هذا المدونة من د. سلمان واقر، استشاري في جراحة العيون، أخصائي جراحة الجلوكوما و الكتاراكت (إعتم عدسة العين)
تعتبر حالات الساد (الكاتاراكت أو إعتام عدسة العين) من أمراض العين الشائعة المرتبطة بالعمر، وتصبح فيها عدسة لعين عاتمة وتفقد شفافيتها، مما يؤثر على الرؤية. إن العدسة هي عبارة عن بنية شفافة ومرنة تساعد على تمركز الضوء على شبكية العين، والتي ترسل الإشارات البصرية إلى الدماغ. عندما نتقدم في العمر، تصبح العدسة أقل مرونة وتفقد شفافيتها، مما يؤدي إلى إعتامها وحدوث الساد.
هناك عدة أنواع من الساد، بما في ذلك الساد الخَلقي (الذي يكون موجوداً عند الولادة) والساد الرضّي (الناجم عن الإصابة) والساد الثانوي (الناجم عن حالات أو أمراض أخرى في العين). إلا أن النوع الأكثر شيوعاً هو الساد المرتبط بالعمر، والذي يحدث بشكل طبيعي مع تقدّم العمر.
يمكن أن يسبب الساد أعراضاً مختلفة، بما في ذلك الرؤية الضبابية أو الغائمة، وظهور وهج أو هالات حول الأضواء، وازدواج الرؤية في إحدى العينين، وتغيير وصفات النظارات أو العدسات اللاصقة بشكل متكرر، وبهوت الألوان أو اصفرارها، وصعوبة في الرؤية ليلاً. إذا تُركت حالة الساد دون علاج، فقد تؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.
عادةً ما يتم تدبير حالات الساد من خلال الجراحة. أثناء العملية الجراحية للساد، تتم إزالة العدسة العاتمة واستبدالها بعدسة اصطناعية تسمى عدسة داخل عينية (IOL). وتعدّ جراحة الساد طريقة آمنة وفعالة لاستعادة البصر وتحسين نوعية الحياة.
قبل اتخاذ القرار بشأن الخضوع لجراحة الساد، يقوم طبيب العيون بإجراء فحص شامل للعين لتحديد ما إذا كان إعتام عدسة العين يؤدي إلى حدوث مشاكل في الرؤية لدى المريض. إذا تم تشخيص الحالة على أنها ساد، فسيقوم طبيب العيون بتقييم مدى الإصابة بإعتام عدسة العين والتوصية بأفضل طريقة للعلاج.
بعد إجراء جراحة الساد، يتعيّن على المرضى عادةً وضع قطرات في العين لبضعة أسابيع للوقاية من الإصابة بالعدوى والالتهابات. من المهم أيضاً حماية العينين من الإصابة، مثل ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج. ومع ذلك، يشعر معظم المرضى بتحسن الرؤية خلال أيام أو أسابيع قليلة بعد الجراحة.
باختصار، يعتبر الساد من أمراض العين الشائعة المرتبطة بالعمر ويمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في الرؤية. تعد جراحة الساد طريقة آمنة وفعالة لعلاج الحالة واستعادة الرؤية. إذا كنت تعاني من أعراض الساد، فيجب عليك مراجعة طبيب العيون لإجراء فحص وتقييم شامل للعين. ومع التقدم في التقنيات والتكنولوجيات الجراحية، أصبحت جراحة الساد وسيلة فعالة للغاية لتحسين الرؤية ونوعية الحياة.