تضم غدد مايبوميان الموجودة في جفون العين نحو 25 إلى 40 غدة في الجفن العلوي، و20 إلى 30 غدة في الجفن السفلي. وتتمثل وظيفة هذه الغدد في إفراز سوائل زيتية على سطح العين. تعمل هذه الزيوت على ضمان استقرار طبقة الدمع لاستمرار ترطيب وراحة العين، مما يساعد في منع تبخر الدموع بسرعة كبيرة.
وعادة ما يحدث التهاب غدد مايبوميان نتيجة انسداد أو خلل في الغدد، بحيث لا تفرز ما يكفي من السوائل الزيتية في العين، مما يؤدي إلى تبخر الدموع بسرعة كبيرة.
وتعد هذه المشكلة سببًا رئيسيًا في متلازمة جفاف العيون، حيث ينتج عنها تبخر الدموع وجفاف العين المرافق لمشاكل في الجفون، ومنها إلتهاب جفن العين (blepharitis) أو ما يعرف بالوردية (rosacea)، وهي أمراض مزمنة يمكن السيطرة عليها بشكل جيد ووقف أعراضها، لكن لا يمكن علاجها فوراً.
على الرغم من أن سبب إلتهاب غدد مايبوميان غير معروف، إلا أن هناك عددًا من العوامل المعروفة التي تزيد احتمالية الإصابة به. فالأشخاص الذين يزيد عمرهم على 40 سنة معرضون بنسبة أكبر للإصابة بالمرض مقارنة بالأطفال أو الشباب.
كما أن استخدام مستحضرات تجميل العيون تعتبر من العوامل الأخرى التي تساهم في الإصابة، فأقلام تحديد العيون وغيرها من مستحضرات التجميل قد تسبب انسداد فتحات غدد مايبوميان ، خاصة في حال عدم تنظيف جفون العين بشكل تام لإزالة كافة آثار مستحضرات تجميل العين قبل النوم.
ويعتقد بعض الباحثون أن استخدام العدسات اللاصقة قد يزيد من احتمالية الإصابة بإلتهاب غدد مايبوميان. وقد تعتبر جراحات العين من العوامل المرتبطة بهذه المشكلة حيث أن المرضى قد يتجنبون تنظيف المنطقة المحيطة بالعين لعدة أيام بعد إجراء جراحة ما. إلا ان الباحثين يعتقدون بضرورة إجراء دراسات إضافية لتأكيد الرابط السببي المباشر في هذه الفئات.
العلاج الموصى به عادةً لهذه المشكلة هو استخدام كمادات ساخنة على جفون العين، يتبعه تدليك ومسح سطح العين. ويهدف هذا العلاج إلى إذابة وإخراج أي سوائل زيتية متكثفة قد تسد فتحات غدد مايبوميان ، إلا أن العلاج قد لا ينجح في بعض الحالات في تخفيف الأعراض بفعالية.
تقنية نبضات الضوء المكثفة أو (Intense Pulsed Light) هي طريقة بديلة لعلاج إلتهاب غدد مايبوميان في الحالات التي لا تنجح معها الطرق التقليدية للعلاج. وهي ليست علاجًا بالليزر. وإنما يتم استخدام فلتر لإختيار نطاق الطول الموجي الأمثل والذي يجعل البشرة دافئة ويعمل على غلق الأوعية الدموية غير الطبيعية والمرتبطة بمشاكل إلتهاب الجفون والوردية، مما يقلل من الإلتهاب الموضعي، كما يحفز الإفراز الطبيعي للسائل الزيتي من غدد مايبوميان.
العلاج بتقنية نبضات الضوء المكثفة معتمد ومصدّق عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) كعلاج للوردية، كما استخدم لسنوات عديدة في إزالة الشعر وعلاج البقع الناتجة عن التعرض للشمس.
تبدأ العملية بوضع رقعة لحماية العين، ثم وضع جل مبرّد على المنطقة المراد علاجها و الذي يساهم في امتصاص جزء من الحرارة الناتجة عن الضوء المستخدم في العلاج. وبواسطة جهاز يوجّه باليد يتم إرسال نبضات ضوئية على الخد والمنطقة المحيطة. وتتطلب العملية نبضات ضوئية متعددة في هذه المنطقة.
لا يسبب العلاج بهذه التقنية أي ألم. وعند توجيه نبضات الضوء فقد يشعر المريض بشعور تنميل خفيف لكن لم يعبر أي من المرضى عن شعورهم بألم أثناء خضوعهم لهذا العلاج، بحسب خبرتنا في هذا المجال.
بعد الإنتهاء تتم إزالة الجل المبرّد ورقعة العين، ثم توضع قطرة لتخدير العين يتم بعدها ضغط غدد مايبوميان لإزالة السائل الزيتي المتكثف فيها والمتراكم في الغدد.
يلاحظ المرضى عادة إفرازات مخاطية خفيفة وشعورًا بالانزعاج أو الألم الخفيف لفترة 36 ساعة بعد العملية، وغالبًا ما تتحسن الأعراض بعد بضعة أيام من العلاج.
عادةً ما يحتاج المريض إلى ثلاث جلسات علاجية، إلا أن الطبيب قد يقرر إجراء جلسات أقل أو أكثر بحسب ملاحظاته وبحسب النتائج الفردية لكل مريض.
يمكنكم معاودة أنشطتكم اليومية الإعتيادية بعد العلاج. وينصح باستخدام واقي الشمس على المناطق المعالجة وارتداء النظارات الشمسية عند التواجد في الخارج.
تتحسن الأعراض بنسبة 82% تقريبًا بعد ثلاث جلسات علاجية بحسب الدراسات الطبية في هذا الصدد. إلا أن تحقيق هذه النسبة المرتفعة يتطلب استخدام العلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب، بالإضافة إلى الوسائل العلاجية الداعمة الأخرى التي يراها الطبيب مفيدة في حالة كل مريض على حدة.
تستخدم تقنية نبضات الضوء المكثفة بشكل آمن منذ سنوات عديدة، إلا أن هناك دائمًا مخاطر ترتبط بأي إجراء علاجي. ومن هذه المخاطر، على سبيل المثال لا الحصر، فرط تصبّغ البشرة، نقص تصبّغ البشرة، الإلتهاب/العدوى، الألم، الندوب بعد العلاج، الحروق، خدش القرنية، تهيج العين، التحسس من العوامل الموضعية المستخدمة، بالإضافة إلى احتمال عدم فعالية العلاج. كما أن إجراء أي عملية أو إجراء علاجي قرب العين يعني احتمال تراجع قدرة الإبصار بدرجة معينة. إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات في العين أو تراجع في قدرة الإبصار في الحالات التي تم فيها استخدام غطاء واقٍ للعين.