أغسطس 08, 2025

فحوصات عيون الأطفال في دبي: خطوة ضرورية قبل بدء العام الدراسي

مع بداية العام الدراسي الجديد  في الإمارات، ينشغل الآباء والأمهات بالتحقق من قوائمهم للعودة للمدرسة: الملابس المدرسية، والمستلزمات، والجداول ، وعُلب الطعام. ولكنهم غالبًا يغفلون عن مجال واحد مهم، وهو بصر  الطفل وصحة عينيه.

النظر السليم ليس ضروريًا فقط لقراءة المكتوب على لوح الشرح أو لإتمام الواجب المنزلي، ولكنه ضروري كذلك لبناء الثقة، والحفاظ على التركيز داخل الفصل، وللأداء الجيد عمومًا. وفي الواقع، فإن الدراسات تبين أن نسبة لا تقل عن 80% من التعلم في الفصل بصرية، وهو ما يعني أن مشكلات البصر الغير مكتشفة قد يكون لها أثر كبير على تطور الطفل وتقدمه الدراسي.

ولأن العديد من الأطفال قد لا يدركون أنهم مصابون بمشكلة في البصر، فإنهم غالباً لا يعبرون عن ذلك، وهو ما يجعل الكشف المبكر، من خلال الفحوصات المنتظمة والشاملة للعينين، ذا أهمية خاصة.

وفي مستشفى مورفيلدز  دبي للعيون، نؤمن أن البصر الممتاز يؤدي إلى ما هو أكثر من النجاح الدراسي، فهو يعزز الثقة بالنفس والاستقلالية والحماس للتعلم. وفي موسم العودة للمدرسة هذا العام، رسالتنا بسيطة: أعدوا أبصارهم للنجاح.

في هذه المدونة، يشاركنا ثلاثة من أبرز أخصائيي طب عيون الأطفال لدينا خلاصة خبراتهم ورؤاهم حول أمراض العيون الشائعة التي يمكن أن تؤثر على التعلم، ويقدمون نصائح للآباء لضمان أن يبدأ أطفالهم العام الدراسي ببصر جيد وثقة بالنفس.

قصر النظر في الأطفال

من د. عمران جاويد، استشاري طب العيون المتخصص في طب عيون الأطفال وجراحة الحول

حسر البصر، أو قِصر النظر، هو حالة تؤثر على وضوح الرؤية، وفيها تبدو الأشياء البعيدة مشوّشة، بينما تبدو الأشياء القريبة واضحة. في الفصل الدراسي، قد يعني هذا أن الطفل قد يواجه صعوبة في قراءة المكتوب على لوح الشرح، أو تمييز الوجوه من مسافة بعيدة، أو المشاركة في الدروس بثقة. ويُعد قصر النظر أحد أكثر أسباب مشاكل النظر شيوعاً لدى الأطفال في سن الدراسة، كما أن معدل انتشارها يتزايد بين الفئات العمرية الأصغر سنًا في الإمارات.

تزايد معدلات قصر النظر

يمضي الأطفال اليوم وقتًا اطول أمام الشاشات ووقتًا أقل في الهواء الطلق، مما يضع أعينهم تحت ضغط مستمر  للرؤية القريبة  لفترات طويلة.  و ساهم في دبي انتشار التعلم الرقمي داخل البيوت وزيادة استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف في هذا الارتفاع الملحوظ. ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يُتوقع أنه بحلول عام 2050 سيكون ما يقارب 50% من سكان العالم مصابين بقصر النظر، مما يجعل الكشف المبكر وإدارته أكثر أهمية من أي وقت مضى.

التأثير على الأداء المدرسي

عندما لا يستطيع الطفل الرؤية بوضوح من مسافة بعيدة، قد تفوته معلومات مهمة في الفصل. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان التركيز  وصعوبات دراسية، وتغيرات سلوكية. ونحن نهدف إلى مساعدة الطفل للحفاظ على التركيز، والمشاركة الكاملة، والأداء الأمثل داخل الفصل.

علامات قِصر النظر:

  • صعوبة رؤية لوح الشرح
  • الجلوس على مقربة أكثر من اللازم من التلفاز أو الأجهزة
  • الشكوى من تشوش الرؤية البعيدة
  • إجهاد العيون ونوبات الصداع بعد المدرسة

خيارات العلاج:

  • نظارات طبية مخصصة وعدسات السيطرة على قِصر النظر
  • قطرات العين ذات الجرعات المنخفضة من الأتروبين
  • اللعب اليومي في الهواء الطلق

إن السيطرة الفعالة على قصر النظر لا تقتصر فقط على تحسين رؤية الطفل للعالم، بل تتعلق أيضًا بدعم قدرته على التعلم، والتفاعل، والنمو بثقة. وعندما يتمكن الطفل من الرؤية بوضوح، خاصةً على المسافات البعيدة، فمن المرجح أن يحافظ على انتباهه، ويتبع التعليمات المكتوبة على لوح الشرح، ويشعر بالثقة أثناء التفاعل مع زملائه.

تعرف على المزيد عن قِصر النظر وعلاجه

الغمَش (العين الكسولة)

من د. سلمى ياسين، أخصائية طب عيون الأطفال وطب أعصاب العيون للبالغين والأطفال

الغمش، أو العين الكسولة، حالة يفضل فيها الدماغ إحدى العينين على الأخرى، وهو ما يسبب ضعف البصر  في العين الأضعف. ولأن الأطفال غالبًا يعتمدون على العين الأقوى، قد لا يتم اكتشاف المشكلة إلا من خلال فحص عيون متخصص.

تأثير الغمش على الأطفال

يقلل الغمش من إدراك العمق، وقد يصعب القراءة والكتابة، وحتى التناسق البدني. وقد يتجنب الطفل المصاب بالغمش (العين الكسولة) مهامًا مثل الرياضة أو الرسم أو حل الألغاز، ليس بسبب قلة الاهتمام، بل لأن بصره يجعل تلك المهام أكثر صعوبة. وبمرور الوقت، قد يؤثر ذلك على ثقته بنفسه وأدائه الدراسي.

علامات العين الكسولة:

  • الميل بالعين إلى الداخل أو الخارج
  • إمالة الرأس
  • التعثر أو نقص الاهتمام بالأنشطة الحركية الدقيقة
  • تجنب القراءة أو تفويت السطور

خيارات العلاج:

  • تغطية العين
  • العدسات التصحيحية
  • قطرات الأتروبين

تكون احتمالية علاج غمش العين خلال فترة الطفولة المبكرة. ولكن، إذا تُرك دون علاج، فقد لا تتطور الرؤية في العين الأضعف بشكل طبيعي مما يحد من إمكانيات الطفل في المدرسة وفي حياته المستقبلية. بمعالجة غمش العين مبكر ا، نساعد في التأكد من ألا يواجه الطفل مشاكل يمكن تجنبها في المدرسة. ويتيح دعم الرؤية الصحية للأطفال الوضوح والثقة المطلوبين للازدهار.

اكتشف المزيد عن الغمش وعلاجاته

الحول

من د. سهير طويج، استشارية طب عيون البالغين، وجراحة حول الأطفال وطب عيون الأطفال، وجراحة الساد للبالغين

الحول ،حالة لا  تتجه فيها العينان في الاتجاه نفسه بشكل صحيح ورغم أن ذلك قد يبدو مؤثرًا على الجانب التجميلي، فهو يؤثر كذلك على كيفية أداء العينين معًا وكيفية معالجة الدماغ للمعلومات البصرية. وفي المدرسة، يمكن أن يسبب ذلك ازدواج الرؤية، وسوء إدراك العمق، وصعوبات القراءة أو الكتابة أو الرياضة.

كيف يمكن أن يؤثر الحول على التعلم والثقة

قد يواجه الأطفال المصابون بالحول عدة صعوبات في الفصل الدراسي. فقد يجدون صعوبة في النسخ من لوح الشرح، أو يتجنبون مهام القراءة، أو يجدون صعوبة في التقاط الأشياء المتحركة أو تتبعها خلال ممارسة الرياضة أو اللعب. وفي بعض الحالات، قد يؤدي انحراف العين  إلى انزعاج اجتماعي، وهو ما قد يؤثر بدوره على ثقة الطفل ورغبته في المشاركة في أنشطة الفصل.

علامات الحول

  • تداخل أو انحراف العينين إمالة الرأس
  • شكاوى من إجهاد العين
  • نقص الاهتمام بالمهام التي تعتمد على النظر.

خيارات العلاج:

  • النظارة أو العدسات المنشورية
  • علاج الرؤية
  • تغطية العين (إذا كانت الحالة تنطوي على غمش كذلك)
  • جراحة الحول

مع العلاج المبكر، يمكن تحسن الحول إلى حد كبير. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسن الوظيفة البصرية، والثقة داخل الفصل، وراحته الاجتماعية. وفي كثير من الأحيان، يُبدي الأطفال زيادة في المشاركة عن طريق القراءة والنسخ من لوح الشرح والأنشطة الجماعية. ولدى البعض، يقلل تصحيح انحراف العين من القلق تجاه مظهرهم أمام زملائهم.

اقرأ المزيد عن الحول والعلاجات المتاحة

هيّئ طفلك لعام دراسي ناجح

في موسم العودة إلى المدارس، تأكّد من أن طفلك لن يتأخر بسبب حالة يمكن علاجها أو التحكم بها عبر الرعاية المتخصصة.
وفي مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، نحن هنا لمساعدة طفلك للرؤية بوضوح، والتعلم بثقة، والازدهار. يضم قسم طب الأطفال المتفاني لدينا نخبة من أطباء العيون، وأخصائيي تقويم البصر، وأخصائيي البصريات المتخصصين، الذين يعملون معًا بشكل متكامل لدعم التطور البصري لكل طفل. ونوفر بيئة هادئة، ومريحة للأطفال، ونهجًا متعاونًا  يضع راحة الطفل وعائلته في المقام الأول.

الأسئلة الشائعة

  1. في أي عمر ينبغي أن يقابل طفلي أخصائي العيون لأول مرة؟ ينبغي أن يخضع الأطفال عادةً للفحص الشامل للعيون لأول مرة بحلول الثالثة من العمر. تساعد الفحوصات المبكرة في الكشف عن مشاكل مثل الأخطاء الانكسارية، والعين الكسولة (الغمش)، أو مشاكل انحراف العينين، وذلك قبل أن تؤثر على نمو الطفل و تطوره . ويضمن الفحص الإضافي قبل بدء الدراسة أن بصرهم جاهز للأنشطة الدراسية. وبعدها، يوصى بفحوص منتظمة كل عام أو عامين لمراقبة صحة العين أثناء النمو.
  2. لا يشكو طفلي أبدًا من نظره. أيمكن أن تكون هناك مشكلة رغم ذلك؟ أجل. فالعديد من الأطفال يفترضون أن نظرهم طبيعي وقد لا يعبرون عن أي صعوبة. وقد توجد حالات مثل الغمش أو  الحول دون أعراض ظاهرة. لذلك فإن فحوص العين الروتينية ضرورية لاكتشاف المشكلات مبكرًا، أي قبل أن تبدأ التأثير في تعلم الطفل أو سلوكه أو ثقته داخل الفصل.
  3. كيف يمكنني حماية نظر طفلي أثناء نموه؟ يشمل دعم صحة طفلك البصرية الموازنة بين العادات والرعاية الوقائية. شجعوا  اطفالكم على اللعب بانتظام في الهواء الطلق (لمدة 90 دقيقة يوميًا على الأقل)، وقللوا من الوقت المخصص للشاشات، وشجعوا على أخذ فترات راحة أثناء المهام التي تتطلب النظر عن قرب مثل القراءة أو استخدام الأجهزة. وكذلك، فإن النظام الغذائي المتوازن  والفحوص الروتينية للعينين لدى الأخصائي لهما أهمية جوهرية في اكتشاف أي تغيرات في االبصر  ومعالجة ذلك مبكرًا.
  4. هل ستؤثر علاجات مثل تغطية العين أو القطرات على روتين المدرسة؟في معظم الحالات، لا. فالخطط العلاجية مثل تغطية العين أو استخدام قطرات الأتروبين صُممت لتتناسب مع روتين الطفل اليومي بأقل قدر من التعطيل. يواصل معظم الأطفال الذهاب إلى المدرسة كالمعتاد، ويمكن إبلاغ المعلمين لتقديم دعم غير ملحوظ إذا لزم الأمر. يعمل فريقنا عن كثب مع العائلات لجعل كل خطة علاج عملية ويسهل التعامل معها.
  5. هل علاج الرؤية فعال مع الصعوبات المرتبطة بالفصل الدراسي؟ نعم، وخصوصًا في الأطفال المصابين بالغمش، أو صعوبات التناسق بين العينين، أو بعض  أنواع الحول. ويتضمن العلاج البصري تمارين منظمة تحسن كيفية عمل العينين معًا. وتكون تلك الأنشطة في أغلب الأحيان مصممة لتبدو مثل الألعاب، وهو ما يجعلها جذابة للأطفال مع المساعدة في تحسين طلاقة القراءة والتركيز والثقة داخل الفصل.
  6. كيف أعرف إذا كان طفلي في حاجة إلى نظارة؟ قد يبدي بعض الأطفال علامات مثل الحول، أو فرك العين المتكرر، أو تقريب الأشياء بدرجة مفرطة من العينين، أو الجلوس على مقربة شديدة من التلفاز. ولكن لا تكون كل مشكلات الرؤية واضحة بالضرورة. يُعد فحص العين الشامل أفضل طريقة لتحديد ما إذا كان طفلك بحاجة إلى نظارة طبية، ولضمان أن تطوره البصري يسير في مساره الصحيح.
  7. لماذا يحتاج طفلي إلى مراجعة كل من أخصائي البصريات، وأخصائي تقويم البصر، وطبيب العيون؟ نتبع نهجًا جماعيًا في رعاية عيون الأطفال لضمان تلقي كل طفل لتقييم دقيق ومخصص. ويلعب كل أخصائي دورًا مختلفًا لكن كل منهم يكمل دور الآخر:
      • يقوم أخصائي البصريات بتقييم بصر الطفل ويتحقق من حاجته إلى النظارة.
      • ويقوم أخصائي تقويم البصر بفحص كيفية حركة العينين وعملهما معًا، خاصةً في حالات الحول أو العين الكسولة (الغمش).
      • أما طبيب العيون، وهو طبيب مختص ، فيقوم بتقييم صحة العين وتقديم التشخيص النهائي، بالإضافة إلى توفير العلاج الطبي أو الجراحي إذا لزم الأمر.
احجز موعد