التدخين والعيون
مدونة هذا الأسبوع التدخين والعيون من د. عمّار صفر، المدير الطبي، استشاري طب العيون، أخصائي جراحة الشبكية و الجسم الزجاجي.
يدرك معظم الناس تماماً بأن التدخين بجميع أشكاله يمكن أن يسبب السرطان وأمراض الرئة والقلب، بالإضافة إلى العديد من المشاكل الصحية الأخرى، ولكنهم دائماً ما يتفاجؤون عندما أخبرهم بأن التدخين يمكن أن يؤثر بشكل خطير على صحة عيونهم أيضاً. فيما يلي بعض من أهم الحالات العينية التي تتأثر بالتدخين:
- جفاف العيون: تعدّ هذه الحالة شائعة جداً وخاصة في منطقة الخليج ويمكن أن تتفاقم بشدة بسبب التدخين. من شأن المرضى أن يشعروا بحرقة شديدة وحكة واحمرار وإحساس بوجود حبيبات وتهيج شديد.
- التنكّس/الضمور البقعي: من شأن هذه الحالة أن تهدّد الرؤية وتصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً ويمكن أن تؤدي إلى فقدان أو تشوّه شديد في الرؤية المركزية. يعدّ المدخنون أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بأربعة أضعاف من غير المدخنين، كما أن الأشخاص الذين يعيشون مع المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بها بمرتين. وقد أدى التقدّم الطبي الحديث إلى علاج للنمط الحاد من التنكس البقعي المرتبط بالسن، وذلك على شكل حقن في العين لاستعادة فقدان البصر. وأثبتت الأبحاث بأن المدخنين أقل عرضة للاستجابة لهذه الحقن من غير المدخنين.
- الساد: وهو حدوث إعتام في عدسة العين الطبيعية بشكل يعيق الرؤية. يعدّ الأشخاص المدخنون أكثر عرضة للإصابة بالساد بمرتين من غير المدخنين.
- اعتلال الشبكية السكري: يعدّ الأشخاص المدخنون المصابون بالسكري أكثر عرضة بكثير للإصابة بمشاكل في شبكية العين تسمى اعتلال الشبكية السكري. يمكن لهذه الحالة أن تكون خطيرة وقد تؤدي إلى العمى.
- التدخين أثناء الحمل: إذا كنتِ تدخنين أثناء الحمل، فقد يزداد خطر إصابة طفلك بالتهاب السحايا الجرثومي بمقدار 5 أضعاف. تؤدي هذه الحالة إلى حدوث تورم حول أنسجة الدماغ ويمكن أن تؤثر بشكل خطير على العينين والعصب البصري. بالإضافة إلى ذلك، يزيد التدخين أثناء الحمل من خطر الولادة المبكرة. ويمكن أن يكون لذلك تأثير مباشر على العين وخاصة على الشبكية. تسمى هذه الحالة اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدّج (ROP) وهي حالة خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى فقدان دائم للرؤية إذا تركت دون علاج.
ينصح المرضى بالانخراط في البرامج التي تؤدي إلى الإقلاع عن هذه العادة الخطيرة. وقد أظهرت الدراسات أن المرضى الذين يقلعون عن التدخين تنخفض لديهم المخاطر إلى المستويات السابقة للتدخين بعد 5 سنوات من الإقلاع عنه.