بمرض الجلوكوما 2015 (والذي يقام من 8 ولغاية 14 مارس تحت شعار “التغلب على الجلوكوما المتسللة”)، يدعو خبير الجلوكوما لدى مستشفى مورفيلدز دبي للعيون إلى مواصلة وتعزيز الوعي بمخاطر هذا المرض وتسليط الضوء على الحاجة إلى الفحص الدوري لكبار السن من مواطني دولة الإمارات والمقيمين فيها لتجنب فقدان البصر الناجم عن الجلوكوما. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض الجلوكوما أو المياه الزرقاء في العين يصيب نحو 60 مليون شخص حول العالم.
ويعتبر مرض الجلوكوما ثاني أبرز أسباب الإصابة بالعمى وفقدان البصر عالمياً، كما أنه المسبب الرئيسي لمشاكل فقدان البصر غير القابلة للتصحيح. ومع ذلك فإن بالإمكان علاج المرض وتجنب الإصابة بالعمى عن طريق التشخيص المبكر. وعلى الرغم من أن المرض قد يصيب الأطفال والبالغين في عمر مبكر إلا أن خطر الإصابة يتركز في فئات متوسطي وكبار السن (مع تزايد احتمالية الإصابة بعد عمر 40 سنة) ومرضى السكري الذي لم يتم التحكم به، والأفراد الذين لهم تاريخ عائلي للإصابة بالجلوكوما.
ويسلط مستشفى مورفيلدز دبي للعيون (مورفيلدز) الضوء على أهمية التوعية بالجلوكوما، والتشديد على الحاجة إلى الكشف المبكر عن هذا المرض. ومن أهم الرسائل التي يوجهها مستشفى مورفيلدز للمجتمع ضرورة الفحص للكشف عن المرض ثم الالتزام بنظام العلاج في حال الإصابة به.
ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن عدد الأشخاص فاقدي البصر نتيجة الإصابة بالجلوكوما من النوع الأولي يقدر بـ4.5 مليون شخص، أي ما يمثل نحو 12% من مجموع المصابين بفقدان البصر عالمياً. أما أبرز عوامل الخطورة المرتبطة بظهور المرض هي السن والاستعداد الوراثي. حيث ترتفع نسبة الخطورة للإصابة ببعض أنواع الجلوكوما مع زيادة العمر، كما أن تفاقم المرض أكثر حدوثاً لدى المرضى من أصول إفريقية.
ويطلق على الجلوكوما اسم “سارق البصر المتسلل” بسبب عدم ظهور أعراض له، كما أن فقدان البصر بمجرد حدوثه يكون دائماً. وقد يفقد الشخص حتى 40% من قدرته على الرؤية دون أن يلاحظ. ووفقاً لمؤسسة أبحاث الجلوكوما، فإن هناك نحو 2.7 مليون شخص في الولايات المتحدة ممن يزيد عمرهم على 40 سنة مصابين بالجلوكوما. ويقدر الخبراء أن نحو نصف هؤلاء الأشخاص لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض. كما يتوقع المعهد الوطني للعيون أن يرتفع هذا العدد إلى 4.2 مليون شخص بحلول عام 2030، أي ما يمثل زيادة بنسبة 58%.
هل هناك أعراض للإصابة بالمرض؟
يقول د. محمد صهيب مصطفى، مستشار جراحة الجلوكوما لدى مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، في حديث له على هامش ندوة حول الجلوكوما في دبي استعرض خلالها أحدث التطورات في جراحة الجلوكوما: “من سوء الحظ أن الكثير من الأشخاص المصابين بالجلوكوما لا يدركون أنهم مصابون حتى يتطور المرض إلى حد كبير ويفقد الشخص نسبة كبيرة من قدرته على الإبصار بشكل دائم. وليس للجلوكوما أعراض في مراحله المبكرة، كما أن الشخص قد يفقد حتى 40% من قدرة الإبصار قبل أن يلاحظ وجود مشكلة. ولهذا السبب فإننا ندعو المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة – وخاصة من يتجاوز عمرهم 40 عاماً – إلى الخضوع لفحص دوري كل عام. فهذا الأمر قد يحميهم من فقدان البصر. إن معدل أعمار السكان منخفض نسبياً في دولة الإمارات، إلا أن ارتفاع نسب الإصابة بمرض السكري إذا ترافق مع تقدم عمر السكان يعني ارتفاع مخاطر الإصابة بالجلوكوما”.
ويمثل مرض الجلوكوما مجموعة من أمراض العين التي تسبب تلفاً متزايداً في الأعصاب البصرية. وفي حال ترك المرض دون علاج فإن معظم أنواع الجلوكوما تؤدي إلى تزايد التلف البصري وبالتالي الإصابة بالعمى (دون أي تنبيه أو أعراض واضحة يلاحظها المريض). وبمجرد فقدان البصر فإن هذا الضرر يكون دائماً، وهذا هو السبب في تسمية المرض باسم “مرض العمى الصامت” أو “سارق البصر المتسلل”.
هل هناك علاج للمرض ؟
ليس هناك علاج بسيط لمرض الجلوكوما حتى الآن، إلا أن من الممكن علاجه للوقاية من فقدان البصر عن طريق التشخيص المبكر وتقبل العلاج. ومن الممكن أن يساعد العلاج بواسطة قطرات العين أو الجراحة (التقليدية أو جراحة الليزر) في وقف تقدم المرض أو إبطائه مما يمنع فقدان نسبة أكبر من قدرة الإبصار. وتهدف الأبحاث والدراسات حالياً إلى الكشف عن آليات ارتفاع الضغط داخل العين إلى مستويات غير ملائمة، وآليات تلف الأعصاب ودور الجينات في هذا المجال. ويلعب الكشف المبكر دوراً أساسياً في الحد من تأثر قدرة الإبصار ومنع تطور المرض إلى مراحل شديدة من الإعاقة البصرية أو العمى. ومن الممكن لخبير في العناية بالعينين الكشف عن الإصابة بالجلوكوما في المراحل المبكرة للمرض.
الفحص
تتضمن فحوصات الجلوكوما فحصاً إلزامياً لمستوى ضغط العين، وتقييم العصب البصري في مؤخرة العين من قبل طبيب متخصص، وإجراء اختبار لمجال البصر في حال وجود اختلافات عن نتائج الفحوصات السابقة. جميع فحوصات الجلوكوما غير مؤلمة أبداً كما أن من السهل تقييم المرض عند إجراء الفحوصات في مستشفيات وعيادات العيون المتخصصة. ويجب إجراء هذا الفحص مرة كل 12 شهراً، كما يمكن أن يتم التقاط صورة للعصب البصري عند الحاجة أيضاً.
ويضيف د. محمد صهيب مصطفى: ” يظهر مرض الجلوكوما في معظم الحالات خلال العقد الرابع من العمر، وتتزايد احتمالية الإصابة مع تقدم العمر. ولم تظهر الدراسات فرقاً واضحاً بين احتمالات الإصابة بالجلوكوما بين الذكور والإناث. ومن عوامل المخاطر الأخرى التي تزيد احتمالية الإصابة بالمرض العامل الوراثي وتاريخ العائلة المرضي، وبعض المشاكل الصحية الأخرى مثل مرض السكري الذي لا تتم السيطرة عليه، وهو مرض شائع جداً في دولة الإمارات. هناك تنوع واسع في حالات الإصابة بالجلوكوما تتراوح بين مرضى تم الكشف عن إصابتهم في مراحل مبكرة ويلتزمون بالعلاج، وصولاً إلى مرضى يعانون من حالة متطورة من الجلوكوما ولكن لا يلتزمون بالعلاج أو، كما وضحنا سابقاً، لا يدركون أنهم مصابون به أصلاً”.