التخثير الضوئي بالليزر لشبكية العين هو الإجراء الأساسي لعلاج اعتلال الشبكية السكري التكاثري، فهو لا يزال العلاج الوحيد المتوافر الذي يؤدي إلى تراجع طويل المدى في تغيرات مرض السكري لدى المرضى المصابين به ويقيهم من تزايد ضعف البصر.
التخثير الضوئي بالليزر لشبكية العين كعلاج لاعتلال الشبكية السكري
لليزر هو عبارة عن أشعة ضوئية مركزة ومكثفة يستخدمها أخصائيو الشبكية لتسليط الحرارة على مناطق معينة من الشبكية، التي تتواجد في الجزء الخلفي من العين.
يتم اللجوء إلى العلاج بالليزر في كثير من الأحيان لتدبير المضاعفات المرتبطة باعتلال الشبكية السكري.
عادةً ما يتم إجراء هذه العملية خلال النهار، ويمكنك الذهاب إلى المنزل في نفس اليوم مباشرة بعد العلاج بالليزر. من المفيد أحياناً أخذ مسكنات الألم قبل إجراء العملية وبعدها.
ماذا يشمل العلاج بالليزر؟
يتم وضع القطرات الموسّعة خلال النهار لتوسيع حدقة العين، بالإضافة إلى قطرات أخرى تُعطى من قبل الممرضة لتخدير سطح العين. ثم يقوم الطبيب بوضعك على جهاز الليزر، حيث يتم وضع عدسة لاصقة في الجزء الأمامي من العين لإبقاء الأجفان مفتوحة وللسماح للطبيب برؤية الجزء الخلفي من العين وتطبيق أشعة الليزر المطلوبة وفقاً لذلك. من المهم ألا تتحرك أثناء العملية وأن تستمع جيداً للتعليمات التي يقدمها الطبيب وتتّبعها. عادةً ما يستغرق العلاج بالليزر من 10 إلى 20 دقيقة، ويعتمد ذلك على نوع الليزر وعدد حروق الليزر التي يريد الطبيب تطبيقها.
هل الليزر مؤلم؟
يشعر بعض المرضى ببعض الانزعاج، والذي عادةً ما يكون على هيئة إحساس واخز يمكن الشعور به عند علاج مناطق معينة من شبكية العين.
كم من الوقت تستغرق عودة الرؤية إلى طبيعتها وشفائها؟
عادةً ما تكون الرؤية مظلمة بعد إجراء الليزر مباشرة، وهذا أمر طبيعي لا يستدعي القلق، ويكون ذلك بسبب تعرض الجزء الخلفي من العين للضوء. تصبح الرؤية واضحة في غضون بضع دقائق، لكن الأمر يستغرق ما يصل إلى 24 ساعة حتى تعود رؤيتك إلى مستواها السابق بحيث تتمكن من استئناف أنشطتك اليومية المعتادة.
قد تشعر بألم خفيف في العين بعد عملية الليزر، ولا ضير من أخذ بعض مسكنات الألم الخفيفة للمساعدة في تدبير عدم الارتياح.
وقد تلاحظ أيضاً وجود بعض الأجسام العائمة ضمن الرؤية، والتي من شأنها أن تتحسن وتستقر مع مرور الوقت.
ما هي الآثار الجانبية للتخثير الضوئي بالليزر لعلاج اعتلال الشبكية السكري؟
من أجل تحقيق علاج فعال، لا بدّ من علاج المناطق المحيطية في شبكية العين حتى تتراجع التغيرات غير الطبيعية وتستقر الرؤية. ولكن تتواجد ضمن الشبكية المحيطية خلايا مهمة للرؤية المحيطية والليلية. لذلك قد تلاحظ حدوث تراجع في رؤيتك الليلية، وقد تشعر بتغيرات في مجال الرؤية المحيطية، الأمر الذي غالباً ما يستقر مع مرور الوقت فضلاً عن تكيّفك معه بسرعة. ومع ذلك، تحدث هذه الآثار الجانبية بشكل شائع لدى المرضى الذين أجروا علاجات متعددة بالليزر لاعتلال الشبكية السكري.
وفي بعض الأحيان، إذا كنت تعاني مسبقاً من اعتلال البقعة السكري أو التسرب أو التورم في الرؤية المركزية، فيمكن أن يؤدي علاج الشبكية بالليزر إلى تفاقم هذه التغيرات مما ينتج عنه عدم وضوح الرؤية. غالباً ما تتراجع هذه الحالة بشكل ذاتي وتزول من تلقاء نفسها، ولكن يلزم أحياناً إجراء الحقن داخل الجسم الزجاجي للعين لتقليل التسرب واستعادة رؤيتك.
يرجى أن تتذكّر
لا يمكننا أن نضمن دائماً أن تتراجع التغيرات الناجمة عن مرض السكري وأن تستقر بعد إجراء عملية علاج واحدة بالليزر، فغالباً ما يحتاج المرضى إلى إجراء عدة عمليات ليزر لتحقيق هذا الهدف. كما قد تحتاج حالة العين لدى المريض إلى حقن داخل الجسم الزجاجي مع إجراء ليزر للشبكية للحصول على أفضل النتائج في الرؤية.