خبراء طب العيون ينصحون أهالي المواليد الخدّج بإجراء فحص لعيون المواليد قبل مغادرة المستشفى مما يساعد في تفادي الإصابة بحالة مرضية قد تسبب بفقدان البصر
29 مايو 2016 (دبي، الإمارات العربية المتحدة): ركّز مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، أول فرع خارج المملكة المتحدة لمستشفى مورفيلدز لندن للعيون الشهير، على المواليد الخدّج باعتبارهم من أكثر الفئات عرضة لمشاكل الإبصار في المنطقة، نظراً لارتفاع احتمالية إصابتهم بمشكلة اعتلال الشبكية لدى الخدّج؛ وهي حالة مرضية قد تتسبب بفقدان البصر والعمى لدى الأطفال المولودين قبل الأوان، وهي أحد أبرز أسباب فقدان البصر خلال مرحلة الطفولة.
وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، فإن بعض دول المنطقة (ومنها المملكة العربية السعودية والكويت) تسجل معدلات عالية للولادة المبكرة. وعلى مستوى دول العالم يقدر عدد المواليد الخدّج (المولودين قبل إتمام 37 أسبوعاً من الحمل) بحوالي 15 مليون مولود سنوياً، و هذا العدد في ازدياد. و في 184 دولة حول العالم يتراوح معدل الولادات المبكرة بين 5% إلى 18% من إجمالي عدد المواليد.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن المواليد الخدّج أكثر عرضة من غيرهم لمخاطر المرض والإعاقة والوفاة. وعادة ما تكون شدة اعتلال الشبكية لدى الخدّج أكثر لدى المواليد المولودين قبل أوانهم بفترة أكبر و في حال إعطاء المولود مستويات عالية من الأكسجين. و في حال عدم تشخيص المشكلة وعلاجها فإنها قد تؤدي إلى الإصابة بالإعاقة البصرية أو العمى.
ومع تزايد عدد المواليد في منطقة الشرق الأوسط وتحسن معايير الرعاية بصحة حديثي الولادة، فإن مزيداً من المواليد الجدد معرضون لخطر الإصابة باعتلال الشبكية لدى الخدّج. وكان مستشفى مورفيلدز دبي للعيون قد نظم ندوة طبية دولية في المنطقة حول مشكلة اعتلال الشبكية لدى الخدّج، نادى خلالها بأهمية الفحص المبكر عن طريق إجراء فحص للعيون لجميع الأطفال الخدّج بهدف الكشف عن وجود هذه الحالة قبل مغادرة المواليد للمستشفى.
وفي هذا الصدد قال د. محمد عرفان خان، استشاري طب العيون وأخصائي طب عيون الأطفال وعلاج الحّوَل وإعتام عدسة العين في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون: “يشهد مجال الرعاية الصحية لحديثي الولادة تطوراً في المنطقة، وكنتيجة لذلك فقد ارتفع عدد المواليد الخدّج وبالتالي ارتفعت احتمالية مضاعفات الولادة المبكرة بما فيها اعتلال الشبكية لدى الخدج، وهي مشكلة تمثّل تهديداً جدياً لصحة الإبصار. ونظراً لإمكانية تجنب الإعاقة البصرية الناتجة عن اعتلال الشبكية في هذه الفئة، فإن الفحص المبكر والعلاج الفوري هي عوامل أساسية في التعامل بنجاح مع هذه المشكلة”.
من جانبها قالت د. داراكشاندا خورام، استشارية طب عيون الأطفال لدى مستشفى مورفيلدز دبي للعيون: “ينبغي على الأهل الانتباه إلى أهمية الفحص المبكر للعيون لتفادي الإصابة باعتلال الشبكية، ونحن ننصح أهل المواليد الخدّج بطلب إجراء فحص للعيون قبل خروج المولود من المستشفى. كما يحتاج هؤلاء المواليد إلى إجراء فحوص نظر دورية حتى بعد خروجهم من المستشفى، حيث أنهم من الفئة المعرضة بدرجة كبيرة إلى الإصابة بمشاكل وتشوهات بصرية”.
يذكر أن فترة الحمل التامة يكون فيها عمر الجنين بين 38 و42 أسبوعاً. ويصيب اعتلال الشبكية لدى الخدج بشكل رئيسي الأطفال المولودين قبل الأوان والذين يكون وزنهم حوالي 1.5 كيلوغرام أو أقل ممن يولدون قبل إتمام 31 أسبوع من عمر الحمل. وكلما كان وزن الطفل وحجمه أقل عند الولادة كلما زادت احتمالية إصابته باعتلال الشبكية لدى الخدّج، والذي غالباً ما يصيب كلا العينين وقد يؤدي إذا كان شديداً إلى إعاقة بصرية أو فقدان للبصر طوال العمر.
ومن جهة أخرى فإن المواليد المصابين باعتلال الشبكة لدى الخدج معرضون بنسبة أكبر للإصابة بمشاكل عيون أخرى في فترات لاحقة من حياتهم، مثل انفصال الشبكية وقصر النظر والحَوَل ومشكلة العين الكسولة والجلوكوما. إلا أن بالإمكان علاج الكثير من هذه المشاكل أو التحكم بأعراضها.