قد تكون الأورام المتكونة داخل العين أو على سطحها أورام حميدة أو خبيثة، كما قد تكون أورام أولية أو ثانوية. وفي المقابل، فإن بعض آفات العين، مثل الوحمات والشامات، هي أمور شائعة جدًا ولا تتطلب أي علاج عادةً. إلا أن غيرها من الآفات مثل سرطانات الخلايا الصبغية في الجلد (الميلانوما) نادرة وتتطلب علاجًا متخصصًا مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
الوحمة هي شامة حميدة تظهر في العين، بعضها على سطح العين في غشاء الملتحمة، وبعضها في داخل العين، وبالتحديد في القزحية أو الجسم الهدبي أو مشيمة العين. وعادةً ما يجد أخصائي فحص البصر أو طبيب العيون مثل هذه الشامات داخل العين خلال الفحص. يجب متابعة الشامات في معظم الحالات، إلا أن بعضها قد يتطلب علاجًا في حال تسببت في مشاكل بالنظر. وفي حال ظهرت أي علامات تشير لتغير في الشامة، مثل زيادة حجمها أو ظهور سمات غير مألوفة، فقد يصبح العلاج أمرًا ضروريًا. في حال تحولت الشامات إلى أورام خبيثة – وهو تشخيص يكون عادة لدى المرضى البالغين – فإن بالإمكان علاج الميلانوما الخبيثة داخل العين بواسطة العلاج الإشعاعي. وقد تحتاج أورام الميلانوما الخبيثة الأكبر حجمًا جراحات معقدة وجذرية، مثل استئصال العين.
الوحمة أو الشمة على سطح العين تتطلب المتابعة الدائمة.
ميلانوما (أحد أنواع سرطانات العين) داخل العين اليسرى. تطلبت هذه الحالة علاجًا إشعاعيًا.
أحد أنواع سرطانات الأطفال التي تصيب الشبكية النامية، وهي حالة نادرة نسبة وقوعها حوالي 1 من كل 18,000 حالة ولادة. يدل على وجود المشكلة ظهور العين بلون أبيض في الصور الفوتوغرافية، أو ظهور حَول في العين، رغم أن هذه الأعراض قد تدل على مشاكل أخرى أكثر شيوعًا. قد يؤثر ورم الجذيعات الشبكية على عين واحدة أو على كلا العينين، بحسب الفترة التي تحدث بها الطفرة الجينية المسببة لتشكّل الورم. وتتطلب هذه الحالة علاجًا معقدًا، يتراوح بين العلاج الكيميائي وصولًا إلى العلاجات الموضعية مثل الليزر أو العلاج بالتبريد (Cryotherapy) أو العلاج الكيميائي الموضعي أو العلاج الإشعاعي أو استئصال العين.
قد يكون لون العين الأبيض الظاهر في الصورة الفوتوغرافية لعين الطفل اليمنى نتيجة أكثر من مشكلة في العين، إلا أن ورم الجذيعات الشبكية يعتبر أكثرها خطورة، وهو أحد أنواع سرطانات العين النادرة. في حال ظهور العين البيضاء في الصور الفوتوغرافية لدى طفل فلا بد من مراجعة طبيب العيون خلال أسبوع واحد.
صورة لطفل يعاني من عدة أورام جذيعات شبكية في عين واحدة (تشير إليها الأسهم). هذا النوع من سرطان العيون يتطلب علاجًا متخصصًا.
أورام الوحمة الدموية (Haemangiomas) و (vasoproliferative) هي أورام حميدة تصيب الأوعية الدموية، ولا ترافقها أية أعراض في معظم الحالات. وقد تكون بعض أنواع الأورام الوعائية جزءًا من اضطرابات عامة، مثل متلازمة “فون هيبل-لينداو” أو متلازمة “ستيرغ ويبر”. إلا أن أنواع أخرى من أورام الوحمة الدموية لا تكون جزءًا من متلازمة مرضية. ويعتمد علاج هذه الأورام على نوع الآفات وسماتها، مثل تأثيرها على الأنسجة المحيطة، واحتمال تسببها بمشاكل مستقبلية تؤثر على الإبصار أو على العين. ومن الممكن تطبيق عدة وسائل علاجية، تتراوح بين الليزر، مرورًا بالعلاج الضوئي ووصولًا إلى العلاج الإشعاعي.
أنواع أورام العين الأخرى نادرة جدًا، ومن أمثلتها ورم عظم العين (osteomas) الذي قد يسبب مشاكل في النظر، وليمفوما العين (وهي ليمفوما داخل العين أو تصيب الجسم الزجاجي والشبكية) وغالبًا ما تتطلب علاجً مكثفًا على يد أخصائي أورام. قد يتطلب الوضع العلاج بحقن الميثوتريكسات في السائل الزجاجي للعين للسيطرة على المشكلة. ومن أمثلة الأورام الأخرى ليمفوما مشيمة العين وقد يكون ورمًا أوليًا وعادة ما يكون طفيفًا غير متفاقم، كما يستجيب بشكل جيد للعلاج الإشعاعي.
قد تنتقل الأورام السرطانية من أجزاء أخرى في الجسم إلى العين. يكون موضع السرطان الأولي معروفًا في الكثير من الحالات، إلا أنه وفي حوالي ثلث حالات السرطان فإن ظهور الورم في العين يكون أول الأعراض، مما يتطلب فحوصات شاملة، يليها توجيه العلاج إلى موضع السرطان الأولي بالإضافة إلى العين. ويكون العلاج باستخدام العلاج الإشعاعي، كما يتم استخدام العلاج الموضعي للعين في بعض الحالات بهدف الحفاظ على قدرة الإبصار.
هناك العديد من أنواع أورام العين التي قد تصيب أنسجة العين أو تظهر حولها أو داخلها. العديد من هذه الأورام لا يظهر إلا أثناء الفحص ولا ترافقها أعراض، مما يؤكد ضرورة إجراء فحوصات العين الدورية لدى استشاري في طب العيون. [:]