يحدث الانفصال الشبكي عندما تبدأ البطانة الموجودة على مؤخرة العين (الشبكية) بالانفصال عن جدار العين (الغلاف المشيمي للعين – choroid) والذي يحتوي على الأوعية الدموية التي تزود العين بالأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة.
وقد يؤدي تأخير علاج انفصال الشبكية إلى العمى في العين المصابة.
عادة ما يحدث الانفصال الشبكي نتيجة تمزق في الشبكية، وهو ما يطلق عليه اسم انفصال الشبكية الذاتي (Rhegmatogenous). وهناك أنواع أخرى من انفصال الشبكية وهي انفصال الشبكية الشدّي (Traction) الذي يحدث عادة في الحالات المتقدمة من اعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري، وانفصال الشبكية النضحي (Exudative) وعادة ما يصيب المرضى الذين يعانون من التهاب في العين. وفي معظم الحالات يتطلب انفصال الشبكية الذاتي جراحة طارئة لعلاجه.
يشعر معظم الناس بأعراض متقدمة قد تشير إلى احتمال الإصابة بانفصال الشبكية وذلك قبل فقدان قدرة الإبصار في العين المصابة، ومن هذه الأعراض:
تبدأ قدرة الإبصار بالتراجع في العين المصابة في حال عدم علاجها فوراً، ويظهر تأثير ظل أو ما يشبه “ستارة سوداء” تمتد على مجال الرؤية. إذا شعر المريض بوجود ظل أمام عينه فمن المهم والضروري جداً استشارة طبيب العيون فوراً قبل أن يمتد الظل إلى مركز الرؤية.
عادة ما يحدث الانفصال الشبكي في عين واحدة، إلا أن إصابة إحدى العينين يعني أن هناك فرصة بنسبة 1 من 10 لانفصال شبكية العين الأخرى.
في حال شعرتم بأي من هذه الأعراض يجب اعتبارها إشارات تحذير وينبغي عليكم مراجعة طبيب العيون فوراً.
ترسل الشبكية الموجودة في مؤخرة العين إشارات إلى الدماغ مما يمكننا من الرؤية. وبدون إمداد الدم إلى الشبكية فإن الخلايا العصبية فيها تموت مما يؤدي إلى فقدان قدرة الإبصار.
عادة ما يحدث الانفصال الشبكي نتيجة انخفاض سماكة الشبكية وضعفها مع تقدم السن. وينتج عن ذلك حدوث تمزق أو ثقب في الشبكية. بمجرد حدوث هذا التمزق فإن الشبكية قد تنفصل عن الجدار المحتوي على الأوعية الدموية (الغلاف المشيمي للعين).
يعتبر الأشخاص الذين يعانون من قصر حاد في النظر الأكثر عرضة للإصابة بانفصال الشبكية المرتبط بتقدم السن (على الرغم من أن احتمالية الإصابة تبقى ضئيلة) لأنهم عادة يولدون بشبكية أقل سماكة من الشبكية الطبيعية.
كما أن الخضوع لجراحة سابقة في العين، مثل جراحة إزالة إعتام عدسة العين، قد يجعل الشبكية أكثر عرضة للتلف.
في بعض الحالات قد يحدث تمزق الشبكية إذا تعرضت العين لإصابة مفاجئة، كضربة على الوجه، إلا أن هذا الوضع أقل شيوعاً.
إذا شكّ أخصائي العيون (طبيب العيون) بوجود انفصال في الشبكية، فإنه يجري فحصاً لمؤخرة العين للتحقق من ذلك.
العلاج الفوري عامل أساسي لخفض احتمالية الفقدان الدائم للبصر. ويعتمد العلاج بشكل أساسي على الجراحة، حيث أن قطرات العيون لا تساعد في علاج هذه الحالة.
يمكن إعادة تثبيت الشبكية بنجاح في معظم وليس جميع حالات انفصال الشبكية، وذلك عن طريق أنواع مختلفة من الجراحة، تليها بضعة أشهر من التعافي حيث يكون الإبصار ضعيفاً مما قد يؤثر على بعض أنشطة الحياة اليومية مثل قيادة السيارات.
في بعض الحالات لا يسترجع المريض قدرته التامة على الإبصار بعد الجراحة، ويعاني من ضعف دائم في الرؤية الجانبية أو الرؤية المركزية. وقد يحدث ذلك حتى في حالة إعادة تثبيت الشبكية بنجاح.
وترتفع احتمالية ضعف الرؤية الدائم بعد الجراحة كلما طالت مدة ترك الانفصال الشبكي دون علاج.
الانفصال الشبكي حالة نادرة. فعلى سبيل المثال، تصيب هذه الحالة شخصاً واحداً من بين كل 10,000 شخص كل سنة في المملكة المتحدة.
ونظراً لارتباط الانفصال الشبكي بتقدم السن، فإن معظم الحالات تؤثر على كبار السن بعمر 60 إلى 70 سنة. أما الانفصال الشبكي الناتج عن إصابة فقد يصيب الأشخاص من أي فئة عمرية، بما في ذلك الأطفال.