التخثير الضوئي بالليزر لشبكية العين هو الإجراء الأساسي لعلاج اعتلال الشبكية السكري التكاثري، فهو لا يزال العلاج الوحيد المتوافر الذي يؤدي إلى تراجع طويل المدى في تغيرات مرض السكري لدى المرضى المصابين به ويقيهم من تزايد ضعف البصر.
التخثير الضوئي بالليزر لشبكية العين كعلاج لاعتلال الشبكية السكري
لليزر هو عبارة عن أشعة ضوئية مركزة ومكثفة يستخدمها أخصائيو الشبكية لتسليط الحرارة على مناطق معينة من الشبكية، التي تتواجد في الجزء الخلفي من العين.
يتم اللجوء إلى العلاج بالليزر في كثير من الأحيان لتدبير المضاعفات المرتبطة باعتلال الشبكية السكري.
عادةً ما يتم إجراء هذه العملية خلال النهار، ويمكنك الذهاب إلى المنزل في نفس اليوم مباشرة بعد العلاج بالليزر. من المفيد أحياناً أخذ مسكنات الألم قبل إجراء العملية وبعدها.
ماذا يشمل العلاج بالليزر؟
يتم وضع القطرات الموسّعة خلال النهار لتوسيع حدقة العين، بالإضافة إلى قطرات أخرى تُعطى من قبل الممرضة لتخدير سطح العين. ثم يقوم الطبيب بوضعك على جهاز الليزر، حيث يتم وضع عدسة لاصقة في الجزء الأمامي من العين لإبقاء الأجفان مفتوحة وللسماح للطبيب برؤية الجزء الخلفي من العين وتطبيق أشعة الليزر المطلوبة وفقاً لذلك. من المهم ألا تتحرك أثناء العملية وأن تستمع جيداً للتعليمات التي يقدمها الطبيب وتتّبعها. عادةً ما يستغرق العلاج بالليزر من 10 إلى 20 دقيقة، ويعتمد ذلك على نوع الليزر وعدد حروق الليزر التي يريد الطبيب تطبيقها.
هل الليزر مؤلم؟
يشعر بعض المرضى ببعض الانزعاج، والذي عادةً ما يكون على هيئة إحساس واخز يمكن الشعور به عند علاج مناطق معينة من شبكية العين.
كم من الوقت تستغرق عودة الرؤية إلى طبيعتها وشفائها؟
عادةً ما تكون الرؤية مظلمة بعد إجراء الليزر مباشرة، وهذا أمر طبيعي لا يستدعي القلق، ويكون ذلك بسبب تعرض الجزء الخلفي من العين للضوء. تصبح الرؤية واضحة في غضون بضع دقائق، لكن الأمر يستغرق ما يصل إلى 24 ساعة حتى تعود رؤيتك إلى مستواها السابق بحيث تتمكن من استئناف أنشطتك اليومية المعتادة.
قد تشعر بألم خفيف في العين بعد عملية الليزر، ولا ضير من أخذ بعض مسكنات الألم الخفيفة للمساعدة في تدبير عدم الارتياح.
وقد تلاحظ أيضاً وجود بعض الأجسام العائمة ضمن الرؤية، والتي من شأنها أن تتحسن وتستقر مع مرور الوقت.
ما هي الآثار الجانبية للتخثير الضوئي بالليزر لعلاج اعتلال الشبكية السكري؟
من أجل تحقيق علاج فعال، لا بدّ من علاج المناطق المحيطية في شبكية العين حتى تتراجع التغيرات غير الطبيعية وتستقر الرؤية. ولكن تتواجد ضمن الشبكية المحيطية خلايا مهمة للرؤية المحيطية والليلية. لذلك قد تلاحظ حدوث تراجع في رؤيتك الليلية، وقد تشعر بتغيرات في مجال الرؤية المحيطية، الأمر الذي غالباً ما يستقر مع مرور الوقت فضلاً عن تكيّفك معه بسرعة. ومع ذلك، تحدث هذه الآثار الجانبية بشكل شائع لدى المرضى الذين أجروا علاجات متعددة بالليزر لاعتلال الشبكية السكري.
وفي بعض الأحيان، إذا كنت تعاني مسبقاً من اعتلال البقعة السكري أو التسرب أو التورم في الرؤية المركزية، فيمكن أن يؤدي علاج الشبكية بالليزر إلى تفاقم هذه التغيرات مما ينتج عنه عدم وضوح الرؤية. غالباً ما تتراجع هذه الحالة بشكل ذاتي وتزول من تلقاء نفسها، ولكن يلزم أحياناً إجراء الحقن داخل الجسم الزجاجي للعين لتقليل التسرب واستعادة رؤيتك.
يرجى أن تتذكّر
لا يمكننا أن نضمن دائماً أن تتراجع التغيرات الناجمة عن مرض السكري وأن تستقر بعد إجراء عملية علاج واحدة بالليزر، فغالباً ما يحتاج المرضى إلى إجراء عدة عمليات ليزر لتحقيق هذا الهدف. كما قد تحتاج حالة العين لدى المريض إلى حقن داخل الجسم الزجاجي مع إجراء ليزر للشبكية للحصول على أفضل النتائج في الرؤية.
هذا المدونة حول الجلوكوما (الزرق) والعلاجات المتاحة من د. سلمان واقر، استشاري في جراحة العيون، أخصائي جراحة الجلوكوما و الكتاراكت (إعتم عدسة العين).
الجلوكوما هي حالة طبية، تحدث نتيجة ارتفاع ضغط العين بشكل غير طبيعي مما يلحق الضرر بالعصب البصري (العصب الذي ينقل المعلومات البصرية من أعيننا إلى الدماغ وبالتالي يساعدنا على الرؤية بصورة جيدة). ومن المهم العمل على خفض ضغط العين بسرعة لحماية العصب البصري من التلف.
يتم علاج الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في ضغط العين، حيث يقوم الطبيب المختص باختيار العلاج المناسب تبعًا لحالة المريض فيكون العلاج إما بقطرات العين، أو الليزر، أو التقنيات الجراحية. غالبا، يعتبر استخدام قطرات العين والليزر الخط الأول في علاج ارتفاع ضغط العين، وفي حال لم تكن تلك الطرق مجدية، فهنا علينا اللجوء للإجراءات الجراحية.
هذا الإجراء بتقنية Presserflo Microshunt يتم بأدنى درجة من درجات التدخل لخفض ضغط العين جراحيًا، ويتمتع بدرجة عالية من المأمونية وذات فعالية كبيرة وملموسة.
Presserflo MicroShuntما هي تقنية الـ
MicroShunt عبارة عن أنبوبة أو دعامة صغيرة يبلغ طولها 8 ملليمتر، يتم إدخالها في العين للمساعدة في خفض ضغط العين لحالات الجلوكوما، وتقليل اعتماد المريض على الأدوية. هذه الأنبوبة مصنوعة بشكل كامل من مادة اصطناعية متوافقة حيوياً تسمى SIBS.
لن يقوم جهاز المناعة برفض ومهاجمة الـ MicroShunt، ولن تختفي أو تتفتت مع مرور الوقت. ونظرًا لأنها ليست مصنوعة من مادة معدنية، فلن تصدر الماسحات الضوئية للمطار أي تنبيه عند مرور الشخص بها، كما أنها تعتبر آمنة في حال خضوعك لإجراء فحص تصويري بالرنين المغناطيسي (MRI) أو بالأشعة المقطعية (CT scan).
Presserflo MicroShuntآلية عمل تقنية الـ
غالبًا ما تحدث الجلوكوما بسبب احتباس سائل العين مما يزيد الضغط داخل العين. تنتج زيادة ضغط سائل العين جراء انسداد جزئي للقنوات التي تقوم بتصريف سائل العين بشكل طبيعي. يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط العين إلى تلف العصب البصري الذي يحمل الصور المرئية من العين إلى المخ مما يؤثر على مستوى رؤيتك. يُسمى السائل الذي يتم إفرازه داخل عينك بالخلط المائي (aqueous humour)، وهو سائل يختلف عن دموعك. ومثلما يحدث خلال الإجراء الجراحي قطع التربيق (Trabeculectomy)، تقوم تقنية MicroShunt بتصريف السائل من داخل العين حتى الحيز تحت الملتحمة- وهي غشاء رقيق مبطن للعين من الداخل يشبه الجلد يغطي بياض العين. يتم تصريف السائل وتجميعه مكونًا ما يسمى حويصلة أو فقاعة راشحة تحت الملتحمة.
ما هي مزايا هذه التقنية؟
سوف تقلل تقنية الـ MicroShunt من ضغط العين، وبالتالي تمنع حدوث المزيد من التلف في العصب البصري الناجم عن ارتفاع ضغط العين (الضغط داخل العين).
مقارنة بالإجراءات الجراحية الأخرى لعلاج الجلوكوما مثل الإجراء الجراحي قطع التربيق، فإن تقنية الـ MicroShunt تتميز بأنها تستغرق وقتًا أقصر لإجرائها، وتستلزم تدخلًا جراحيًا أقل، وتتطلب القيام بعدد أقل من زيارات ما بعد الجراحة لمراجعة الطبيب. بالإضافة إلى ذلك، فإن حويصلة أو فقاعة التصريف الناتجة عن MicroShunt عادة ما تكون مرئية بشكل أقل مقارنة بما تكون عليه بعد اجراء قطع التربيق، كما أن مستخدمي العدسات اللاصقة بإمكانهم الاستمرار في ارتداء عدساتهم بعد الخضوع لذلك الإجراء الجراحي.
؟ Microshunt هل توجد إجراءات بديلة للـ
مقارنة بالإجراءات البديلة، سنجد أن أقرب تلك الإجراءات للـ MicroShunt هو الإجراء التقليدي قطع التربيق، أو زراعة أنبوب مائي مثل (Baerveldt, Ahmed or Paul Glaucoma Implant). نسعى دائمًا إلى تخصيص خيارات العلاج بحيث يناسب الاحتياجات التي تنفرد بها ويتوافق مع حالتك الخاصة، وسنقترح عليك الخضوع لتقنية MicroShunt فقط في حال وجدنا أنها أفضل طريقة للتحكم في ضبط ضغط عينيك، باستخدام تقنية تتميز بدرجة بسيطة من التدخل الجراحي.
بينما يعد التعرض لأشعة الشمس ضروري كمصدر رئيسي وممتاز للحصول على فيتامين د، إلا ان عدم اتباع الإجراءات الاحترازية خلال فترة الصيف يمكن أن يؤدي للعديد من المخاطر التي قد تؤثر بشكل سلبي على صحة العين. فتمضية وقت طويل مع التعرض المباشر لأشعة الشمس وحرارة الصيف يسرع في شيخوخة عدسة العين الطبيعية وقد يزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض كإعتام عدسة العين والضمور البقعي.
مع ارتفاع درجات الحرارة لتصل حتى 48 درجة مئوية، تصبح العين في خطر الإصابة بحروق الشمس أو ما يعرف باسم التهاب القرنية الضوئي. ولذلك، فإنه من الضروري أخذ جميع الإجراءات الاحترازية عند الاستمتاع بكافة الأنشطة الصيفية.
يقدّم الاستشاريون لدينا ست نصائح للحفاظ على صحة العين خلال فترة الصيف.
1. قم بارتداء النظارات الشمسية المزودة بحماية كاملة من الأشعة فوق البنفسجية- حيث يمكن أن يؤدي التعرض المتزايد للأشعة فوق البنفسجية إلى إتلاف البقعة التي تقع بالقرب من مركز شبكية العين والمسؤولة عن الرؤية المركزية والرؤية الملونة. وبالتالي فإن التعرض المتزايد للأشعة فوق البنفسجية من شأنه الإضرار بالجزء الأمامي من عدسة العين لتصل المضاعفات إلى إعتام الشبكية، والضمور البقعي، والظفرة-النمو الورمي الحميد لملتحمة أحد العينين أو كليهما والتي تمثل الغشاء الرقيق والشفاف الذي يغطي الجزء الأبيض من العين (الصلبة)- والتهاب القرنية الناتج عن حروق الشمس. وتعتبر جميع هذه الأمراض مؤلمة، كما يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر المؤقت. لذا، فان النظارات الشمسية الطبية يمكنها حجب 100% من أشعة الشمس فوق البنفسجية والحفاظ على صحة العين خلال فترة الصيف.
2. قد تؤدي درجات الحرارة المرتفعة في الخارج والرياح الجافة المحملة بالأتربة إلى زيادة جفاف العين، والتي يزداد سوء أعراضها مع الاستخدام المتزايد للتكييف خلال فترة الصيف. لذا، تعتبر الطريقة المثلى والأفضل للحد من جفاف العين هو الاستخدام المتكرر للدموع الصناعية أو قطرات العين للحفاظ على نضارة العينين.
3. عندما يتعلق الأمر بمشكلة اعتلال الشبكية المرتبط بالسكري، فإن التغذية السليمة وأسلوب الحياة الصحي هما ببساطة الركائز الأساسية للعلاج. التعرض الدائم لأشعة الشمس يمكن أن يؤدي إلى تلف شبكية العين. تعد الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة من العوامل الضرورية للحفاظ على صحة العينين مثل: فيتامين سي ولوتين وزياكسانثين والموجودين بكثرة في البرتقال، والتوت، والخضروات الورقية التي يمكن دمجها بسهولة في نظامك الغذائي.
4. شرب الكثير من المياه ضروري جداً للحفاظ على الوظائف والعمليات الحيوية لأجهزة وأعضاء الجسم. وباعتبار أنه يتم فقد الكثير من السوائل خلال فترة الصيف عن طريق التعرق، فإنه من المهم جداً شرب الماء بكثرة لتعويض هذا الفقدان. كما يجب شرب ما يقارب من 2 لتر من الماء يومياً، خاصةً عند تناول المشروبات المدرة للبول كالقهوة. حيث يعد الجفاف من الأسباب الرئيسية المسببة لتهيج العين؛ لذا فإن شرب الماء بشكل منتظم يساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم بشكل كبير خلال أشهر الصيف الحارة.
5. تعد السباحة من أكثر الرياضات المحببة خلال فصل الصيف، ولكن مياه حمام السباحة لها أضرار كبيرة على صحة العينين. فالكلور والمحلول الملحي الذي يوضع في حمامات السباحة قد يترك أثر سلبي على صحة العينين. لذلك، يعتبر ارتداء نظارات السباحة ضرورياً جداً كأفضل وسيلة لحماية عينيك من العديد من الأمراض والالتهابات كالتهاب الملتحمة (العين الوردية)، والتي تسبب احمراراً وجفاف في إحدى العينين أو كلتيهما.
6. تجنب ارتداء العدسات اللاصقة خلال السباحة. واحدة من أهم الخطوات الاحترازية الواجب اتباعها هي إزالة العدسات اللاصقة قبل السباحة، حيث يمكن أن يتسبب ارتدائها في العديد من المخاطر والآثار السلبية التي تهدد صحة وسلامة العينين كالقرحة والالتهابات. وتعد مياه الشاطئ أو حمام السباحة موطناً للعديد من الميكروبات التي قد تسبب العديد من الالتهابات كالتهاب القرنية الشوكميبي على سبيل المثال.
هذا المدونة من د. علاء بو غنّام أخصائي في طب أعصاب العيون وطب عيون الأطفال والحوَل عند البالغين
يعاني الأطفال من مجموعة خاصة من أمراض العيون والتي تختلف أحياناً عن الحالات التي نلاحظها عند البالغين. فيما يلي قائمة بعشرة من أكثر المشاكل العينية شيوعاً لدى الأطفال وفقاً لمراجعات عيادة طب عيون الأطفال.
يُوصى بإجراء فحوصات سنوية شاملة للعينين لجميع الأطفال الصغار، حيث يمكن تدبير العديد من أمراض العين أو علاجها بشكل أكثر فعالية من خلال الفحص والكشف المبكّرين.
الزّرَق (الجلوكوما) هو مصطلح يُستخدم لوصف مجموعة من الحالات التي يرتفع فيها ضغط العين، مما يؤدي إلى تلف العصب البصري (العصب الذي يربط العين بالدماغ). ويمكن لذلك أن يؤدي إلى حدوث ضرر دائم في مجال الرؤية، ويمكنه في الحالات الشديدة أن يسبّب الرؤية النفَقية والعمى. وحتى في الحالات الأقل شدة، يمكن للزّرَق أن يؤثر على استقلالية الحياة وقد يؤثر على القدرة على القيادة أيضاً.
الوقاية هي الأساس. يمكن الكشف المبكر عن الحالة من خلال فحوصات العين المنتظمة عند أخصائي العيون، وخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بالزّرَق.
لحسن الحظ، هناك الآن العديد من الاختبارات عالية الدقة التي يمكنها تشخيص الحالة بشكل جيد قبل أن تسبّب حدوث أي ضرر يمكن الإحساس به في الرؤية، وتشمل اختبارات مجال الرؤية والتصوير المقطعي للترابط البصري، والتي يتم إجراؤها في العيادة دون أي إزعاج ولا تستغرق سوى بضع دقائق فقط.
بمجرد تأكيد التشخيص، فإن الإجراء الأساسي هو خفض ضغط العين والحفاظ على الرؤية. أثناء البحث عن مركز للعناية بالعيون وعن طبيب أخصائي في علاج الزّرَق، من الأفضل البحث عن مكان يمكنه تقديم خيارات العلاج الشاملة الموضحة أدناه وعن طبيب استشاري لديه خبرة في علاج الزّرَق، وذلك للحصول على ارتياح طويل الأمد وضمان راحة البال.
يعدّ الكشف المبكر عن الزّرَق وعلاجه الفوري أمراً ضرورياً للحفاظ على الرؤية. ويمكن لوجود نظام دعم مستمر وقوي من حولك أن يُحدث فرقاً كبيراً في التمتّع بحياة هنيّة على الرغم من الإصابة بالزّرَق.
عليك اختيار مركز وطبيب يأخذان بالاعتبار العلاجات الفردية التي تناسب احتياجاتك الشخصية. من شأن ذلك أن يساعدك أنت وعائلتك على فهم الحالة وتدبيرها مع الحفاظ على نوعية حياة جيدة.
هذا المدونة حول ‘القرنية المخروطية وعلاجاتها الحديثة
’ من د. أسامة الجليدي، استشاري في طب وجراحة العيون، و أخصائي جراحة الكتاراكت والقرنية وتصحيح البصر.
القرنية هي الجزء الشفاف من العين الذي يتحكم بدخول الضوء إليها وتركيزه عليها. وفي حالة القرنية المخروطية، يحدث هناك ضعف مرَضي في ثخانة وصلابة القرنية، مما يؤدي إلى بروزها بشكل غير طبيعي على شكل مخروط، الأمر الذي يسبب ضعف الرؤية بسبب اضطراب اللابؤرية (الانحراف أو الاستجماتيزم).
عادةً ما تحدث القرنية المخروطية في كلتا العينين وقد تتأثر كل عين بشكل مختلف عن الأخرى، وذلك عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 25 عاماً. قد تتطور الحالة لمدة 10 سنوات أو أكثر ثم تتباطأ أو تستقر. ومع تطوّر الحالة، تصبح الرؤية مشوشة وغير واضحة، بالإضافة إلى زيادة الحساسية للضوء والأشياء الساطعة.
تحدث القرنية المخروطية بشكل أكبر عند بعض المجموعات العرقية، مثل سكان الدول العربية وجنوب أوروبا وجنوب آسيا. كما تعدّ العوامل البيئية والجينية من الأسباب المحتملة، ولكن السبب الدقيق للحالة لا يزال غير مؤكد. ويعتبر فرك العين أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالقرنية المخروطية. كما ترتبط ببعض الأمراض مثل الداء التأتبي والربو، وببعض المتلازمات أيضاً مثل متلازمة داون. ويزداد احتمال الإصابة بالقرنية المخروطية إذا كان لدى العائلة تاريخ من الإصابة بها. ويمكن للحمل أن يفاقم الحالة بشكل أكبر. ويساعد التصوير الجديد للقرنية، وخاصة التصوير ثلاثي الأبعاد مثل جهاز تصوير القرنية (بنتاكام)، على تشخيص القرنية المخروطية في مرحلة مبكرة.
كان العلاج التقليدي للقرنية يتم عن طريق النظارات والعدسات اللاصقة الصلبة وزرع القرنية. ولكن يتم حالياً استخدام علاجات حديثة لمنع تطور حالة القرنية المخروطية وتحسين شكل القرنية والرؤية وتجنب الحاجة إلى زرع القرنية كذلك. ويمكن استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة لتصحيح قصر النظر واللابؤرية (الانحراف أو الاستجماتيزم) في المراحل المبكرة من القرنية المخروطية. ومع تطوّر الحالة، يحتاج المريض إلى نوع خاص من العدسات اللاصقة الصلبة.
تهدف هذه العملية إلى وقف تطوّر القرنية المخروطية، حيث يتم فيها استخدام طريقة حديثة لتسريع التصليب النبضي لضمان إجراء العملية بشكل أسهل للمريض. نستخدم الأشعة فوق البنفسجية A (موجات طويلة بطول 360 نانومتر) والرايبوفلافين (فيتامين B2) لتصليب القرنية وزيادة قساوتها أربع مرات تقريباً، الأمر الذي من شأنه أن يوقف تدهور الحالة. يتم إجراء العملية تحت التخدير الموضعي وتوضع عدة قطرات من الرايبوفلافين في العين لمدة 15 دقيقة تقريباً ويتم تنشيطها بواسطة الأشعة فوق البنفسجية ذات الموجات الطويلة لمدة تتراوح من ثمانية دقائق إلى ثلاثين دقيقة. يعتبر تصليب القرنية أحد أكثر العمليات أماناً ونجاحاً في إيقاف تفاقم القرنية المخروطية وقد يؤدي إلى بعض التحسن في بعض الحالات.
حلقات القرنية هي أجزاء بلاستيكية يتم زرعها في القرنية لتغيير شكلها. يتم استخدامها لاستعادة الشكل الطبيعي للقرنية مرة أخرى أو على الأقل تقليل الشكل غير الطبيعي. تؤدي هذه الحلقات إلى تسطيح الجزء شديد الانحدار من القرنية المخروطية لتحقيق رؤية مصححة بشكل أفضل ودون وسائل مساعِدة. وغالباً ما يسمح هذا الأمر بالحدّ من وصف النظارات و / أو العدسات اللاصقة والوصول في بعض الحالات إلى رؤية مُرضية دون استخدام النظارات أو العدسات لاصقة.
يوصى بزرع حلقات القرنية في الحالات التي يتعذّر فيها على النظارات أو العدسات اللاصقة تحسين الرؤية بشكل واضح. وهناك حلقات يمكنها أن تزيد من قوة القرنية ويمكن إزالتها بسهولة إذا لم تؤدّ إلى تحسن الرؤية كثيراً.
إن تركيب الحلقات باستخدام ليزر الفيمتو ثانية (إنتراليز) قد أضاف بعداً جديداً لهذا النوع من العمليات. إذ أصبحت العملية أكثر أماناً وفعالية، وأتاح ليزر الفيمتو ثانية لأطباء العيون وضع هذه الحلقات داخل القرنية بالعمق والقطر المطلوبيْن بأدق شكل ممكن، الأمر الذي يعدّ أفضل بكثير من الجراحة اليدوية القديمة. وهناك أحجام وثخانات مختلفة للحلقات حسب شكل القرنية المخروطية.
يعدّ استخدام ليزر إكسيمر الطوبوغرافي لتحسين الشكل غير الطبيعي لسطح القرنية من الطرق الجديدة في الحالات لا يستطيع المريض فيها تحمّل العدسات اللاصقة دون تحسّن الرؤية بواسطة النظارات. تهدف هذه العملية إلى إزالة القليل من الأنسجة حتى يتمكّن المريض من الرؤية بوضوح باستخدام النظارات. تنطوي هذه العملية على خطر إضعاف القرنية، لذلك لا بدّ من إجراء تصليب للقرنية وتقليل كمية الأنسجة التي ستتم إزالتها بواسطة ليزر إكسيمر. ويجب على المريض أن يدرك أنه لن يتخلص من النظارات.
يتم استخدام هذه العدسات عند المرضى الذين يعانون من درجة عالية جداً من اللابؤرية (الانحراف أو الاستجماتيزم) وقصر النظر، الذين يمكنهم الرؤية بشكل مقبول باستخدام النظارات، ولكن تكون لديهم قوة عدسات النظارات عالية جداً أو لديهم عدم توازن بين العينين. يتم وضع هذه العدسات داخل العين، ولديها القدرة على تصحيح الدرجات العالية من قصر النظر واللابؤرية. تعدّ العملية آمنة وفعالة عند المرضى الذين يتم اختيارهم بشكل جيد، لكن غالباً ما توفر العدسات الصلبة اليومية رؤية أفضل من هذه العدسات لأنها تصحّح كل الشكل غير الطبيعي للقرنية.
يتطلب العلاج بتصليب القرنية والحلقات داخل القرنية والليزر الطبوغرافي وجود ثخانة في القرنية بالحدّ الأدنى. وهنا تبرز أهمية التشخيص والعلاج المبكرين. وعندما تكون القرنية رقيقة جداً، تصبح هذه العلاجات غير ممكنة، مما يجعل زرع القرنية هو العلاج الوحيد المتاح في مثل هذه الحالات.
يوصى بزرع القرنية في الحالات المتقدمة من القرنية المخروطية. ويعدّ زرع القرنية هو النوع الأكثر انتشاراً ونجاحاً من بين جميع أنواع جراحات زرع الأعضاء (القلب والرئة والكلية).
نستخدم طرقاً حديثة لتحضير الشق في كل من القرنية المتبرع بها والمستقبلة، بما في ذلك استخدام ليزر الفيمتو ثانية. وهناك طرق مختلفة مستخدمة في جراحة زرع القرنية. تتضمن الطريقة القديمة إزالة كامل ثخانة القرنية المريضة وتثبيت القرنية السليمة بالغرز. أما في الطرق الحديثة، فيتم استبدال الطبقات الأمامية المريضة من القرنية والإبقاء على الجزء الخلفي منها، مما يقلل من نسبة مضاعفات زرع القرنية، وخاصة معدل رفض الزرعة وشدته.
ينطوي العلاج المستقبلي للقرنية المخروطية على الوقاية. إذ تتم حالياً دراسة الوراثة الجزيئية، ونأمل أن تتمكّن هذه الدراسات من تحديد الأشخاص المعرّضين للإصابة بالحالة في محاولة للكشف المبكر عنها وتطبيق العلاج الوقائي.
هذا المدونة حول ‘العلاج الجراحي لمد البصر الشيخوخي: كيف نتخلّص من العدسات متعدّدة البؤر؟’ من د. ميغيل مورسيلو، استشاري في طب وجراحة العيون، وأخصائي في جراحة القرنية وتصحيح البصر.
عندما تواجه صعوبة في تركيز نظرك على الأشياء القريبة، كما يحدث عادةً في الأربعينات والخمسينات من العمر، فمن المحتمل أن إصابتك بمد البصر الشيخوخي قد بدأت. تؤثر هذه الحالة على الجميع مع تقدّمهم في السن، ولا يزال سبب حدوثها غير واضح. في مرحلة الطفولة والشباب، تكون عدسة العين البلّورية مرنة للغاية ويمكن للعضلات المتواجدة داخل العين أن تؤثر عليها بحيث تغيّر شكلها، وبالتالي قوتها، بحيث نتمكّن من تركيز نظرنا على مدى مسافات مختلفة. يتمّ هذا الأمر بشكل انعكاسي وتلقائي دون أي تفكير أو جهد. ومع تقدّمنا في العمر، تصبح بنية العدسة أكثر صلابة وقساوة، ويصبح من الصعب على العضلات أن تجعل العدسة تزيد سماكتها لتصبح أكثر قوة. وبالتالي، يصبح تركيز النظر على الأشياء القريبة أكثر إشكالية.
يحدث مد البصر الشيخوخي بشكل تدريجي. أولاً، يبدأ الأشخاص بإبعاد الأشياء القريبة قليلاً أو زيادة حجم الخط في الكمبيوتر. يمكن أن ينجح ذلك لعدة سنوات ولكن تظهر الحاجة أخيراً إلى النظارات للقيام بالأنشطة القريبة. تكون هذه النظارات عبارة عن عدسات مكبّرة لا يمكن استخدامها إلا للمسافات القريبة في حال كانت الرؤية البعيدة جيدة عند المريض، أو قد تُضاف إلى النظارات المخصّصة للمسافات البعيدة إذا كانت الرؤية البعيدة غير جيدة بدون نظارات. تُستخدم النظارات لتصحيح مد البصر الشيخوخي منذ فترة طويلة، ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يريدون ارتداء النظارات، تتوافر لدينا بعض التقنيات الجراحية لتصحيح هذه المشكلة.
إن جراحة مد البصر الشيخوخي ليست بالجديدة، إذ تُجرى تقنيات الرؤية الأحادية Monovision منذ وقت طويل، والتي يمكن أن يتم إجراؤها إما بالليزر أو بالعدسات داخل العين. يتمثّل الهدف من تقنيات الرؤية الأحادية في استخدام قدرة الدماغ على معالجة الصور الخاصة بكلتا العينين لإنشاء الصورة التي نراها. نسمّي ذلك بالرؤية مزدوجة العينين. تركّز إحدى العينين النظر في المسافة البعيدة بينما تركّز العين الأخرى النظر في المسافة القريبة. واعتماداً على المسافة التي نركّز نظرنا عليها، يختار الدماغ الصورة الأفضل كصورة أساسية ويستخدم صورة العين الأخرى كصورة داعمة للصورة الرئيسية. يعدّ هذا الدمج مفيداً للغاية في معظم الأنشطة اليومية، وقد يلزم استخدام النظارات بشكل عرَضي في الأنشطة شديدة البعد أو عند رؤية الأشياء القريبة الصغيرة. تعدّ تقنيات الرؤية الأحادية فعالة جداً عند مرضى قصر البصر.
بالنسبة للمرضى الذين لا تلبّي الرؤية الأحادية توقّعاتهم، يتوافر لدينا عدسات متعدّدة البؤر داخل العين، والتي يتم زرعها بعد إزالة العدسة الطبيعية، وتسمّى العملية بتبديل عدسة الانكسار. تحتوي العدسات متعدّدة البؤر داخل العين على بؤر مختلفة للرؤية في المسافات القريبة الأكثر شيوعاً (الجوال أو الكتب أو شاشة الكمبيوتر) وكذلك في المسافات البعيدة. يمكن استخدامها في عين واحدة أو في كلتا العينين حسب الحالة. ويمكن زرعها أيضاً عند مرضى الساد. وغالباً ما يتم زرعها عند مرضى مدّ البصر.
هناك أيضاً تقنيات أخرى مثل زرعات القرنية المصحِّحة للتحدّب أو عدسات التركيز الممدّد أو العدسات التكيّفية. يمكن استخدام هذه التقنيات في بعض الحالات الأخرى ولكن بشكل أقل.
نقوم باختيار التقنية اعتماداً على عمر المريض ونوع النظارات التي يرتديها والأداء الحالي للرؤية ومتطلباتها. يجب إجراء فحص كامل للعين لاستبعاد أي أمراض أخرى حتى يتم الحصول على أفضل النتائج في العيون السليمة. عادةً ما تكون النتائج ممتازة ولا يحتاج معظم المرضى إلى نظارات على الإطلاق. في بعض الحالات، من المحتمل استخدام النظارات من حين لآخر لأداء بعض الأنشطة المحددة. وحتى في هذه الحالات، يمكننا تقديم نسبة رضا مرتفعة وإحداث تغيير في نوعية حياة المرضى الذين كانوا يعانون من الانزعاج الشديد من الاستخدام المستمر للنظارات قبل الجراحة.
مدونة هذا الأسبوع حول ‘هل يمكن شفاءاللابؤريّة؟’ من د. أسامة الجليدي، استشاري طب وجراحة العيون، أخصائي جراحة إعتام عدسة العين والقرنية وتصحيح البصر.
اللابؤريّة هي نوع شائع من أسواء الانكسار. ولكنها لا تُعتبر مرضاً بالعين؛ حيث تكون القرنية غير منتظمة الاستدارة أو كرويّة، “ويُصبح شكل العين ككرة القدم الأميركية (الركبي)، عوضاً عن شكلها البيضويّ دائرياً ككرة القدم “.
وبسبب اللابؤريّة، لا تستطيع العين تركيز الضوء بالتساوي على الشبكيّة، مما يؤدي إلى عدم وضوح الصورة التي تتشكل في الجزء الخلفي من العين.
لم يُعرف السبب الأساسي لها بعد، ولكن يلعب العامل الوراثي دوراً مُحتملاً في ذلك. وفي بعض الأحيان، يمكن أن تتشكّل اللابؤريّة بعد إصابة العين أو بعد الجراحة أو بسبب مرضٍ في العين. ولا تنتج اللابؤريّة عن القراءة في ظروف الإضاءة السيئة أو استخدام جهاز الكمبيوتر أو مشاهدة الكثير من برامج التلفاز.
يمكن أن تصيب اللابؤريّة كلاً من الأطفال والبالغين، وترتبط في العادة بحسر أو بمدّ البصر، ولكنها لا تتقدّم في العادة مع الزمن. وإذا تقدّمت الإصابة باللابؤريّة مع الزمن، فمن المهم للغاية رؤية أخصائيّ في القرنية، وذلك لإجراء فحص القرنية لاستبعاد القرنية الأضعف (القرنية المخروطيّة)، وذلك لأنه مرض تقدميّ وهناك علاج لإيقافه وإنقاذ القدرة على الرؤية، وخاصة إذا تم اكتشافه في وقت مبكر.
ما هي أعراض اللابؤريّة؟
يشكي المرضى الذين يعانون من اللابؤريّة من رؤية غير واضحة أو مشوّهة، وخاصة أثناء القيادة الليلية، كما قد يشكون من الصداع المتكرر، أو تعب وإجهاد العين، أو الحول.
عادة ما تُشخّص اللابؤريّة أثناء الفحص الخاص لتحديد النظارات الطبية الملائمة. تُعتبر معظم حالات اللابؤريّة منتظمة، ولكن بعضها غير منتظم، حيث قد تسببها الأمراض التي تصيب القرنية، مثل القرنية المخروطية أو الندبات على القرنية. وعندها يجب فحص العين وفحص القرنية لاستبعاد المرض الذي سبب اللابؤريّة.
من الممكن أن يكون لديك لابؤريّة خفيفة بدون أن تعلم ذلك. وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال الذين لا يدركون أن رؤيتهم غير طبيعية. كما قد يكون عند بعض البالغين أيضاً لابؤريّة خفيفة دون أي أعراض. ويعاني العديد من الناس الذين يرتدون نظارات لحسر أو مد البصر من لابؤريّة خفيفة بدون أن يكونوا على علم بذلك.
يمكن تصحيح اللابؤريّة من خلال النظارات أو العدسات اللاصقة أو الجراحة.
حيث توجد طرق متعددة لتصحيح اللابؤريّة:
يمكن أيضًا تصحيح اللابؤريّة أثناء جراحة الساد عبر زرع عدسات توريك داخل العين، بحيث لا يحتاج المريض إلى ارتداء النظارات بعد العملية.
كما توجد علاجات مختلفة للابؤريّة الناجمة عن أمراض القرنية، وذلك حسب المرض ودرجة اللابؤريّة. وتتضمن إحدى خيارات العلاج إجراء شقوق جراحية في القرنية (يتم شقّها باستخدام ليزر الفيمتو ثانية عوضاً من الشفرة المُستعملة قديماً)، أو تشذيب سطح القرنية غير المنتظم والندبة على القرنية باستخدام ليزر إكسيمر، أو زرع حلقات معينة داخل القرنية، أو عن طريق استبدال القرنية المُصابة بطُعم قرنية جديدة.
ما هي الأمور التي يمكنك من خلالها الاستدلال بها على صحتك من عينيك؟
سألني الطبيب أثناء قيامه بفحص عينيّ: “هل تعاني من مشاكل في النوم؟” أجبته مندهشاً: “أجل، أعاني منها. كيف تمكّنت من معرفة ذلك؟”
على الرغم من أنني نمت بشكل جيد الليلة الماضية وكانت عينيّ صافية وبياضها بلون أبيض رائق، إلا أنني شعرت ببعض الانزعاج في عيني اليمنى على شكل إحساس واخز بعد الاستيقاظ مباشرة.
أجاب الطبيب: “لقد عرفت ذلك لأن لديك بعض التآكلات النقطية الدقيقة جداً على سطح الجزء السفلي من القرنية. يشير هذا النمط إلى أن جفونك ربما تكون مفتوحة أثناء نومك، وبالتالي يتعرّض سطح عينيك للبيئة والجفاف”.
ثم أمسك الطبيب رموشى وسحبها قليلاً، وقال: “إن جفونك العلوية مرنة ورخوة، ويمكنها أن تنفتح بسهولة أثناء نومك، مما يؤدي إلى جفاف سطح العين. وهذا هو السبب في شعورك بالإحساس الواخز في عينيك بعد الاستيقاظ مباشرة. ويؤدي الإغلاق الطبيعي للجفون خلال اليوم إلى جعل الدموع الطبيعية تغطي سطح العينين، مما يقلل من الانزعاج. ومع ذلك، لا بدّ من البدء بخطة علاجية للمساعدة في علاج هذه الحالة”.
كان الطبيب يعرف جيداً العلاقة بين انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم ومتلازمة ارتخاء الجفن وملف هذا المريض الذكر الذي يعاني من زيادة الوزن ويبلغ منتصف العمر. ولم يشتمل العلاج الموصى به على مواد لتزليق العين فحسب، ولكن تضمن أيضاً إحالة المريض إلى أخصائي في أمراض الرئة لديه خبرة في انقطاع التنفس أثناء النوم وإلى جرّاح متخصص بترميم العيون.
هذا مجرد مثال على الارتباط بين أمراض العين والمشاكل الأخرى في أي جزء من جسمك. توجد بعض هذه الارتباطات التقليدية مع مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. إذ يمكن لطبيب العيون معرفة مدى مستوى ضبط السكر أو ضغط الدم من خلال النظر إلى داخل العين فقط، من خلال تلك الفتحة الصغيرة التي تسمى البؤبؤ. وفي الواقع، يجب على كل شخص مصاب بالسكري إجراء فحوصات منتظمة للعين مع توسيع البؤبؤ لتقييم صحة الشبكية.
وبنفس الطريقة يمكن أن تترافق حكة العيون واحمرارها مع حدوث بعض الأمراض الجلدية، مثل التهاب الجلد التأتبي أو الوردية.
ويكون الأشخاص الذين يعانون من الكثير من التوتر أو اضطرابات النوم مثل الأرق أو السلوك من النمط A (والذي تكون فيه الشخصية هجومية وتنافسية) هم أكثر عرضة للإصابة بمرض عيني يسمى اعتلال المشيمية والشبكية المصلي المركزي (CSC)، والذي يمكنه أن يُضعف رؤيتك بشكل كبير. وبالتالي، لن يقوم طبيب العيون بإعطائك النصيحة المناسبة لعينيك فحسب، بل سيحيلك أيضاً إلى أخصائي في النوم أو إلى طبيب نفسي، من أجل تقييم المشكلة بطريقة شاملة.
بعض الأمثلة على الارتباطات الشائعة:
يمكن أن تطول القائمة، ولكن الخلاصة هي أنه لا بدّ من زيارة طبيب العيون بانتظام لأنه أكثر بكثير من مجرد طبيب للعيون!
هذا المدونة حول العين الكسولة (الغمش) مع الدكتورة سهير تويج استشارية في طب وجراحة العيون مع تخصص في جراحة الحوَل عند البالغين والأطفال وطب عيون الأطفال وجراحة الكتاراكت وطب العيون العام
الغمش أو العين الكسولة هو السبب الأكثر شيوعاً للعيوب البصرية عند الأطفال. ويحدث ذلك عندما لا تستطيع العين العمل مع الدماغ بشكل صحيح.
قد تبدو العين طبيعية، ولكن الدماغ يفضّل العين الأخرى. يمكن أن يحدث ذلك خلال الفترة الحرجة من تطور العين، والتي تبدأ من الولادة وحتى عمر 7 سنوات تقريباً، عندما تقوم عيون الطفل ودماغه بتشكيل ارتباطات حيوية. ويمكن لأي شيء يحجب الرؤية أو يشوّشها في إحدى العينين أو كلتيهما أن يثبّط هذه الارتباطات أو يمنعها وبالتالي تصبح العين الكسولة. ويمكن في بعض الحالات أن تصيب كلتا العينين.
هناك عدّة أمور يمكنها أن تتداخل مع الارتباطات الطبيعية بين الدماغ والعين وتؤدي إلى حدوث الغمش:
لسوء الحظ، فإن معظم الأطفال الذين يعانون من الغمش لا يشكون من مشاكل في الرؤية. ففي كثير من الأحيان، قد يدرك أحد الوالدين أو المعلّمون بأن الطفل يعاني من مشكلة في الرؤية من خلال ملاحظة حوَل في العيون أو قيام الطفل بالنظر مع إغلاق العين بشكل جزئي ومتكرر أو إمالة الرأس للرؤية بشكل أفضل. يعاني بعض الأطفال من سوء إدراك العمق (صعوبة في الرؤية بالأبعاد الثلاثة) ومن صعوبة في ممارسة الرياضة والحماقة.
تعدّ فحوصات الرؤية المنتظمة التي يقوم بها الأخصائيون جزءاً مهماً في الكشف عن أي مشاكل عند الأطفال. يجب أن تبدأ هذه الفحوصات منذ أن يبدأ الطفل بالمشي بسن ما قبل المدرسة حتى يتم اكتشاف المشاكل قبل أن يصل الطفل إلى مرحلة النضج البصري.
يجب أن يبدأ العلاج في أقرب وقت ممكن. يتمثل هدف العلاج في إجبار الطفل على استخدام العين ذات الرؤية الأضعف. ويتم ذلك باستخدام النظارات أو البقع التي تغطي العين أو القطرات العينية أو الجراحة أو من خلال الجمع بين بعض هذه الأمور أو كلها.
مدونة هذا الأسبوع حول شلل بِل من د. أسامة الجليدي، استشاري طب و جراحة العيون، أخصائي جراحة إعتام عدسة العين والقرنية وتصحيح البصر
شلل الوجه النصفي المعروف باسم شلل بِل هو عبارة عن ضعف مؤقت أو نقص في حركة أحد جانبي الوجه. ويعدّ هذا النوع هو الأكثر شيوعاً من شلل الوجه.
يؤثر شلل بِل على وظيفة عضلات الوجه، وكذلك على الدموع واللعاب والذوق والأذن الوسطى. ويظاهر على شكل تدلّي في أحد جانبي الوجه بسبب ضعف عضلات الوجه أو شللها التام ويتطور في غضون يومين.
تشتمل أعراض شلل بِل على ما يلي:
إذا كنت تعاني من أحد أعراض شلل بِل، فينصح باستشارة الطبيب في أقرب وقت.
ولكن إذا كنت تعاني من ضعف الوجه ولا تستطيع رفع ذراعيك وإبقائهما مرفوعتين أو تجد صعوبة في التحدث (كأن تتلعثم بالكلام)، فيجب عليك التوجّه إلى قسم الطوارئ، لأن هذه العلامات قد تشير إلى حالة أكثر خطورة مثل السكتة الدماغية. وعلى عكس شلل بِل، تكون أعراض السكتة الدماغية فجائية.
عادة ما يتم علاج شلل بِل من قبل الطبيب العام. تبدأ الأعراض بشكل عام بالتراجع خلال أسبوعين من بدء العلاج، ويحدث الشفاء التام خلال نصف عام.
تتضمن علاجات شلل بِل ما يلي:
يعتبر شلل بِل نادر الحدوث عند الأطفال، ويتماثل معظم الأطفال المصابين للشفاء التام دون علاج.
يتماثل معظم المرضى للشفاء بشكل كامل في غضون 6 أشهر، ولكن قد يستمر لفترة أطول أحياناً. إذ يمكن في عدد قليل من الحالات أن يكون ضعف الوجه دائماً ولكن يمكن علاجه عن طريق الجراحة.
يعود سبب شلل بِل إلى التهاب أو انضغاط العصب الوجهي (العصب القحفي السابع) والذي يتحكم بعضلات الوجه. ويُعتقد أن التهاب وتورّم العصب يحدث بسبب عدوى فيروسية. ترتبط فيروسات مختلفة من عائلة الفيروسات الهربسية بشلل بِل. كما أن هناك أسباباً أخرى غير فيروسية مثل الصداع وإصابة الأذن بعدوى مزمنة والأورام ومرض السكري وإصابة الوجه.
لا يمكن الوقاية من شلل بِل، لأنه ينجم على الأرجح عن عدوى بعدّة أنواع من الفيروسات.
وعادةً ما تحدث الإصابة بشلل بِل لمرة واحدة، ومع ذلك يمكنها أن تحدث مرة أخرى في حالات نادرة جداً. وقد يكون ذلك أكثر احتمالاً عند وجود تاريخ عائلي من الإصابة بهذا المرض.
مدونة هذا الأسبوع حول الورم الأرومي الشبكي بمساهة الدكتور نمير كافل حسين، استشاري طب عيون الأطفال، اختصاصي أمراض عيون الأطفال وجراحة تصحيح الحول والكتاراكت لدى الأطفال.
الورم الأرومي الشبكي هو سرطان يصيب العين ويحدث بشكل شائع عند الأطفال دون سنّ الخامسة. ويتم تشخيص ثلثي الحالات عند الأطفال قبل سنّ الثانية وحوالي 95 ٪ منها قبل سنّ الخامسة.
وتشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 5000 و8000 طفل يصابون بالورم الأرومي الشبكي حول العالم كل عام. ويبلغ معدّل الإصابة بهذا السرطان في الولايات المتحدة وأوروبا حوالي 1 من أصل كل 15000 ولادة لمولود حيّ. ولكن يبدو هذا المعدّل أعلى في أفريقيا والهند.
يتمثل هذا السرطان في نمطين، النمط ثنائي الجانب (وراثي ويشكّل 25 ٪ من كافة الحالات) والنمط أحادي الجانب (يشكّل 75 ٪ من كافة الحالات، والتي يكون 90 ٪ منها غير وراثي).
ويعدّ أكثر الأعراض شيوعاً هو ابيضاض الحدقة والذي يعتبر مظهراً غير طبيعي لانعكاس اللون الأبيض في العين (60٪ من الحالات)، كما يحدث الحوَل (انحراف في وضع العين) في 20٪ من الحالات.
ويعتمد الأسلوب الأفضل لعلاج هذه الحالة على الكشف والتشخيص المبكريْن.
ينطوي العلاج على الأطباء المتخصّصين بعيون الأطفال وأورام العيون وأورام الأطفال. ويهدف العلاج في المقام الأول إلى الحفاظ على حياة الطفل، ثم إلى الحفاظ على الرؤية بالدرجة الثانية، وإلى الحفاظ على العين أخيراً. ويعدّ هذا السرطان ذا قابلية عالية جداً للشفاء إذا تم اكتشافه في المراحل المبكرة، حيث يتمكّن أكثر من 90 ٪ من الأطفال في البلدان ذات الدخل المرتفع وما يصل إلى 40 ٪ منهم في البلدان الأفقر من البقاء على قيد الحياة. وتتضمّن المعالجة العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي وأحياناً استئصال العين المصابة بالورم. ويكون الأطفال الذين يعانون من المرض ثنائي الجانب ومن وجود طفرة في الجينات معرّضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بالسرطانات الثانوية، ويزداد هذا الاحتمال مع العلاج الإشعاعي.
من المهم جداً بالنسبة للوالدين وأطباء الأطفال وأطباء العيون وغيرهم من المتخصّصين المشاركين بالرعاية الصحية للأطفال اكتشاف الانعكاسات غير الطبيعية للون الأبيض (عدم وجود ضوء منعكس بلون أحمر) أثناء الفحوصات الروتينية للأطفال.
يمكن رؤية ابيضاض الحدقة في العين المصابة بالورم بسبب انعكاس الضوء الوامض بلون أبيض من شبكية العين البيضاء غير الطبيعية في الجزء الخلفي من العين.
في كاميرات الهواتف الحديثة، هناك ميزة للتقليل من مظهر العين الحمراء بحيث لا يظهر اللون الأحمر في الصور. وهناك عدد من تطبيقات الآيفون المصمّمة للكشف عن المنعكسات ذات اللون الأبيض، إلا أن هذه التطبيقات لها حدودها الخاصة.
ويعدّ الفحص الدقيق للعين من قِبل طبيب عيون الأطفال ضرورياً للكشف عن الورم في مراحله المبكرة بواسطة هذه التطبيقات أو صور الآيفون عندما يراود الآباء والأمهات بعض المخاوف.