التهاب القزحية هو التهاب يصيب باطن العين ويؤثر على النساء والرجال والأطفال. وبرغم أن هذه الحالة تعتبر نادرة نسبياً، إلا أنها قد تصل إلى مرحلة خطيرة تسبب مضاعفات قد تؤدي إلى فقدان البصر. وتشير التقديرات إلى أن الحالات الأكثر خطورة من التهاب القزحية هي المسببة لواحدة من بين كل عشر حالات إعاقة بصر. مما يدل على أهمية التشخيص والعلاج المبكرين للحالة.
قد تتضمن أعراض التهاب القزحية احمراراً وألماً في العين يتراوح بين الألم الخفيف والشعور الشديد بالانزعاج، بالإضافة إلى الرؤية المشوشة أو الضبابية، الحساسية تجاه الضوء، رؤية أجسام طافية أمام العين، تراجع قدرة الإبصار، الصداع. وقد تظهر الأعراض بصورة مفاجئة أو تدريجية على مدار أيام عدة، كما قد تستمر لفترة قصيرة أو لفترة ممتدة، أو قد تعاود الظهور مرات عدة.
ما تزال أسباب الإصابة بالتهاب القزحية غير واضحة، إلا أنها عادة ما تتضمن خللاً في وظائف الجهاز المناعي للجسم أو وجود التهابات أو إصابة/جرح في العين، بما في ذلك وضع العين بعد إجراء جراحة. ويتم التوصل إلى سبب أو مرض في أحد أجهزة الجسم الحيوية في حوالي نصف حالات التهاب القزحية، إلا أن السبب لا يعرف في النصف الآخر.
عادة ما تستخدم قطرات العين لعلاج التهاب القزحية في الجزء الأمامي من العين، بينما تستخدم الحقن والأقراص والكبسولات الدوائية لعلاج الحالة في الجزء المتوسط والخلفي من العين.
يعتمد العلاج الأولي لهذه الحالة على استخدام أدوية الستيرويدات (كورتيكوستيرويدات). أما الخيارات العلاج الأخرى فتتضمن الأدوية المضادة للالتهابات، والعوامل المثبطة للجهاز المناعي، والعقاقير الحيوية والجراحة في بعض الأحيان.
يتم تقديم العلاج عادة بالتعاون مع أخصائي طبي آخر مثل أخصائي أمراض الروماتيزم.
تتفاوت حالات التهاب القزحية وقد تكون:
تستجيب معظم حالات التهاب القزحية سريعاً للعلاج، إلا أن هناك احتمالية حدوث مضاعفات مثل إعتام عدسة العين والجلوكوما وفقدان البصر والتلف الدائم في قدرة الإبصار.
عادة يصيب التهاب القزحية الرجال والنساء بعمر 20 إلى 59 سنة، إلا أنه قد يصيب الأطفال أيضاً، وخاصة الأطفال الذين يعانون من أمراض في المفاصل. وتزيد احتمالية الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الذين يعانون من التهابات أو امراض مناعية أخرى.
يعتبر التهاب القزحية حالة نادرة نسبياً إلا أنه أحد أبرز أسباب الإعاقة البصرية ، مما يعني مدى أهمية تشخيص الحالة وعلاجها بأسرع وقت ممكن. ويمكن لأخصائي في صحة العيون تشخيص التهاب القزحية عن طريق الفحص وصور المسح الضوئي وأشعة إكس وفحوصات الدم. يستجيب معظم المرضى بشكل سريع للعلاج ولا يعانون من مشاكل لاحقة، إلا أن احتمالية الإصابة بالمضاعفات واردة دائماً، وهو ما قد يؤدي إلى تلف دائم في القدرة على الإبصار أو فقدانها جزئياً.