ديسمبر 10, 2017

إلتهاب القزحية

لا يعتبر إلتهاب القزحية مرض واحد وإنما هو طيف من الأعراض والعلامات التي تتسبب بها مجموعة من المشاكل الصحية. وبرغم من أن إلتهاب القزحية يشكّل 1% فقط من أمراض العيون، إلا أنه السبب في 10-15% من حالات فقدان البصر، مما يعني أهمية التعامل معه وعلاجه بعناية فائقة. ولا بد من تقديم العلاج المناسب بالسرعة اللازمة لضمان استعادة قدرة الإبصار السليمة، وهو أمر ممكن عادةً. ويتمكن أخصائي علاج إلتهاب القزحية – وهو طبيب حاصل على تدريب متخصص في تشخيص وعلاج هذه الأمراض – من علاج إلتهاب القزحية في معظم الحالات.
قد يصيب إلتهاب القزحية الأطفال، وخاصة الأطفال الذين يعانون من مشاكل إلتهاب المفاصل أو الإلتهابات عمومًا في الطفولة. كما يصيب إلتهاب القزحية الشباب، وترتفع نسب الإصابة لدى النساء. تتضمن أعراض إلتهاب القزحية احمرار العيون (على الرغم من عدم احمرار عيون الأطفال، لذا فلا بد من إجراء فحوصات دورية للأطفال لدى أخصائي التهاب قزحية، في حال تشخيص إصابتهم بإلتهاب المفاصل)، والألم في العيون، والحساسية للضوء، وتشوش الرؤية. قد يرافق أعراض المشكلة طفح جلدي وآلام في المفاصل ومشاكل في المعدة.

الأسباب:

من أسباب الإصابة بإلتهاب القزحية: الإلتهابات (مثل إلتهاب السل أو التوكسوبلازما (داء القطط) أو الإلتهابات مثل القوباء (هيربس) أو فيروس تضخم الخلايا CMV)) أو أمراض المناعة الذاتية (الساركويد، إلتهاب المفاصل، أمراض إلتهابات الأمعاء). وفي حوالي 50% من الحالات، قد لا يكون هناك سبب محدد، إلا أن العلاج الفوري ضروري دائمًا.
يحتاج المرضى في البداية عددًا من فحوصات الدم لإكتشاف أي إلتهابات أو أمراض مناعة ذاتية، كما يتم إجراء صور أشعة سينية للصدر وغيرها من صور الأشعة. وقد يحتاج المرضى في عيادة العيون لإجراء مسح التماسك البصري المقطعي (OCT) للشبكية وصورة لقاع العين بعد حقن الفلورسين للكشف عن أي تسرب من الأوعية الدموية في الشبكية. قد تتم أيضًا إحالة المرضى إلى أخصائيين آخرين مثل أخصائي أمراض روماتيزم أو أخصائي جهاز هضمي أو أخصائي أعصاب للمساعدة في تشخيص الأسباب الأخرى لإلتهاب القزحية الناجمة عن مشاكل أجهزة الجسم.

الأنواع والعلاج:

قد يحصل إلتهاب القزحية في الجزء الأمامي من العين، وهو ما يمكن علاجه بواسطة قطرات العيون وأحيانًا بواسطة الحقن للحصول على استجابة سريعة. عندما يحصل إلتهاب القزحية في مؤخرة العين، فقد تدعو الحاجة إلى علاج أقوى. ويتمثل ذلك عادةً في جرعة عالية من أدوية الستيرويدات الفموية لعدة أسابيع. كما توصف المضادات الحيوية في حالة الإلتهاب. وقد تتطلب الحالات الأخطر علاجًا طويل الأمد بواسطة أدوية تجنيب الستيرويدات وتثبيط المناعة. وقد يكون هذا الدواء على شكل أقراص مثل أدوية الميكوفينولات أو الميثوتريكسات، أو الأدوية الحيوية الأحدث التي تعطى للمريض على شكل حقن. قد تدعو الحاجة إلى حقن الستيرويدات في العين. على الرغم من أن هذه المشكلة ممتدة، إلا أن العلاج المبكر والفوري المناسب قد يحقق نتائج جيدة في السيطرة على المرض، مما يتيح للمرضى الحفاظ على قدرة ابصارهم.

المضاعفات:

من مضاعفات إلتهاب القزحية الإصابة بإعتام عدسة العين، وارتفاع ضغط العين والوذمة البقعية. هذه المشاكل قد تتضمن علاجًا إضافيًا، بما في ذلك الجراحة.
في حال تمَّ تشخيص إصابتك بإلتهاب القزحية أو تم الإشتباه بالإصابة، فمن الضروري مراجعة أخصائي إلتهاب قزحية.