مدونة هذا الأسبوع حول الأجسام الطافية وومضات الضوء من د. عمّار صفر، المدير الطبي، استشاري طب العيون، أخصائي جراحة الشبكية و الجسم الزجاجي.
يصف البعض رؤية أجسام صغيرة ذات أشكال وأحجام متفاوتة تطفو بين حين لآخر أمام أعينهم. تسمى هذه الأجسام بالأجسام الطافية أو العائمة (floaters) لأنها تبدو كما لو كانت تطفو في الهواء حيثما وجهت نظرك. الواقع أنها عبارة عن ألياف صغيرة في جسم العين الزجاجي، وهو المادة الشبيهة بالهلام التي تملأ العين أمام الشبكية. ومن الشائع جدًا رؤية هذه الأجسام الطافية من وقت لآخر، كما أنها غالبًا ما تظهر لدى الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر.
وتكون رؤية الأجسام الطافية عادةً عند النظر إلى خلفية مضيئة، مثل شاشة كمبيوتر أو سماء زرقاء أو إلى البحر. وعادةً لا يزداد عدد الأجسام الطافية مع الوقت، وإن حصل ذلك فإن هذا الأمر يحصل بتدرج بطيء جدًا على مدار سنوات عديدة. والعلاج الفعّال الوحيد لهذه الحالة هو إزالة الجسم الزجاجي للعين بواسطة الجراحة. إلا أن الأمر نادرًا ما يتطلب هذا الإجراء حيث أن الأجسام الطافية حميدة ونادرًا ما تسبب أي تراجع جوهري في قدرة الإبصار. كل ما في الأمر أنها ظاهرة مزعجة ليس إلا.
ولا يوجد علاج كقطرات العيون أو الأدوية للتخلص من الأجسام الطافية. في حال زيادة عدد الأجسام الطافية بشكل مفاجئ (5-10 أجسام جديدة أو أكثر)، أو في حال ظهور ومضات من الضوء مرافقة للأجسام الطافية، فإن من الضروري استشارة طبيب العيون لفحص الشبكية والتحقق من عدم وجود ثقوب أو تمزقات فيها.
هل يؤدي مرض السكري إلى مشاكل في الرؤية؟
مدونة هذا الأسبوع عن مرض السكري من الدكتور إيغور كوزاك دكتور في الطبّ، PhD، MAS
استشاري طبّ العيون، اختصاصي جراحة الشبكية الزجاجية، وأمراض الشبكيّة والتهاب العنبيّة
يعدّ مرض السكري الآن أحد أكثر الأوبئة انتشاراً حول العالم. وعلى الرغم من أنه مصطلح شائع بين الأفراد، إلا أن معظم الناس لا يدركون بالضبط ما تعنيه الإصابة بمرض السكري. إذ لا يستطيع الجسم المصاب بالسكري استخدام الطاقة الناجمة عن تناول الطعام بشكل صحيح – وخاصة الكربوهيدرات – مما يؤثر على مختلف الأعضاء ووظائفها.
ومع ذلك، فإن ما يعرفه الناس بشكل أقلّ حتى عن مرض السكري هو أنه إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب، فإن العينين والوظائف البصرية يمكن أن تتضرّر بشدّة، ويمكن أن يؤدي السكري إلى العديد من الأمراض المرتبطة بالرؤية.
اعتلال الشبكية السكري
تكون العلامات الأولية لاعتلال الشبكية السكري ضئيلة. وفي حين أن الأبحاث الحديثة يمكنها اكتشافها، إلا أنها عادة ما تتطور دون أعراض يمكن ملاحظتها. ويُذكر أن شبكية العين هي البنية الموجودة في مؤخرة العين حيث تتم معالجة الضوء ونقل الصورة إلى الدماغ. ويبدأ الاعتلال على شكل بقع نزفية صغيرة في شبكية العين، والتي تتطور إلى نزيف بحجم أكبر أو تورم في الأنسجة أو تقلص في الشبكية. ويمكن للسيطرة المبكرة على مرض السكري أن يقي من حدوث هذا الأمر.
الوذمة البقعية
تعدّ بقعة الشبكية مسؤولة عن الرؤية الحادة والمفصّلة. ويمكن أن يؤثر التورم الناجم عن مرض السكري على البقعة، مما يؤدي إلى انخفاض النشاط البصري. كما يمكن أن تتأذى أيضاً الخلايا المستقبلة للضوء المسؤولة عن تحويل الضوء إلى إشارات. ويشتمل العلاج الحديث للوذمة البقعية على الحقن العينية أو الليزر.
انفصال الشبكية الاجتذابي
يحدث انفصال الشبكية الاجتذابي بسبب تقلص شبكية العين. وهذا يؤدي إلى وجود أجزاء مظلمة أو بقع عمياء ضمن مجال الرؤية، بالإضافة إلى النزيف وتشكّل ثقوب في شبكية العين. يمكن معالجة هذا الانفصال فقط من خلال العمليات الجراحية والرعاية اللطيفة بعد الجراحة.
الساد
إن الساد هو إعتام في عدسة العين، مما يؤدي إلى انخفاض في جودة الرؤية. وتزداد سرعة حدوث الساد عند مرضى السكري.
يمثّل مرض السكري خطراً على صحة الإنسان ورؤيته. وهو يتطلب الرعاية والحذر الدائمين، وذلك لأن عواقب إهماله يمكن أن يؤدي إلى حدوث الكثير من الأضرار. ويبحث الخبراء عن حلول للعلاج والتشخيص المبكر من خلال تعزيز التعاون بين المتخصصين في مختلف المجالات بما فيها الطب الباطني وطب السكري والغدد الصماء وغيرها. وتعدّ الإحالات المبكرة من أطباء الأسرة والأطباء العامّين ذات أهمية قصوى. ولكن الأهم من كل ذلك هو أن توعية المريض ورغبته في تحسين صحته يجب تعزيزهما ضمن أنشطته ودوافعه لحمله على إجراء الفحوصات المبكرة والمنتظمة للعين
استشاري من مستشفى مورفيلدز دبي ينفذ عملية زراعة عدسة ثلاثية البؤرة لمريض لتحسين بصره
3 يوليو 2018 (دبي، الإمارات العربية المتحدة): تمكن أحد مرضى مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، وهو بريطاني الجنسية مقيم في دبي ويبلغ من العمر 59 عامًا، من التخلص من ثلاثة نظارات طبية كان يستخدمها، بعد خضوعه لعملية زراعة عدسة صناعية في المستشفى، بالإضافة إلى إزالة إعتام عدسة العين لضمان عدم تفاقم العلامات المبكرة للمشكلة والتي كان المريض يعاني منها. وقد تحسنت قدرة إبصار المريض في اليوم التالي للعملية حيث تمكن من الرؤية بوضوح وأصبحت قدرة الرؤية عن بعد لديه تتجاوز 20/20 في كلا العينين ودون الحاجة لاستخدام النظارات. وبحسب المستشفى، فإن العدسة ثلاثية البؤرة التي تمت زراعتها عادةً ما تحقق نتائج أفضل للرؤية وتصحيح البصر مقارنة بعمليات الليزك، وذلك بالنسبة للمرضى فوق سن 55 عامًا، والذين يرغبون بالتخلص من ارتداء النظارات الطبية.
كان المريض يستخدم في السابق ثلاث نظارات طبية لاحتياجات مختلفة (للرؤية القريبة ولشاشات الكمبيوتر وللرؤية البعيدة) وقد زار مستشفى مورفيلدز للحصول على استشارة طبية. تمّ تشخيص اصابته بطول النظر المرتبط بالشيخوخة (وهي حالة من فقدان القدرة على الرؤية القريبة نظرًا لتقدم السن) إضافة إلى ظهور العلامات المبكرة لإعتام عدسة العين (والتي تتمثل في ضبابية عدسة العين مما يؤدي إلى تراجع قدرة الإبصار) وذلك في كلا العينين.
وقد وضّح د. أسامة جليدي، استشاري طب العيون وأخصائي جراحة إعتام عدسة العين والقرنية وتصحيح البصر في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون، أن جراحة تصحيح البصر “الليزك” لن تحقق أفضل نتيجة في حالة المريض، نظرًا لكونه سيحتاج لاستخدام نظارات تحسن الرؤية للمسافات المتوسطة والقريبة. وأوصى د. أسامة باستبدال عدسة العين الطبيعية بأخرى صناعية ذات ثلاث بؤر للرؤية البعيدة والمتوسطة والقريبة. ويتم في هذه العملية استبدال عدسة العين الطبيعية (سواء كانت مصابة بإعتام عدسة العين أو لا) بعدسة صناعية لتصحيح الرؤية وزيادة تركيزها، ولتقليل أو عدم الحاجة لاستخدام النظارات الطبية.
وتعليقًا على العلاج قال المريض كولين تينانت: “لسنوات عديدة كنت أحتاج لاستخدام عدة نظارات مما أصبح سببًا للضيق والإزعاج بالنسبة لي. وعند زيارتي لمستشفى مورفيلدز وتشخيص إصابتي بطول النظر المرتبط بالشيخوخة بالإضافة إلى المرحلة المبكرة لإعتام عدسة العين، فقد بدا أن خيار زراعة عدسة العين الصناعية هو الحل الأمثل لعلاج حالتي وبالنسبة لعمري، مما منحني الميزة الإضافية المتمثلة في التخلص من النظارات التي كنت استخدمها. أجريت العملية ودخلت مرحلة التعافي الأولي خلال يوم واحد، حيث كان بإمكاني الرؤية بشكل جيد خلال وقت قصير – وبدون أي نظارات. وبالطبع فقد تم خلال هذه الجراحة إزالة إعتام عدسة العين لدي كليًا”.
وأضاف د. أسامة الجليدي: “قمنا بزراعة عدسة ذات ثلاث بؤر في كلا العينين، وقد حققت نتائج ممتازة وسريعة، حيث تمكن المريض من الرؤية في اليوم التالي للجراحة كما تحسنت الرؤية البعيدة لديه لتسجل درجة أعلى من 20/20 في كلا العينين – وبدون أي مضاعفات. كما أصبح بإمكانه القراءة واستخدام الكمبيوتر بدون نظارات. قد تمثل عملية استبدال عدسة العين بديلًا جيدًا ومرغوبًا عن عملية الليزك للمرضى فوق عمر 50 سنة والذين يرغبون بالتخلص من ارتداء النظارات”.