الزّرَق (الجلوكوما): لماذا يعدّ التشخيص المبكر مهماً؟ وما هي العلاجات المتاحة للحفاظ على نوعية حياة جيدة؟

الرئيسية / مدونة / الزّرَق (الجلوكوما): لماذا يعدّ التشخيص المبكر مهماً؟ وما هي العلاجات المتاحة للحفاظ على نوعية حياة جيدة؟

 

هذا المدونة من د. سلمان  واقر، استشاري في جراحة العيون،  أخصائي جراحة الجلوكوما و الكتاراكت (إعتم عدسة العين)

الزّرَق (الجلوكوما) هو مصطلح يُستخدم لوصف مجموعة من الحالات التي يرتفع فيها ضغط العين، مما يؤدي إلى تلف العصب البصري (العصب الذي يربط العين بالدماغ). ويمكن لذلك أن يؤدي إلى حدوث ضرر دائم في مجال الرؤية، ويمكنه في الحالات الشديدة أن يسبّب الرؤية النفَقية والعمى. وحتى في الحالات الأقل شدة، يمكن للزّرَق أن يؤثر على استقلالية الحياة وقد يؤثر على القدرة على القيادة أيضاً.

الوقاية هي الأساس. يمكن الكشف المبكر عن الحالة من خلال فحوصات العين المنتظمة عند أخصائي العيون، وخاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي من الإصابة بالزّرَق.

لحسن الحظ، هناك الآن العديد من الاختبارات عالية الدقة التي يمكنها تشخيص الحالة بشكل جيد قبل أن تسبّب حدوث أي ضرر يمكن الإحساس به في الرؤية، وتشمل اختبارات مجال الرؤية والتصوير المقطعي للترابط البصري، والتي يتم إجراؤها في العيادة دون أي إزعاج ولا تستغرق سوى بضع دقائق فقط.

بمجرد تأكيد التشخيص، فإن الإجراء الأساسي هو خفض ضغط العين والحفاظ على الرؤية. أثناء البحث عن مركز للعناية بالعيون وعن طبيب أخصائي في علاج الزّرَق، من الأفضل البحث عن مكان يمكنه تقديم خيارات العلاج الشاملة الموضحة أدناه وعن طبيب استشاري لديه خبرة في علاج الزّرَق، وذلك للحصول على ارتياح طويل الأمد وضمان راحة البال.

العلاج

  • قطرات العين: هناك مجموعة متنوعة من قطرات العين التي يمكن استخدامها لخفض ضغط العين. عادةً ما يتم تطبيقها مرة أو مرتين في اليوم ولكن يجب المواظبة عليها بشكل منتظم مدى الحياة.
  • الليزر:
  • قطع التربيق بالليزر الانتقائي: يعدّهذا العلاج الليزري بسيطاً وغير مؤلم ولا يستغرق إجراؤه سوى بضع دقائق فقط ويمكنك العودة إلى المنزل في نفس اليوم. يمكن إجراؤه إما كإجراء مكمّل لقطرات العين أو للاستعاضة عنها بشكل كامل. أثناء الاستشارة، سيناقشك طبيبك الاستشاري بشأن الآلية التي يمكن لهذا الإجراء أن يساعدك من خلالها.
    • قطع القزحية المحيطي بالليزر: في إحدى الحالات الخاصة من الزّرَق (الزّرَق ضيق الزاوية)، يتم إنشاء قناة صغيرة جداً في القزحية (الجزء الملون من العين) باستخدام ليزر خاص. يمكن لذلك أن يفيد في خفض الضغط بالإضافة إلى الوقاية من النوبات المستقبلية للضغط المرتفع جداً (تُدعى هذه الحالة بالزّرَق الحادّ مغلق الزاوية).
    • العلاج بليزر السايكلوديود: إذا لم يتم ضبط ضغط العين على الرغم من بذل أقصى الجهود مع جميع خيارات العلاج الأخرى، فيمكن إجراء هذا العلاج الليزري لإيقاف إنتاج السوائل في العين (يتم ذلك بواسطة أحد أجزاء العين يسمّى الجسم الهدبي).
  • الجراحة: لقد خضعنا لتدريبات على أحدث التقنيات الجراحية لعلاج الزّرَق، والتي تشمل ما يلي:
    • جراحة الساد: عند بعض الأشخاص، يمكن أن تؤدي مجرد إزالة حالة الساد المتطورة إلى تحسين الرؤية وكذلك إلى خفض ضغط العين أيضاً.
    • جراحة الساد مع زرع دعامة آي ستنت إنجكت (iStent inject): أثناء جراحة الساد، يمكن زرع دعامة صغيرة جداً مصنوعة من التيتانيوم في العين مما يساعد على تصريف السوائل من العين وبالتالي خفض الضغط. ويعدّ هذا الإجراء جزءاً من نوع جديد ومثير من الجراحة يسمى جراحة الزّرَق بالحدّ الأدنى من التدخّل الجراحي.
    • جراحة الساد مع حلّ التصاق القزحية الزاوي: في بعض الأحيان، لا يمكن وضع دعامة آي ستنت بأمان لأن زاوية التصريف في العين تكون ضيقة. في مثل هذه الحالات، يمكن فتح منطقة التصريف بتقنية تعرف باسم حلّ التصاق القزحية الزاوي.
    • قطع التربيق مع مضادات الاستقلاب: يتضمن هذا الإجراء إنشاء شريحة على سطح العين للسماح للسائل بالخروج. ويتم استخدام دواء خاص مضاد للتندّب لضمان النجاح.
    • أجهزة التحويلات المائية: تتكوّن هذه الأجهزة من صفيحة أساسية طرية متصلة بأنبوب بلاستيكي. يتم إدخال الأنبوب في العين بينما يتم تثبيت الصفيحة على سطح العين لتصريف السوائل. لا يتم اللجوء إلى إجراء قطع التربيق أو أجهزة التحويلات المائية إلا في الحالات التي لا تستجيب للعلاجات المناسبة الأخرى المذكورة أعلاه.

يعدّ الكشف المبكر عن الزّرَق وعلاجه الفوري أمراً ضرورياً للحفاظ على الرؤية. ويمكن لوجود نظام دعم مستمر وقوي من حولك أن يُحدث فرقاً كبيراً في التمتّع بحياة هنيّة على الرغم من الإصابة بالزّرَق.

عليك اختيار مركز وطبيب يأخذان بالاعتبار العلاجات الفردية التي تناسب احتياجاتك الشخصية. من شأن ذلك أن يساعدك أنت وعائلتك على فهم الحالة وتدبيرها مع الحفاظ على نوعية حياة جيدة.