نوفمبر 08, 2018

رمش (طرف) العيون المفرط لدى الأطفال

هذا المدونة من الدكتورعمران جاويد، استشاري طب عيون الأطفال و جراحة الحول

 

طرْف العينين المفرط لدى الأطفال: الأسباب والعلاج والوقاية

طرْف العينين هو منعكس طبيعي وضروري وظيفته حماية العينين. فهو يساعد على ترطيب سطح العينين ويحميهما من الضوء الساطع والغبار وغيرها من العوامل المهيّجة. ومع ذلك، عندما يصبح طرْف العينين مفرطاً، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشاكل أخرى كامنة، وخاصة عند الأطفال. إن فهم الأسباب وخيارات العلاج والتدابير الوقائية أمر بالغ الأهمية لضمان صحة عيني طفلك.

ما هي معدّلات طرْف العينين؟

عادةً ما يكون معدل طرْف العينين منخفضاً لدى الأطفال حديثي الولادة، ولا يحدث كثيراً، بمعدل مرتين في الدقيقة. ومع نمو الأطفال، يزداد هذا المعدل بشكل طبيعي، ليصل إلى حوالي 14-17 مرة في الدقيقة عند المراهقين. ويمكن للعديد من العوامل المختلفة، مثل التعرض للضوء الساطع والتغيرات في درجة الحرارة والرطوبة، أن تؤدي أيضاً إلى حدوث زيادة مؤقتة في معدل طرْف العينين.

 

أسباب طرْف العينين المفرط

قد ينجم طرْف العينين المفرط لدى الأطفال عن العديد من الأسباب الكامنة:

  • إجهاد العينين: يمكن أن يحدث إجهاد العينين بسبب القراءة في الإضاءة الضعيفة، أو قلة النوم، أو الإفراط في استخدام الشاشات. عندما تتعرض العينان للإجهاد، فقد تستجيبان بالطرْف بشكل أكثر لتخفيف الانزعاج.
  • الالتهاب: يمكن أن تؤدي بعض الحالات مثل التهاب الجفون أو عدم انتظام طبقة الدموع إلى التهيج وزيادة طرْف العينين حيث تحاول العين التخلص من الانزعاج.
  • حساسية العين: يمكن أن تسبب الحساسية التي تصيب العين الحكة والاحمرار والتهيج، مما يؤدي إلى الطرْف المتكرر كرد فعل من الجسم لتدبير الانزعاج.
  • اضطرابات سطح العين: يمكن لأي اضطراب يؤثر على سطح العين، مثل متلازمة جفاف العين، أن يؤدي إلى طرْف العينين المفرط حيث تحاول العين الحفاظ على رطوبة كافية.
  • الأخطاء الانكسارية: يمكن لبعض الحالات التي تستلزم استخدام عدسات تصحيحية، مثل قصر النظر أو مدّ النظر أو اللابؤرية، أن تؤدي إلى حدوث الطرْف المتكرر حيث يواجه الطفل صعوبة في تركيز رؤيته بوضوح.
  • الحوَل: يمكن لعدم ارتصاف العينين بشكل منتظم، المعروف باسم الحوَل، أن يؤدي أيضاً إلى طرْف العينين المتكرر حيث تحاول العينان التكيّف للحفاظ على التركيز والارتصاف المناسبين.
  • اضطرابات عصبية: على الرغم من ندرة حدوث ذلك، إلا أن بعض الحالات العصبية قد تتظاهر على شكل طرْف مفرط في العينين. ومن الأمثلة على ذلك متلازمة توريت أو الاضطرابات التشنجية الأخرى، والتي قد تؤدي إلى حدوث طرْف لا إرادي. يجب على الآباء والأمهات الانتباه إلى الأعراض الأخرى، مثل تشنجات الوجه أو حركات العين غير العادية، وطلب رأي الأخصائي عند ملاحظة ذلك.

التعرّف على الأعراض

قد يلاحظ الآباء عدة علامات تشير إلى طرْف العينين المفرط لدى أطفالهم:

  • زيادة وتيرة طرْف العينين: قد يقوم الطفل بطرْف عينيه أكثر من المعتاد، حتى عندما لا تكون هناك أي عوامل مهيجة ظاهرة.
  • إغلاق العين بإحكام: قد يغلق الطفل عينيه بإحكام مع كل طرْفة عين.
  • حركات العين الغريبة: قد يصاحب طرْف العينين تحريك العينين أو توسيعهما.
  • فرك العينين: الحاجة المستمرة لفرك العينين، مما قد يشير إلى الانزعاج أو التهيج.

يجب أن تستدعي ملاحظة هذه العلامات استشارة طبيب عيون الأطفال، وخاصة إذا كان طرْف العينين مستمراً أو مصحوباً بأعراض أخرى.

التدبير والعلاج

يشمل تدبير حالة طرْف العينين المفرط معالجة السبب الكامن وراءها. يقوم طبيب عيون الأطفال بإجراء فحص شامل للعين لتشخيص الحالة بدقة. وقد تشمل خيارات العلاج:

  • النظارات التصحيحية: لمعالجة الأخطاء الانكسارية الكبيرة، يمكن أن تساعد النظارات الطبية في تقليل إجهاد العينين، وبالتالي طرْفهما.
  • قطرات العين المرطبة: يمكن أن يخفف الاستخدام المنتظم لقطرات العين المرطبة الموضعية من جفاف العين، مما يقلل من الحاجة إلى طرْف العينين بشكل متكرر.
  • الأدوية: إذا تم تحديد سبب الحالة على أنها حساسية العين، فيمكن وصف الأدوية المناسبة لتدبير الأعراض بشكل فعال.

تعزيز عادات الرؤية الصحية

لمنع حدوث طرْف العينين المفرط، من المهم تشجيع الأطفال على اتباع عادات الرؤية الصحية. وتشمل التوصيات:

  • ارتداء النظارات الشمسية أو القبعات ذات الحواف العريضة: من شأنها أن تساعد على حماية العينين من أشعة الشمس الساطعة، مما يقلل من الإجهاد الناجم عن الوهج.
  • الإضاءة المناسبة: تأكد من أن الأطفال يقرؤون في بيئات ذات إضاءة جيدة لتقليل إجهاد العين.
  • فترات راحة الشاشة: قم بالتشجيع على أخذ فترات راحة منتظمة من استخدام الشاشات الرقمية لإراحة العينين. وتعتبر قاعدة 20-20-20 من الإرشادات المفيدة، حيث يتم أخذ استراحة لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة للنظر إلى شيء يبعد 20 قدماً (حوالي 6 أمتار).
  • تناول الطعام وشرب السوائل بشكل متوازن: إن اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات A وC وE، إلى جانب الشرب الكافي للسوائل، يعزّز من صحة العين بشكل عام.

الخلاصة

قد يكون طرْف العينين المفرط لدى الأطفال أمراً مثيراً للقلق، لكنه غالباً ما يكون عرَضاً لمشكلة أخرى كامنة يمكن معالجتها باتخاذ الرعاية المناسبة. إن فهم الأسباب والتعرف على الأعراض والسعي إلى الخضوع إلى العلاج المبكر لدى طبيب عيون الأطفال هي خطوات أساسية لتدبير صحة عيني طفلك. من خلال تعزيز عادات الرؤية الصحية والانتباه إلى سلوكيات عيني طفلك، يمكنك مساعدته في الوقاية من طرْف العينين المفرط وتدبير الحالة بشكل فعال.