الشبكية هي طبقة نسيجية رقيقة تبطّن مؤخرة العين من الداخل، وتقع بالقرب من العصب البصري.
ويتمثل دور شبكية العين في تحويل أشعة الضوء المنعكسة عليها عبر عدسة العين إلى إشارات ترسل إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بتفسيرها كصورة مرئية.
وبفضل دور الشبكية فإننا نتمكن من تمييز الألوان، كما يمكننا أن نميز شدة الضوء بدرجات متفاوتة – الضوء والظل. وهذا يعني قدرتنا على تأدية مختلف أنشطتنا اليومية المعتادة كالقراءة وقيادة المركبات.
ويتطلب تفعيل آلية الرؤية التعاون بين الشبكية التي تلتقط الضوء عبر الخلايا المستقبلة للضوء، وبين العصب البصري في مؤخرة العين الذي ينقل المعلومات إلى الدماغ. ثم نعتمد على الدماغ في تفسير الصورة لكي ندركها بصريًأ.
وفي حال تسبب أمر ما في مقاطعة هذه الآلية، كتلف في الشبكية، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع قدرة الإبصار وفي بعض الأحيان الإصابة بالعمى.
ونظراً للدور الحيوي الذي تلعبه الشبكية في آلية الرؤية والإبصار فإن أي ضرر أو تلف يصيبها قد يسبب العمى الدائم.
يعتبر تلف الشبكية أحد أخطر الأمراض التي تصيب العين، كما أن انفصال الشبكية قد يعيق قدرة الشبكية على معالجة الضوء، مما يؤدي إلى حالة طبية طارئة.
كما أن انفصال الشبكية يمنع الدماغ من استقبال المعلومات التي ترسلها، مما يسبب العمى.
ويتم علاج أمراض مؤخرة العين طبياً باستخدام الأدوية أو قطرات العيون أو الليزر.
وتتضمن هذه الامراض التنكس البقعي المرتبط بتقدم السن (AMD)، والتهاب الشبكية الصباغي، واعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري، وانسداد الأوعية الدموية في الشبكية، والتهاب مؤخرة العين (التهاب القزحية).
بعض الأمراض المذكورة مزمنة – وهذا يعني أنها أمراض بطيئة التقدم تستمر على المدى الطويل – وبعضها حاد – يسبب تراجعًا مفاجئًا وخطيرًا في قدرة الإبصار، قد يحدث في نقطة معينة أو قد يصيب البقعة العينية فقط أو الشبكية بكاملها.
ويعتبر التنكس البقعي المرتبط بتقدم السن أكثر أمراض الشبكية شيوعاً ويصيب عادة كبار السن.
هناك أيضاً حالات وراثية لبعض هذه الأمراض بحيث تظهر أعراضه في مرحلة مبكرة، مثل مرض شتارغاردتس (Stargardts)، ومرض بيست (Best’s Disease) وضمور الخلايا المخروطية. وبشكل عام فإن هذه الأمراض قد تسبب مشاكل شديدة في قدرة الإبصار إلا أنها نادراً ما تؤدي إلى العمى التام.
وفي المقابل، عادة ما تكون حالات التنكس البقعي الوراثية التي تهاجم الشبكية بكاملها أكثر شدة وخطورة.
ومن أمثلة هذه الحالات متلازمة أشر (Usher) وحالة التهاب الشبكية الصباغي، وكلاهما من الحالات الشائعة لهذه الأمراض.
وقد تتضمن الأعراض الأولى فقدان قدرة الإبصار في المحيط الخارجي لمجال الرؤية (مما يؤدي إلى ما يعرف باسم الرؤية النفقية) وصعوبة في الرؤية ليلاً.
عادة ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة أشر من صمم خلقي أو ضعف شديد في قدرة السمع. [:]