مراحل التطوّر البصري لدى الأطفال

.هذا المدونة من سَحَر مان، أخصائية في تقويم البصر

عندما نولد، يوجد ضبابية في رؤيئتنا ، وتتطور هذه الرؤية خلال أول 7 إلى 8 سنوات من الحياة، ولكن هذا التطوّر يكون أكثر أهمية عندما نكون حديثي الولادة وصغاراً.

إن فهم مراحل التطوّر البصري لدى حديثي الولادة والأطفال الصغار وكيفية إدراكهم للألوان يمكن أن يساعدك على توفير التحفيز البصري المناسب خلال الأشهر الأولى من حياتهم.

 

مراحل التطور البصري لدى حديثي الولادة والأطفال الصغار

  • مرحلة حديثي الولادة (منذ الولادة -شهرين): يمكن للأطفال حديثي الولادة رؤية الأشياء عن قرب 20 إلى 30 سنتيمتراً، أي ما يعادل تقريباً المسافة التي تفصل بين وجهك ووجه الطفل أثناء الرضاعة أو الاحتضان. وهم ينجذبون في هذا العمر إلى الأنماط ذات التباين الشديد، مثل اللونين الأسود والأبيض، نظراً لأن عيونهم لا تزال في طور النمو.
  • مرحلة الطفولة المبكرة (2-4 أشهر): خلال هذه الفترة، تبدأ رؤية طفلك بالتحسن بشكل تدريجي. إذ يبدأ الطفل بمتابعة الأجسام المتحركة ويُظهر الإهتمام بالألعاب والصور الملونة. ومن الطبيعي أن تتحرك أعينهم باتجاهات مختلفة حيث أن عضلاتهم تزداد قوة من حين لآخر.
  • المرحلة الاستكشافية (4-6 أشهر): بعمر 4 إلى 6 أشهر، يستطيع الأطفال الوصول إلى الأشياء ويصبح لديهم إدراك أفضل للعمق حيث يمكنهم رؤية عدد أكبر من الألوان بشكل أكثر وضوحاً. ويعدّ هذا الوقت مثالياً لتقديم المزيد من الألعاب الملونة والكتب ذات الصور الكبيرة الواضحة لتحفيز رؤيتهم الآخذة في التطوّر.

كيف يدرك الأطفال الصغار الألوان؟

فهم كيفية إدراك الأطفال الصغار للألوان يساعد في خلق بيئة جذابة ومحفزة لهم. فيما يلي بعض النصائح لمساعدتهم:

  • التباين الشديد هو أمر أساسي: خلال الأشهر الأولى، ينجذب طفلك إلى الألوان شديدة التباين، مثل اللونين الأسود والأبيض، لأن عيونه الآخذة في التطوّر يسهل عليها تمييزها. عليك التفكير في دمج هذه الألوان في ديكورات غرفة طفلك أو ألعابه.
  • عالم الألوان الهادئة: مع نمو الأطفال، يبدؤون بملاحظة الألوان الأقل تبايناً مثل ألوان الرسم. يمكن أن تكون الدرجات الفاتحة من الألوان الأزرق والوردي والأصفر مهدئة وجذابة بصرياً بالنسبة لهم.
  • الألوان الفاقعة: يستطيع الأطفال الصغار رؤية نطاق أوسع من الألوان. يمكن للألوان الزاهية والفاقعة، مثل الأحمر والأخضر والأزرق، أن تجذب انتباههم وتحفز تطوّرهم البصري.

التحفيز البصري خلال الأشهر الستة الأولى

يعد التحفيز البصري ضرورياً للتطوّر خلال الأشهر الستة الأولى. فيما يلي بعض الطرق البسيطة لتوفير التجارب البصرية المناسبة:

  • التفاعل وجهاً لوجه: إن قضاء وقت ممتع في التواصل البصري والتحدث مع طفلك يمكنه أن يساعد في تطوّر رؤيته. فالطفل يحب التحديق في وجهك، ومن شأن ذلك أن يساعد على تقوية تركيزه البصري.
  • الألعاب المتحركة الملونة: عليك القيام بتعليق لعبة متحركة ملونة فوق السرير، فمن شأن حركتها الخفيفة وألوانها الزاهية أن تثير اهتمام طفلك وتشجعه على تتبع الأشياء.
  • الكتب المصوّرة: عليك اختيار كتب مصوّرة تحتوي على صور كبيرة وواضحة وألوان فاقعة. إذ أن قيامك بالقراءة لطفلك تعزز الترابط ومهارات الإدراك البصري لديه.
  • وقت الاستلقاء على البطن: عليك السماح لطفلك بقضاء الكثير من الوقت مستلقياً على بطنه. يساعدهم هذا الأمر في نمو عضلات الرقبة والكتف لتصبح قوية، الأمر الذي يعتبر ضرورياً للاستكشاف البصري.
  • المرايا: غالباً ما ينبهر الأطفال بانعكاسات صورهم. يمكن للمرآة الآمنة للأطفال أن توفر ترفيهاً غير محدود وأن تساعد في التعرف على الذات.

تعدّ مراقبة التطور البصري لطفلك بمثابة رحلة مثيرة تتطلب دعمك ومشاركتك. فمن خلال فهمك لمراحل التطور البصري وكيفية إدراك طفلك للألوان، يمكنك خلق بيئة محفزة تشجع على النمو الصحي والفضول. ولا بد من أن نتذكر أن كل طفل فريد عن غيره، لذا عليك بالاستمتاع بعملية الاكتشاف معه والاحتفال بكل مرحلة جديدة.