العمر. وهناك عامل مهم آخر وهو زوال طبقة الأوزون التي تعدّ بمثابة طبقة حجب حامية في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى زيادة التعرّض للأشعة فوق البنفسجية، والذي يمكن أن يؤثر سلباً على جلد الأطفال وعيونهم. ويمكن للأشعة فوق البنفسجية الطويلة UVA أن تُحدث ضرراً في الرؤية المركزية، مما يؤدي إلى تلف البقعة الموجودة في مركز الشبكية في الجزء الخلفي من عين الطفل. كما يمكن للأشعة فوق البنفسجية القصيرة UVB أن تُحدث ضرراً في الجزء الأمامي من العين (القرنية والعدسة) الذي يقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية القصيرة.
وتشتمل الآثار الجانبية الأخرى المعروفة للأشعة فوق البنفسجية على: الساد (الماء الأبيض أو إعتام عدسة العين) والتنكّس البقعي والظفرة (نمو أنسجة الملتحمة بشكل حميد فوق بياض العين) وحروق الشمس للقرنية التي تكون مؤلمة وقد تسبب فقداناً مؤقتاً للرؤية. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الأشعة الزرقاء إلى إجهاد العين الرقمي بسبب الضوء ذي الطاقة العالية الذي ينبعث من شاشات الكمبيوتر والهاتف المحمول. كما أن هناك حقيقة مهمة أخرى وهي أن عيون الأطفال أكثر عرضة للضرر الناجم عن التعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية من البالغين، لأن العدسة الفتيّة الصافية داخل العين تكون أقل قدرة على حجب هذه الأشعة الضارة.
لتوضيح الأمر، من الجدير أن نذكر بأن الضوء الطبيعي يتراوح طول موجاته من 400 نانومتر (في الطرف الأزرق من الطيف) إلى 760 نانومتر (في الطرف الأحمر). ومع ذلك، فإن الشمس تنبعث منها موجات كهرومغناطيسية أخرى بالإضافة إلى الضوء، إذ ينبعث من الشمس نوعان من الأشعة فوق البنفسجية، الطويلة UVA (والتي يتراوح طول موجاتها بين 320 و400 نانومتر) والقصيرة UVB (والتي يتراوح طول موجاتها بين 290 و320 نانومتر). تمثّل الأشعة فوق البنفسجية الطويلة حوالي 95 ٪ من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الجلد والعينين، وتعتبر أكثر ضرراً من الأشعة القصيرة لأنها تخترق الجلد والعينين بشكل أكبر من القصيرة. كما أن الأشعة فوق البنفسجية الطويلة تخترق الزجاج بينما لا تقوم الأشعة القصيرة بذلك. وينعكس كلا نوعي الأشعة فوق البنفسجية عن الرمال والمياه والثلج (80 ٪ من الأشعة فوق البنفسجية القصيرة تنعكس عن الثلج).
في النهاية، يعدّ من الحكمة البالغة بالنسبة للوالدين التأكّد من ارتداء أطفالهم للنظارات الشمسية الملونة الواقية عندما يكونون في الخارج، وخاصة في المساحات الثلجية والشواطئ الرملية وبالقرب من حمامات السباحة والبحر. ولا يرتبط لون النظارات الشمسية مع مستوى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي من الضروري استخدام نظارات ملوّنة خاصة والتي تترافق مع شهادة تثبت بأن من شأنها أن تحجب ما يصل إلى 100 ٪ من الأشعة فوق البنفسجية للشمس. ولكن قبل شراء هذه النظارات الشمسية، يُنصح بأخذ موعد لفحص العين من قبل طبيب عيون الأطفال لإجراء فحص شامل للعين وتقديم وصفة طبية للنظارات إذا لزم الأمر.