هذا المدونة حول مرض السكري والساد من الدكتورة لويزا ساستري استشارية في طب وجراحة العيون، متخصصة في علاج شبكية العين وجراحة إعتام عدسة العين (الكتراكت).
يعدّ الساد (إعتام عدسة العين) من الأمراض الشائعة في العين، ويتميز بحدوث إعتام في العدسة، ويمكن أن يصيب الأشخاص من جميع الأعمار، إلا أن مرضى السكري معرّضون بشكل خاص للإصابة بالساد. سنستعرض في هذه المدونة العلاقة بين الساد ومرض السكري وسنشرح الآليات الكامنة وراء هذه العلاقة، وسنناقش الخطط العملية لتدبير المخاطر المرتبطة بهذا المرض.
مرض السكري والساد: مرض السكري هو اضطراب استقلابي يؤثر على تنظيم مستوى السكر في الدم ويزيد من خطر حدوث العديد من المضاعفات المختلفة، بما فيها المشاكل المتعلقة بالعين. يحدث الساد عندما تتجمّع البروتينات الموجودة في عدسة العين مع بعضها، مما يؤدي إلى حدوث ضبابية وضعف في الرؤية. يكون مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالساد بعمر أبكر ويعانون من تطور الحالة بشكل أسرع من غير المصابين بمرض السكري.
الآليات الكامنة وراء حدوث الساد لدى مرضى السكري: يساهم ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري في الإصابة بالساد من خلال عدة آليات. يمكن لتراكم السوربيتول، وهو سكري كحولي، داخل عدسة العين بسبب الارتفاع المزمن لمستوى السكر في الدم أن يؤدي إلى اختلالات تناضحية (حلولية)، مما يغيّر بنية العدسة ويضعف شفافيتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإجهاد التأكسدي الناجم عن مرض السكري إلى إتلاف بروتينات العدسة، مما يؤدي إلى تسريع حدوث الساد.
تدبير مخاطر الإصابة بالساد لدى مرضى السكري: يعتبر التدبير الفعال لمخاطر الإصابة بالساد لدى مرضى السكري أمراً بالغ الأهمية. إن الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم من خلال التدبير السليم لمرض السكري يساعد على إبطاء تقدم الإصابة بالساد. كما أن فحوصات العين المنتظمة ضرورية للكشف المبكر عن الساد. ويمكن أن يؤدي اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتجنب التدخين، إلى تقليل خطر الإصابة بالساد.
خيارات علاج الساد لدى مرضى السكري: تعدّ جراحة الساد هي العلاج الأكثر فعالية لهذه الحالة، بما في ذلك الحالات المرتبطة بمرض السكري. تتضمن العملية إزالة العدسة العاتمة واستبدالها بعدسة صناعية داخل العين (IOL). يجب أن يعمل مرضى السكري بشكل وثيق مع أطبائهم لضمان استقرار مستويات السكر في الدم قبل الجراحة وخلالها وبعدها، مما يقلل من مخاطر حدوث المضاعفات ويحسّن النتائج البصرية.
إن فهم العلاقة بين الساد ومرض السكري وتدبير المخاطر المرتبطة به يعدّ أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على صحة العين. يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض أن يتجنبوا حدوث المشاكل من خلال ضبط مستويات السكر في الدم، وإجراء فحوصات العين المنتظمة، والتفكير في الخضوع لجراحة الساد عند الضرورة.