سبتمبر 02, 2018

Back to School 2018

2 سبتمبر 2018 (دبي – الإمارات العربية المتحدة): يعاني نحو ربع الأطفال بعمر المدرسة من إحدى مشاكل النظر، كما أن هناك زيادة في أعداد الأطفال والشباب الذين يستخدمون النظارات الطبية والعدسات اللاصقة. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النظر يفقدون التركيز على المهام المطلوبة منهم مما قد يؤثر على أدائهم وتطورهم الأكاديمي، نتيجة لذلك. وفيما يستعد الأطفال (والأهل) في أنحاء المنطقة لعام دراسي جديد، فإن هذا هو الوقت الأمثل لفحص النظر – الذي يمثل عاملًا أساسيًا للأداء المدرسي.
ومع قرب موعد العودة إلى مقاعد الدراسة لها العام، يلقي عدد من خبراء طب العيون في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون الضوء على أهمية صحة الإبصار، بغض النظر عن المرحلة الدراسية التي بلغها الطفل. وبدءًا من مرحلة رياض الأطفال وصولًا إلى الصف الثاني عشر، فإن هذا الوقت من العام هو الوقت الأمثل للتحقق من استعدادهم لعام من التعلّم والدراسة – وهي خطوة هامة على وجه الخصوص بالنسبة للأطفال الأصغر عمرًا (8 سنوات أو أقل) إذا أنها فرصة فريدة تتيح تصحيح عيوب النظر قبل عمر 8 سنوات،
وبحسب د. داراكشاندا خورام، استشارية طب عيون الأطفال في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، فإن نحو ربع الأطفال بعمر المدرسة يعانون من إحدى مشاكل البصر وبدرجة ما، مثل قصر النظر واللابؤرية وإعتام عدسة العين وعمى الألوان والعين الكسولة، أو مشاكل العين الوراثية. وتبدأ العديد من هذه المشاكل قبل مرحلة دخول المدرسة بفترة طويلة دون اكتشافها، ما يشير لأهمية فحص العيون في عمر مبكر في إطار جهود الوقاية والكشف والتشخيص والعلاج.
وتنصح د. خورام بالخطوات الثلاثة التالية لضمان صحة العيون في العام الدراسي الجديد:
1. إدارة فترات مشاهدة واستخدام الأطفال للشاشات
قد تساعد الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية الأطفال على تطوير التنسيق اليدوي والبصري لديهم، وعلى تحفيز الخلايا العصبية في الدماغ. ومن جهة أخرى، فإن هذه الأجهزة مزودة بشاشات ساطعة مما قد يسبب آثار جانبية منها جفاف العيون وتوتر العيون، تشوش الرؤية، والصعوبات في التركيز، والصداع. فالأطفال يحدثون في شاشاتهم لفترات مطوّلة أثناء اللعب دون أن تطرف جفونهم أو تغلق، مما يعني أن الإفرازات الدمعية لا تتوزع في أنحاء العين مما يسبب جفافها. ويتوجب على الأهل تحديد زمن استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية بحيث لا يتجاوز 20 دقيقة لكل مرة، وذلك لحماية عيون الأطفال وصحة أبصارهم.
2. اللعب في الخارج مفيد جدًا للأطفال – ولصحة عيونهم
تشير نتائج دراسة أجريت مؤخرًا في كندا أن الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول في اللعب بالخارج يقللون من فرص إصابتهم بقصر النظر. ويبدو أن مشكلة قصر النظر باتت تتطور لدى الأطفال بأعمار أقل، من 6 إلى 7 سنوات، بدلًا من 12-13 سنة كما كان الحال سابقًا، وذلك لكونهم يحدقون لفترات طويلة بأجسام قريبة منهم. وتشير الدراسة الكندية المذكورة أعلاه أن كل ساعة إضافية يقضيها الطفل خارجًا في الأسبوع الواحد تساهم في خفض احتمال إصابته بقصر النظر بنسبة 14% – وقد يكون ذلك نتيجة الإضاءة الأفضل في الخارج، بالإضافة إلى وجود مزيد من التفاصيل التي تراها العين مما يساعدها على بذل جهد أكبر.
3. فحص عيون الأطفال بشكل دوري ومبكر
يمكن تصحيح غالبية مشاكل ضعف النظر بسهولة في حال اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب. حيث أن تطور قدرة الإبصار  لدى الأطفال لا يكتمل إلا بعمر 9 سنوات. وفي حال تم تشخيص مشاكل العيون مثل الحول (amblyopia) أو العين الكسولة (والتي قد تؤدي إلى فقدان البصر الدائم) في مرحلة مبكرة، فإن فرص العلاج الناجح والتعافي التام تكون أفضل. ويعد فحص العيون المبكر في غاية الأهمية، وينبغي فحص عيون الأطفال بعمر 3 أو 4 سنوات. كما يجب على دور حضانة الأطفال توفير فحص لعيون الأطفال وإعلام الأهل في حال الشك بوجود أي مشاكل.
وفي هذا الصدد تقول د. داراكشاندا خورام، استشارية طب عيون الأطفال في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون: “من المهم جدًا فحص عيون الأطفال بشكل دوري – فهذه الفحوصات سريعة وبسيطة كما لا تسبب أي ألم، وتساهم في الوقاية من العديد من المشاكل الخطيرة المرتبطة بالنظر في مرحلة الطفولة المتأخرة أو مرحلة البلوغ. ويمكن لهذه الفحوصات الكشف عن مشاكل قد تكون عائقًا أمام تطور الطفل وأدائه المدرسي. وقد يفاجئنا كم من الأطفال الذين كانوا يعتبرون “مشاغبين” في المدرسة كانت كل مشاكلهم عبارة عن مشاكل نظر بسيطة تسبب تشتت انتباههم وتركيزهم في الصف. وعلى الأهل الحرص على تحديد وقت استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية، وتشجيعهم على قضاء وقت أطول في الخارج قدر الإمكان، بالإضافة إلى الحرص على إجراء فحوصات دورية لعيون الأطفال”.