قرنية العين هي نسيج شفاف يوجد في مقدمة كرة العين. وتسمح القرنية للضوء بالمرور إلى داخل العين وتعمل على تركيزه بحيث نتمكن من رؤية الصور بوضوح. وقد تؤدي عدة أمراض أو إصابات إلى تغيير شكل القرنية أو التأثير على شفافية نسيجها، مما يمنع مرور الضوء بشكل طبيعي إلى داخل العين ويؤثر بالتالي على قدرة الإبصار.
تتألف القرنية من خمس طبقات (طبقتان خارجيتان واثنتان داخليتان – كلها طبقات رقيقة، بالإضافة إلى طبقة وسطى سميكة).
في جراحة زراعة القرنية الأمامية العميقة، تتم إزالة الطبقات الثلاثة العلوية من القرنية واستبدالها بطبقات أخرى من متبرع بالأعضاء، مما ينتج عنه قرنية بديلة بسماكة جزئية. وتمنح هذه الجراحة لما نسبته 90% من المرضى قدرة إبصار تتيح لهم قيادة المركبات، إلا أنهم قد يحتاجون لارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة، أو قد يحتاجون لإجراء جراحة أخرى. وقد يستغرق التعافي التام من هذه الجراحة حتى 18 شهر. تنطوي جراحة زراعة القرنية DALK على بعض المخاطر، إلا أن نسبة حدوث مضاعفات خطيرة تعتبر نادرة. كما قد يرفض جسم المريض القرنية الجديدة، إلا أن ذلك يحصل في أقل من 10% من الحالات خلال فترة عامين بعد إجراء الجراحة. ويسهل علاج هذا الوضع نظرًا لأن رفض القرنية الجديدة لا يؤثر على طبقات القرنية الداخلية. وعادة ما تكون نسبة الخطورة في جراحة DALK منخفضة. إلا أن هذا النوع من جراحات زراعة القرنية لا يحقق قدرة الإبصار الممتاز كما هو الحال في جراحة استبدال القرنية كاملة.
في جراحة الزراعة الداخلية لخلايا القرنية (EK) يتم استبدال الطبقة الداخلية من القرنية بطبقة من متبرع بالأعضاء، ويتم إدخالها عبر شق صغير دون الحاجة لخياطتها جراحيًا. تتحسن قدرة إبصار غالبية المرضى بعد هذه الجراحة بحيث يمكنهم قيادة المركبات، بمساعدة النظارات الطبية أحيانًا. أما فترة التعافي فقد تستغرق حتى 6 شهور حتى تظهر النتائج بوضوح. هذا النوع من جراحات زراعة القرنية جديد ويسبب مضاعفات أقل خطورة، منها رفض طبقة القرنية الجديدة أو فشل الزراعة أو الإصابة بالجلوكوما أو تغير مكان الطبقة المزروعة، وهو ما قد يتطلب إعادة تثبيتها بواسطة الهواء خلال إجراء بسيط تحت تأثير التخدير الموضعي. وتتيح جراحة EK فترة تعافٍ أقصر مقارنة بزراعة القرنية كاملة، نظرًا لصغر الشق اللازم لإجرائها وعدم الحاجة للخياطة الجراحية، مما يعني عدم حدوث مضاعفات ناتجة عنها مثل اللابؤرية أو تمزق الخياطة أو الالتهابات.
الاستبدال الكامل للقرنية يمنح حوالي 75% من المرضى قدرة إبصار تتيح لهم قيادة المركبات، وقد يحتاجون إلى نظارات أو إلى جراحة أخرى لاحقة. تمتد فترة التعافي لتحسن البصر بشكل كامل إلى حوالي 18 شهر. أما مخاطر هذه الجراحة فهي نادرة وإن كانت خطيرة تهدد سلامة الإبصار، ومنها رفض القرنية الجديدة وفشل الزراعة والجلوكوما وإعتام عدسة العين.
يذكر أن جميع جراحات زراعة القرنية تتم تحت التخدير العام أو الموضعي وتستغرق حوالي ساعة. يخضع المرضى للفحص بعد الجراحة وعادة ما يمكنهم مغادرة المستشفى في اليوم نفسه. يحتاج المريض بعد الجراحة لاستخدام قطرات الستيرويدات بالعين لمدة عام واحد، أو أقل من عام في حالة الزراعة الداخلية لخلايا القرنية.