مدونة هذا الأسبوع حول اعتلال الشبكية لدى الخدّج (ROP) من د. داراكشاندا خورام، استشارية طب عيون الأطفال.
من العبارات العديدة التي يقولها لي أهل الأطفال الخدج: “لم أكن أعرف أن شيئًا كهذا قد يحدث، ولم يسبق أن حدث مثله لشخص أعرفه – حتى الآن”.
يقدّر عدد المواليد الخدّج بنحو 15 مليون طفل سنويًا حول العالم. ويعتبر الطفل مولودًا قبل أوانه في حال وُلِدَ قبل إنهاء الأسبوع 37 من الحمل، وتكون الحالة أكثر شدة في حال وُلِدَ الطفل قبل الأسبوع 28 من الحمل.
اعتلال الشبكية لدى الخدّج هي مشكلة في العيون تؤثر على المواليد الخدّج. ويصاب الطفل بهذه المشكلة عندما لا يكتمل تطور الشبكية لديه في الأسابيع اللاحقة لولادته. يذكر أن الشبكية هي النسيج العصبي الموجود في مؤخرة العين. ونتيجة للولادة المبكرة، فقد تتشكل أوعية دموية غير طبيعية تتصف بهشاشة جدرانها وقابليتها للتسريب، كما تؤدي إلى إحداث ندوب في الشبكية ونزعها من مكانها. تؤدي هذه الحالة إلى انفصال الشبكية الذي يعتبر السبب الرئيسي في اعتلال الرؤية والعمى المرتبط بحالات اعتلال الشبكية لدى الخدّج.
الفئة الأكثر عرضة لخطر هذا المرض هم المواليد الجدد الذين يبلغ وزنهم عند الولادة 1250 غرامًا أو أقل، والذين تكون ولادتهم قبل انتهاء الأسبوع 31 من الحمل.
ومن العوامل الأخرى المرتبطة بالإصابة باعتلال الشبكية لدى الخدّج، عدم اكتساب الوزن الكافي، فقر الدم، الخضوع لعملية نقل دم، صعوبات التنفس أو ضيق النفس، وتراجع الوضع الصحي بشكل عام لدى المولود.
الطريقة الوحيدة للتحقق من إصابة المولود حديثًا باعتلال الشبكية لدى الخدّج هي إجراء فحص للشبكية، ينفذه أخصائي طب عيون الأطفال المؤهل لفحص عيون حديثي الولادة. ويتضمن الفحص توسعة بؤبؤ العين بواسطة قطرات العيون. وقد يحتاج المولود حديثاً لفحوصات أسبوعية أو كل أسبوعين لحين التحقق من تطور الشبكية واستقرارها واحتوائها على أوعية دموية سليمة.
تكون بعض حالات الإصابة باعتلال الشبكية لدى الخدّج طفيفة ولا تحتاج إلى أي علاج. وفي الحالات الشديدة من هذا المرض، تزداد مخاطر انفصال الشبكية مما يعني ضرورة علاج الطفل المريض إما بواسطة الليزر أو عن طريق الحقن في العين لمنع فقدان البصر نتيجة انفصال الشبكية.
ويعتبر التدخل المبكر عاملًا أساسيًا في علاج اعتلال الشبكية لدى الخدّج، بالإضافة إلى أهمية الفحص المبكر لإمكانية التشخيص السليم. في حال تأكيد إصابة الطفل باعتلال الشبكية لدى الخدّج، فلا بد من بدء العلاج بشكل فوري. فهذا المرض يتفاقم بسرعة كبيرة وقد يسبب الضرر البالغ لعين الطفل وقدرته على الإبصار في حال عدم علاجه بدقة وسرعة. لذا فإن من الضروري جدًا أن يقوم الأهل بإجراء الفحوصات الضرورية في مواعيدها.