ما هي الأمور التي يمكنك من خلالها الاستدلال بها على صحتك من عينيك؟
سألني الطبيب أثناء قيامه بفحص عينيّ: “هل تعاني من مشاكل في النوم؟” أجبته مندهشاً: “أجل، أعاني منها. كيف تمكّنت من معرفة ذلك؟”
على الرغم من أنني نمت بشكل جيد الليلة الماضية وكانت عينيّ صافية وبياضها بلون أبيض رائق، إلا أنني شعرت ببعض الانزعاج في عيني اليمنى على شكل إحساس واخز بعد الاستيقاظ مباشرة.
أجاب الطبيب: “لقد عرفت ذلك لأن لديك بعض التآكلات النقطية الدقيقة جداً على سطح الجزء السفلي من القرنية. يشير هذا النمط إلى أن جفونك ربما تكون مفتوحة أثناء نومك، وبالتالي يتعرّض سطح عينيك للبيئة والجفاف”.
ثم أمسك الطبيب رموشى وسحبها قليلاً، وقال: “إن جفونك العلوية مرنة ورخوة، ويمكنها أن تنفتح بسهولة أثناء نومك، مما يؤدي إلى جفاف سطح العين. وهذا هو السبب في شعورك بالإحساس الواخز في عينيك بعد الاستيقاظ مباشرة. ويؤدي الإغلاق الطبيعي للجفون خلال اليوم إلى جعل الدموع الطبيعية تغطي سطح العينين، مما يقلل من الانزعاج. ومع ذلك، لا بدّ من البدء بخطة علاجية للمساعدة في علاج هذه الحالة”.
كان الطبيب يعرف جيداً العلاقة بين انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم ومتلازمة ارتخاء الجفن وملف هذا المريض الذكر الذي يعاني من زيادة الوزن ويبلغ منتصف العمر. ولم يشتمل العلاج الموصى به على مواد لتزليق العين فحسب، ولكن تضمن أيضاً إحالة المريض إلى أخصائي في أمراض الرئة لديه خبرة في انقطاع التنفس أثناء النوم وإلى جرّاح متخصص بترميم العيون.
هذا مجرد مثال على الارتباط بين أمراض العين والمشاكل الأخرى في أي جزء من جسمك. توجد بعض هذه الارتباطات التقليدية مع مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. إذ يمكن لطبيب العيون معرفة مدى مستوى ضبط السكر أو ضغط الدم من خلال النظر إلى داخل العين فقط، من خلال تلك الفتحة الصغيرة التي تسمى البؤبؤ. وفي الواقع، يجب على كل شخص مصاب بالسكري إجراء فحوصات منتظمة للعين مع توسيع البؤبؤ لتقييم صحة الشبكية.
وبنفس الطريقة يمكن أن تترافق حكة العيون واحمرارها مع حدوث بعض الأمراض الجلدية، مثل التهاب الجلد التأتبي أو الوردية.
ويكون الأشخاص الذين يعانون من الكثير من التوتر أو اضطرابات النوم مثل الأرق أو السلوك من النمط A (والذي تكون فيه الشخصية هجومية وتنافسية) هم أكثر عرضة للإصابة بمرض عيني يسمى اعتلال المشيمية والشبكية المصلي المركزي (CSC)، والذي يمكنه أن يُضعف رؤيتك بشكل كبير. وبالتالي، لن يقوم طبيب العيون بإعطائك النصيحة المناسبة لعينيك فحسب، بل سيحيلك أيضاً إلى أخصائي في النوم أو إلى طبيب نفسي، من أجل تقييم المشكلة بطريقة شاملة.
بعض الأمثلة على الارتباطات الشائعة:
يمكن أن تطول القائمة، ولكن الخلاصة هي أنه لا بدّ من زيارة طبيب العيون بانتظام لأنه أكثر بكثير من مجرد طبيب للعيون!