دبي، الإمارات العربية المتحدة، 5 سبتمبر 2017: تأملوا الأعداد المتزايدة لمشاكل العيون نتيجة العيش والعمل في أجواء المنازل والمكاتب الجافة والمكيّفة، فكروا بمن يعانون نتيجة لذلك. ربما لم تسمعوا بهذا المرض من قبل، إنه التهاب القرنية والملتحمة الجاف، والمعروف عموماً باسم متلازمة جفاف العين او مرض جفاف العين، وهو حالة شائعة تحدث عندما لا تنتج العيون ما يكفي من الدموع أو في حال تبخر الدموع بسرعة كبيرة، أو بسبب إنتاج دموع ذات جودة ترطيب محدودة.
واستجابة لذلك، أطلق مستشفى مورفيلدز دبي للعيون (مورفيلدز) عيادة جديدة لعلاج جفاف العين في المستشفى المتخصص بالعيون بهدف تلبية الطلب المتزايد على تشخيص وعلاج هذه الشكوى التي تزداد شيوعاً بين أفراد المجتمع. وتضم عيادة مورفيلدز الجديدة أحدث التقنيات المتقدمة للتشخيص ومجموعة من الخيارات العلاجية الآمنة والسريعة.
من الجدير بالذكر أن هذا المرض لا يؤدي فقط إلى الجفاف في العين لتظهر عليها أعراض عديدة، منها الشعور بوجود جسم غريب بداخل العين والألم والانزعاج وتشوش الرؤية والاحمرار، ولكن في بعض الأحيان لا تظهر أية أعراض على الإطلاق. كما أن جفاف العين شكوى شائعة للغاية، فقد بينت دراسات حديثة أن حوالي نصف الأمريكيين (48 بالمائة) بين سن 18 عاماً فما فوق يعانون باستمرار من أعراض جفاف العين. ويؤدي إهمال علاج الحالة إلى الألم والندوب وانخفاض في حدة الإبصار.
ورغم أن أعراض جفاف العين خفيفة لدى معظم الناس، يمكن للحالات الحادة أن تسبب الألم وتؤدي إلى المضاعفات، والتي تؤثر عادة على كلا العينين وتشمل الجفاف والشد أو الالتهاب الذي قد يزداد سوءا مع مرور الوقت، والشعور بالحرقة واحمرار العينين والتصاق الجفنين عند الاستيقاظ من النوم، والتشوش المؤقت للرؤية بحيث يتحسن عندما ترمش كما يعاني البعض من فترات إدماع مستمر للعيون يمكن ان يحدث عندما تحاول العين تخفيف الشعور بالانزعاج من خلال إنتاج دموع أكثر.
يحدث جفاف العين عندما لا تنتج العيون الدموع كما ينبغي، أو عندما لا تكون تركيبة الدموع ملائمة وتتبخر بأسرع مما يجب. يمكن لتلك الحالة أن تصعب القيام ببعض الأمور، كاستعمال العدسات اللاصقة أو استخدام الحاسوب أو القراءة لفترات طويلة من الوقت، كما أنها تقلل القدرة على تحمل البيئات الجافة، كما هو الحال في مقصورات الطائرات.
من الصعب تحديد الأسباب الدقيقة لجفاف العين ولكن هناك مجموعة من العوامل المساهمة فيها، ومنها التغيرات الهرمونية وتقدم السن والعوامل البيئية (الأجواء الحارة الجافة) أو القراءة لفترات طويلة والعمل على الحاسوب جميعها أسباب تقلل من معدل رمش العيون، بالإضافة إلى أسباب أخرى كاستخدام بعض الأدوية وإجراء جراحة العين بالليزر واستخدام العدسات اللاصقة وعدد من الحالات المرضية التي تتنوع من التهاب الملتحمة التحسسي إلى التهاب المفاصل الروماتويدي.
ويمكن لجفاف العين أن يتطور إلى حالة أخطر، وهو التهاب ملتحمة الجفن، على الرغم من ان معظم الحالات بسيطة لا تحتاج إلى علاج محدد، إلا أن هناك حالات نادرة يسبب فيها عدم علاج متلازمة جفاف العين تلفاً في سطح القرنية، وبالتالي يجعلها معرضة للتقرحات والالتهابات مما يهدد سلامة النظر.
يتضمن علاج جفاف العين قطرات مخصصة لترطيب العيون والأدوية التي تعالج الالتهابات في حال وجودها، بالإضافة إلى الجراحة لمنع تصريف الدموع بسرعة كبيرة. وإذا كانت حالة جفاف العيون ناتجة عن مرض معين، فإن علاج المرض يكون عادة كفيلاً بزوال الأعراض.