مارس 28, 2018

انسداد الوريد الشبكي: الأسباب والأعراض وخيارات العلاج

يُعد انسداد الوريد الشبكي أحد أكثر اضطرابات الأوعية الدموية التي تصيب الشبكية شيوعًا، وهو سبب رئيسي لفقدان البصر المفاجئ وغير المؤلم، وخاصة لدى البالغين فوق سن الخمسين. وعلى الرغم من أن هذا المرض قد يبدو مقلقًا، إلا أن التشخيص المبكر والعلاج في الوقت المناسب يمكن أن يُسهما في تحسين النتائج بشكل كبير ويساعدا في الحفاظ على البصر.

صُمم هذا الدليل لمساعدة الأفراد وعائلاتهم على فهم أسباب انسداد الوريد الشبكي، وكيفية تشخيصه، وخيارات العلاج المتاحة.

ما المقصود بانسداد الوريد الشبكي؟

يحدث انسداد الوريد الشبكي عندما تنسد الأوردة المسؤولة عن تصريف الدم من الشبكية، ويُقصد بالشبكية النسيج الحساس للضوء الموجود في الجزء الخلفي من العين، وهي ضرورية لمعالجة المعلومات البصرية. عندما ينقطع تدفق الدم، قد تتراكم السوائل (المعروفة بوذمة البقعة الصفراء)، مما يؤدي إلى التورم والنزيف، وفي الحالات الشديدة، إلى فقدان دائم للبصر.

يؤثر هذا الانسداد عادةً على عين واحدة ويمكن أن يحدث فجأة، وتعتمد شدة المرض ونهج العلاج على موقع الانسداد ومداه.

أنواع انسداد الوريد الشبكي

يوجد نوعان رئيسيان من انسداد الوريد الشبكي، لكل منهما خصائص مميزة:

  • انسداد الوريد الشبكي المركزي (CRVO): يحدث عندما ينسد الوريد المركزي المسؤول عن تصريف الدم من شبكية العين بأكملها، وغالبًا ما يرتبط انسداد الوريد الشبكي المركزي بزيادة ضعف البصر وقد يؤدي إلى مضاعفات مثل الوذمة البقعية، أو نمو الأوعية الدموية غير الطبيعي (تشكُّل أوعية دموية جديدة)، أو ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما الوعائية الجديدة).
  • انسداد الوريد الشبكي الفرعي (BRVO): يتضمن انسداد الوريد الشبكي الفرعي انسدادًا في أحد الفروع الأصغر للوريد الشبكي المركزي، ويميل إلى التسبب في فقدان بصر أكثر موضعية وأقل حدة مقارنةً بانسداد الوريد الشبكي المركزي.

اسباب انسداد الوريد الشبكي

غالبًا ما يرتبط انسداد الوريد الشبكي بتغيرات في الأوعية الدموية ومشكلات صحية كامنة. تشمل عوامل الخطر الشائعة ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم المزمن إلى تلف الأوعية الدموية في الشبكية، مما يزيد من خطر الانسداد.
  • داء السكري: يمكن أن يؤدي داء السكري إلى تغيرات في الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، من ضمنها الأوعية الدموية في العين.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: تزيد المشكلات التي تؤثر على الدورة الدموية، مثل تصلب الشرايين، من خطر انسداد الوريد الشبكي.
  • الجلوكوما (الزَرَق): قد يُسهم ارتفاع ضغط العين في زيادة الضغط على الأوردة.
  • اضطرابات تجلُّط الدم: قد تُسهم حالات التجلُّط النادرة أو زيادة كثافة الدم في انسداد شبكية العين.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول (فرط دهون الدم): يُسهم ارتفاع مستويات الدهون في تضييق الأوعية الدموية وتكوين الجلطات.

في بعض الحالات، قد يحدث انسداد الوريد الشبكي دون سبب معروف، خاصة لدى الشباب، ولهذا السبب، يعد التقييم الشامل ضروريًا.

أعراض انسداد الوريد الشبكي

العَرَض الأكثر شيوعًا هو فقدان مفاجئ وغير مؤلم للبصر في إحدى العينين، وقد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • عدم وضوح الرؤية المركزية أو تشوهها
  • فقدان جزئي أو كلي للبصر في إحدى العينين
  • بقع داكنة أو أجسام طافية في المجال البصري
  • عتامة عامة في البصر
  • ظهور مفاجئ لاضطرابات بصرية، مثل رقع داكنة أو أجسام طافية

من المهم ملاحظة أن انسداد الوريد الشبكي لا يرتبط عادة بألم أو احمرار في العين، مما يميزه عن أمراض العين الخطيرة الأخرى.

تشخَّيص انسداد الوريد الشبكي

يُجرى التشخيص خلال فحص شامل للعين يُجريه أحد استشاريي العيون، وقد يشمل ذلك:

  • فحص قاع العين بتوسيع الحدقة: يفحص الطبيب شبكية العين، باستخدام قطرات العين لتوسيع الحدقة، بحثًا عن علامات نزيف أو تورم أو أوعية دموية غير طبيعية.
  • التصوير المقطعي البصري (OCT): يُوفر هذا الاختبار التصويري غير الجراحي صورًا عالية الدقة لشبكية العين للكشف عن تورم البقعة الصفراء ومراقبة الاستجابة للعلاج.
  • تصوير الأوعية الدموية بعد حقنها بالفلورسنت: تُستخدم صبغة خاصة لتحديد مناطق ضعف الدورة الدموية أو ارتشاح الدم من الأوعية الدموية.
  • اختبار حدة البصر وقياس ضغط العين (IOP): لتقييم مستوى حدة البصر الأساسي واستبعاد العوامل المساهمة، مثل الجلوكوما.

تساعد هذه الفحوصات في التمييز بين انسداد الوريد الشبكي المركزي وانسداد الوريد الشبكي الفرعي، مما يساعد في وضع خطط العلاج المناسبة.

الخيارات المتاحة لعلاج انسداد الوريد الشبكي

على الرغم من عدم وجود طريقة مباشرة لفتح الوريد المسدود، إلا أن العلاج يركز على تقليل التورم، والحفاظ على البصر، ومعالجة الأسباب الكامنة.

علاجات العيون

  • المراقبة : في بعض الحالات، وخاصة مع انسداد الوريد الشبكي الفرعي الخفيف الذي لا يؤثر على الشبكية المركزية (البقعة الصفراء)، يمكن إخضاع العين للمراقبة عن كثب دون تدخل فوري.
  • الحقن داخل الجسم الزجاجي للعين: هذه هي العلاجات الأكثر شيوعًا للوذمة البقعية الناتجة عن انسداد الوريد الشبكي:
    • تساعد الأدوية المضادة لعامل نمو بطانة الأوعية الدموية (Anti-VEGF) مثل رانيبيزوماب أو أفليبيرسيبت على تقليل تراكم السوائل ومنع نمو الأوعية الدموية غير الطبيعي.
    • قد يُستخدم الحقن بالستيرويدات إذا لم تكن الأدوية المضادة لتشكل الأوعية الدموية الجديدة فعالة أو مناسبة.
      عادةً ما يُعطى العلاج على مدار عدة أشهر، ويُصمم خصيصًا لحالة كل مريض على حدة.
  • التخثير الضوئي بالليزر: يمكن استخدامه لعلاج مناطق ضعف الدورة الدموية الشبكية (عدم تروية الشبكية) أو للسيطرة على نمو الأوعية الدموية غير الطبيعي، وخاصةً في حالات انسداد الوريد الشبكي الفرعي.

العلاجات الجهازية

تُعد السيطرة على المشكلات الصحية الكامنة أمرًا بالغ الأهمية لمنع تلف مزيد من أجزاء العين وتقليل خطر تكرار انسداد الوريد الشبكي المركزي، ويشمل ذلك:

  • التحكم في ضغط الدم
  • السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري
  • علاج ارتفاع نسبة الكوليسترول
  • تغيير نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة بانتظام

في بعض الحالات، قد يتعاون استشاري العيون الذي يتابع حالتك مع طبيب عام أو طبيب لأمراض القلب لوضع نهج رعاية منسق.

نتيجة علاج انسداد الوريد الشبكي

تعتمد النتيجة العائدة على البصر على عدة عوامل، من ضمنها موقع الانسداد، وما إذا كانت البقعة الصفراء قد تأثرت، وتوقيت بدء العلاج.

مع الرعاية المناسبة، يستعيد كثير من الأشخاص بصرهم بشكل مستقر أو يتحسن بصرهم، ومع ذلك، قد تكون هناك حاجة إلى خضوعهم إلى مراقبة طويلة الأمد. في حال عدم علاجه، قد تحدث مضاعفات مثل الجلوكوما الوعائية الجديدة، أو انفصال الشبكية، أو التورم المستمر.

التعايش مع انسداد الوريد الشبكي

قد يكون تشخيص انسداد الوريد الشبكي أمرًا مربكًا، ولكن مع الدعم والمعالجة السليمة، يتكيف كثير من الأفراد جيدًا. من المهم ما يلي:

  • حضور جميع مواعيد المتابعة
  • الالتزام بمواعيد الأدوية
  • مراقبة أي تغيرات مفاجئة في البصر
  • اتخاذ خطوات للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية
  • طلب الدعم العاطفي أو خدمات إعادة تأهيل ضِعاف البصر إذا استمرت مشكلة فقدان البصر

متى يجب زيارة اختصاصي شبكية العين في دبي؟

إذا كنت تعاني من تغيرات مفاجئة في البصر، وخاصة في عين واحدة، أو لديك عوامل خطر معروفة مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري طلب رعاية طبية فورية، فالتشخيص والعلاج المبكران يمكن أن ينقذا البصر.

في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون ، يقدم اختصاصيو شبكية العين لدينا رعاية متخصصة لجميع أنواع انسداد الوريد الشبكي، باستخدام التصوير التشخيصي المتقدم وخطط علاج مبنية على الأدلة مصممة خصيصًا لحالة كل مريض.

الأسئلة المتكررة عن انسداد الوريد الشبكي

  1. هل انسداد الوريد الشبكي يشبه حدوث سكتة في العين؟ على الرغم من اختلافهما من الناحية التقنية، يُشار إلى انسداد الوريد الشبكي غالبًا باسم “السكتة العينية” لأنه يتضمن انسدادًا مفاجئًا في أحد الأوردة التي تُصرّف الدم من شبكية العين، وهي النسيج الحساس للضوء في الجزء الخلفي من العين، وكما هو الحال في السكتات الدماغية، يُمكن أن يُعطّل هذا الانسداد الوظيفة الطبيعية ويؤدي إلى تلف دائم. ومع ذلك، لا يحدث انسداد الوريد الشبكي إلا في العين ويؤثر عادةً على جانب واحد، بينما تُصيب السكتات الدماغية أنسجة المخ وقد تُؤثر على نطاق أوسع من الوظائف.
  1. هل يمكن أن يسبب انسداد الوريد الشبكي العمى الكلي؟ نادرًا ما يحدث العمى الكلي نتيجة لانسداد الوريد الشبكي؛ ومع ذلك، يُمكن أن يؤدي هذا المرض إلى ضعف شديد في البصر، خاصةً إذا تُرك دون علاج سريع. عادةً ما يحدث فقدان البصر الأكثر شدة عند تأثر البقعة الصفراء، وهي جزء من شبكية العين المسؤول عن الرؤية المركزية التفصيلية، ويمكن أن تُسهم مضاعفات مثل وذمة البقعة الصفراء أو نمو الأوعية الدموية غير الطبيعي (تشكُّل أوعية دموية جديدة) أيضًا في فقدان البصر. يمكن أن يساعد التشخيص في الوقت المناسب والعلاج المستمر في حماية البصر ومنع تدهوره.
  1. هل هذا المرض مؤلم؟  عادةً ما يكون انسداد الوريد الشبكي غير مؤلم، فلا يدرك كثير من المرضى إصابتهم به إلا بعد ملاحظة تغير مُفاجئ في البصر، مثل عدم وضوح الرؤية، أو ظهور بقع داكنة، أو فقدان جزئي للبصر، وقد يُصعِّب غياب الألم الكشف المبكر عن ذلك المرض، لذا من المهم طلب العناية الطبية الفورية إذا لاحظتَ تغيرات غير مبررة في البصر، حتى لو لم يسبب ذلك أي انزعاج لك.
  1. هل يمكنني القيادة إذا كنت أعاني من انسداد الوريد الشبكي؟ تعتمد قدرتك على الاستمرار في القيادة على درجة فقدان البصر وتأثيره على قدرتك على الرؤية بوضوح، خاصة في الليل أو في المناطق النائية. سيُقيِّم استشاري العيون حدة بصرك ومجال رؤيتك لتحديد ما إذا كان من الآمن لك القيادة. في بعض الحالات، قد يُنصَح بفرض قيود على القيادة حفاظًا على سلامتك وسلامة الآخرين.
  1. كيف يمكنني منع تكرار الإصابة بانسداد الوريد الشبكي؟ تركز الوقاية على التحكم في عوامل الخطر الكامنة التي تُسهم في انسداد الأوردة، ويشمل ذلك الحفاظ على ضغط الدم في مستويات صحية والسيطرة على مستويات السكري والكوليسترول، والإقلاع عن التدخين، والمداومة على النشاط البدني، وتعد المتابعة المنتظمة مع استشاري العيون وطبيب الرعاية الأولية أمرًا حيويًا.
  1. هل سأحتاج إلى حقن طوال حياتي؟ ليس بالضرورة، فبعض المرضى يستجيبون جيدًا لبضع حقن أولية ويحتاجون إلى علاجات أقل تكرارًا بمرور الزمن، بينما قد يحتاج آخرون إلى علاج طويل الأمد للسيطرة على التورم. سيراقب طبيبك حالتك ويعدّل خطة العلاج بما يتناسب مع استجابة عينيك والتقدم العام في معدلات الشفاء.

 

احجز موعد