ما هي القرنية المخروطية؟
القرنية المخروطية حالة تنكسية تصيب العين، وفيها تتشوه القرنية، التي تكون في الظروف الطبيعية مدورة، ليصير شكلها أقرب للمخروط البارز، مما يؤدي إلى ضعف البصر. يبدأ ذلك عادةً قرب سن البلوغ ويميل إلى التطور بمعدل أسرع إذا بدأ في سن أصغر أو إذا تكرر فرك العين.
أسباب القرنية المخروطية وعوامل الخطر
تنتُج القرنية المخروطية عن زيادة مرونة القرنية وبدء ترققها وانتفاخها، مما يُؤدي إلى تدهور البصر وزيادة الأستجماتيزم. وقد يكون ذلك وراثياً، حيث يكون الأفراد الذين يتضمن تاريخهم العائلي إصابة بالقرنية المخروطية أكثر عُرضة للإصابة بتلك الحالة. وغالبًا ما يصاحب ذلك حالات حساسية، مثل حمى القش، والإكزيما، والربو. ومما تجدر الإشارة إليه، أن فرك العين يفاقم بدرجة كبيرة تزايد القرنية المخروطية، وقد يفيد الحد من تلك العادة في الحد من تطورها.
تصيب القرنية المخروطية واحدًا من كل ألفَي شخص، وهي منتشرة في أنحاء العالم وتشيع بشكل ملحوظ في الشرق الأوسط.
أعراض القرنية المخروطية
تظهر القرنية المخروطية غالبًا في شكل أعراض متباينة الشدة، ويتوقف ذلك على تطور الحالة، ويشمل ذلك ما يلي:
- ضبابية الرؤية وتشوهها أو ازدواجها
- رؤية هالات حول الأضواء
- زيادة الحساسية من الضوء
- صعوبة الرؤية ليلًا.
- التغيرات المتكررة في مقاسات النظارة الطبية
يُعد التعرف المبكر على علامات القرنية المخروطية ضروريًا للعلاج الفعال. فإذا تُركت الحالة دون تشخيص، فقد تتطور وصولًا إلى مرحلة لا تكفي فيها الإجراءات التصحيحية التقليدية، مثل النظارة الطبية أو العدسات اللاصقة اللينة،
تشخيص القرنية المخروطية
تُستخدم إجراءات تشخيصية عديدة لتأكيد وجود القرنية المخروطية وتقييم شدتها. ويشمل ذلك ما يلي:
- تضاريس سطح القرنية: يرسم إجراء التصوير غير التوغلي هذا خريطة لمنحنيات سطح القرنية كاشفًا عن التشوه المخروطي المميز في القرنية المخروطية.
- قياس سُمك القرنية: يقيس هذا الاختبار ثخانة القرنية، وهو ضروري لرصد الترقق المتزايد الذي يحدث في حالة القرنية المخروطية.
- الفحص بالمصباح الشقي: يمكن للفحص التفصيلي للقرنية باستخدام مجهر المصباح الشقي الكشف عن علامات القرنية المخروطية، مثل ترقق القرنية والتندب.
- قياس القرنية: يقيس هذا الاختبار المنحنى في مركز القرنية، ويساعد على رصد اضطرابات الشكل.
تساعد تلك الاختبارات في تشخيص القرنية المخروطية، ومراقبة تطورها، وتحديد الخيارات المثلى لعلاجها.
خيارات علاج القرنية المخروطية
العلاجات غير الجراحية: النظارة الطبية والعدسات اللاصقة
في المراحل المبكرة، يصحح البصر في الغالب باستخدام نظارة طبية أو عدسات لاصقة لينة لتوفير رؤية واضحة. ومع تقدم الحالة، يتزايد عدم انتظام القرنية، وقد يوصى باستخدام عدسات لاصقة صلبة نفاذة للغاز (RGP). تشمل الخيارات الأخرى العدسات الهجينة، التي تجمع بين راحة العدسات اللينة ووضوح البصر في العدسات الصلبة النفاذة للغاز، ويمكن أن توفر تحسنًا رائعًا للبصر
العلاجات المتقدمة: ربط القرنية والجراحة
- ربط القرنية بالكولاجين المتقاطع ستخدام الريبوفلافين (CXL): يقوي هذا العلاج القرنية باستخدام فيتامين ب2، ويحد من تطور القرنية المخروطية. يتباين نجاح هذا العلاج، لكن العديد من المرضى يلاحظون تباطؤًا ملحوظًا في تطور الحالة.
- الحلقات داخل القرنية (إنتاكس وفيرارا): توضع تلك الحلقات في القرنية لتعديل شكلها وتحسين البصر وهي تُستخدم حين لا تكون العدسات اللاصقة مناسبة وحين تكون القرنية صافية نسبيًا. يلاحظ المرضى عمومًا تحسن البصر وشكلًا أكثر انتظامًا للقرنية بعد الإجراء.
- الاستئصال الضوئي العلاجي للقرنية (PTK) مع ربط القرنية: يحسن هذا الإجراء الأجزاء غير المنتظمة من القرنية عندما لا يمكن احتمال العدسات اللاصقة.
- عمليات زراعة القرنية: تُستخدم في المراحل المتقدمة مع وجود ندوب في القرنية، وتتراوح الإجراءات من جزئية (ترقيع القرنية الأمامي الطبقي العميق—DALK) إلى ترقيع كامل السمك (ترقيع القرنية الاختراقي—PK). انخفضت الحاجة إلى عمليات الزراعة بسبب التشخيص المبكر والعلاجات الناجحة في المراحل المبكرة مثل ربط القرنية بالكولاجين المتقاطع (CXL).
هل يمكن تجنب القرنية المخروطية؟
بينما لا توجد طريقة أكيدة لتجنب القرنية المخروطية، يمكن للحد من فرك العين ومعالجة حالات الحساسية المشابهة أن يساعدا في إبطاء تطورها. يُنصح المرضى بارتداء نظارة واقية في البيئات التي قد يزيد فيها فرك العينين (مثلًا في الظروف التي يكثر فيها الغبار أو الرياح) للحد من الخطر أكثر.