عدسات العين الصناعية (IOLs)

هذا المدونة من د. سلمان  واقر، استشاري في جراحة العيون،  أخصائي جراحة الجلوكوما و الكتاراكت (إعتم عدسة العين)


تتم زراعة عدسات العين الصناعية (IOLs) في عين المريض خلال جراحة إزالة إعتام عدسة العين. وخلال العملية التي تعرف بـ”استبدال العدسة البصرية”، يقوم الجراح باستبدال عدسة العين الطبيعية وزراعة هذه العدسة الطبية مكانها.
في فترة ما قبل ثمانينيات القرن الماضي وقبل بدء استخدام عدسات العين الصناعية، كان المصاب بإعتام عدسة العين يضطر بعد إجراء الجراحة وإزالة المشكلة إلى ارتداء نظارات طبية سميكة جدًا أو عدسات لاصقة من نوع خاص تتيح له الرؤية بشكل جيد بعد الجراحة. ولم يكن هناك بعد أي أجهزة طبية يمكن زراعتها في العين لتحل محل العدسة الطبيعية وتوفر نفس قوة التركيز.
واليوم يتوفر طيف متنوع واسع من عدسات العين الصناعية عالية الجودة. ويعتمد نوع العدسة الملائم لكل مريض على عدد من العوامل، منها طبيعة حياة المريض وأي احتياجات بصرية خاصة لديه. كما تتوفر عدسات صناعية متعددة البؤر ذات جودة فائقة توفر للمريض مواصفات متقدمة تتعدى ما توفره عدسات العين الصناعية أحادية البؤرة.
يساعدكم د. صهيب مصطفى على اختيار عدسة العين الملائمة لكم ولاحتياجاتكم، وذلك خلال مرحلة الفحوصات والاستشارات السابقة للجراحة.

العدسات الصناعية المستديرة (Toric IOLs)


من خيارات عدسات العين الصناعية المتوفرة نوع من العدسات تسمى العدسة المستديرة متعددة البؤر. وهي عدسات عالية الجودة تتيح تصحيح عدد من مشاكل الإبصار مثل قصر وطول النظر بالإضافة إلى اللابؤرية (astigmatism). ويعود ذلك لاحتواء هذه العدسات على قوى تركيز متعددة عبر مدى العدسة، بحيث يمكن للجراح محاذاة العدسة على القرنية خلال الجراحة وبالتالية تصحيح مشكلة اللابؤرية بدقة عالية.

العدسات الصناعية متعددة البؤر


العدسات متعددة البؤرة هي فئة أخرى من فئات العدسات الصناعية المستخدمة في تصحيح طول النظر المرتبط بالشيخوخة، حيث تقلل اعتماد المريض على النظارات الطبية لغايات القراءة أو استخدام الكمبيوتر، بعد جراحة إعتام عدسة العين.
وكما هو الحال في العدسات اللاصقة متعددة البؤرة، فإن هذه العدسات الصناعية الممتازة تعزز قوة التكبير في أجزاء مختلفة من العدسة لتوسيع مدى الرؤية بحيث يمكن للمريض رؤية الأجسام بوضوح من مختلف المسافات دون الحاجة لاستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن العدسات متعددة البؤر عادة ما تتيح للمريض رؤية أفضل على المسافات القريبة مقارنة بعدسات العين الصناعية، لكنها في المقابل عادة ما تسبب الوهج او تشوش الرؤية البعيدة بشكل بسيط.
يساعدكم د. صهيب مصطفى على اتخاذ القرار المناسب فيما لو كنتم مرشحين مناسبين لزراعة عدسة عين متعددة البؤر، وذلك خلال مرحلة الفحوصات والاستشارات السابقة للجراحة.

الرؤية الأحادية


عدسات الرؤية الأحادية بديل عن عدسات العين متعددة البؤر لتصحيح مشكلة طول النظر المرتبط بالشيخوخة، وهي لا تصنف ضمن عدسات العين الصناعية.
وهذه التقنية المستخدمة لتصحيح مشاكل الإبصار تمامًا في عين واحدة، مع تحويل العين الثانية إلى عين مصابة بدرجة طفيفة من قصر النظر. وفي هذه الحالة فإن العين السليمة تمامًا يمكنها رؤية الأجسام البعيدة بوضوح (مع الحاجة لارتداء النظارات الطبية حسب الحاجة لرؤية الأجسام القريبة) فيما ترى العين الأخرى المصابة بقصر النظر الأجسام القريبة بوضوح ودون الحاجة لنظارات (بينما ترى الأجسام البعيدة بوضوح أقل). ويتيح هذا الخيار للمريض ميزة التكيّف واستخدام العين السليمة للرؤية عن بعد والعين الأخرى للرؤية عن قرب.
إلا أن هذا الخيار لا يلائم الجميع. وفي حال اختياره فإن على المريض خوض تجربة عدسة لاصقة لتحفيز هذا الأسلوب المركب لتصحيح البصر (مع ملاحظة أن هذه التجربة لن تكون مثالية في حال كان يعاني من إعتام عدسة العين) مما يتيح للمريض تحديد ما إذا كان مرتاحًا لهذا الخيار قبل الخضوع للجراحة.

عيوب البصر الإنكسارية

مدونة هذا الأسبوع حول عيوب البصر الإنكسارية من د. أسامة الجليدي، استشاري طب و جراحة العيون، أخصائي جراحة إعتام عدسة العين والقرنية وتصحيح البصر

عيوب البصر الإنكسارية

في العين الطبيعية، يتركز الضوء (أو الصور التي نراها) على الشبكية، وتعتمد جودة ووضوح الصورة على مقدار التوازن بين طول العين، وقوة القرنية، وقوة عدسة العين – فأي تغيير في التوازن بين هذه العوامل الثلات سيؤدي إلى خطأ في انكسار الضوء مما يتطلب تصحيحه.

  • قصر النظر (Myopia): يكون تركز الصورة في العين التي تعاني من قصر النظر أمام الشبكية، وتكون الرؤية مشوشة خاصة عند النظر إلى أجسام بعيدة.
  • طول النظر (Hypermetropia/Hyperopia): يكون تركز الصورة في العين التي تعاني من طول النظر خلف الشبكية، وتكون الرؤية مشوشة خاصة عند النظر إلى أجسام قريبة.
  • اللابؤرية (Astigmatism): تحدث اللابؤرية عندما يتغير شكل القرنية لتصبح أشبه بكرة الرجبي منها بكرة القدم. وفي حال كانت درجة اللابؤرية عالية فإن الصور التي تصل إلى الشبكية تكون متمددة ومتغيرة نظرًا لتعدد نقاط التركيز فيها، وتكون الرؤية بالتالية مشوشة سواء عند النظر للأجسام البعيدة أو القريبة.
  • طول النظر المرتبط بالشيخوخة (Presbyopia): هذه الحالة تتمثل في صعوبات عند القراءة، خاصة للأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 40 سنة، وهي ظاهرة طبيعية تمامًا (كما لا يمكن تجنبها). ويحدث طول النظر المرتبط بالشيخوخة نظرًا لفقد العين قدرتها على التركيز تدريجيًا عند النظر إلى الأجسام القريبة، وذلك نتيجة لزيادة قساوة العدسة البلورية في العين. تبدأ هذه التطورات في سن 40-45 عام، وعادة ما تكتمل في سن 65 عام.

 /><br /><strong><strong>الشكل 1:</strong> مجسم للعين يظهر الأجزاء: القرنية (A)، القزحية والبؤبؤ (B)، العدسة البلورية (C)، الشبكية (D). وتظهر في الصورة أكثر عيوب البصر الانكسارية شيوعًا وهي قصر النظر (M) وطول النظر (H)، بالمقارنة مع العين الطبيعية (E) والتي تتشكل فيها الصورة على الشبكية نفسها.</p> <h4>جراحة تصحيح البصر</h4> <p>يمكن تصحيح غالبية عيوب البصر الإنكسارية (أو تحسين وضعها على الأقل) بواسطة جراحة تصحيح البصر. هذا المصطلح العام يضم جراحة تصحيح البصر بالليزر على القرنية، أو تصحيح البصر عن طريق زراعة العدسات داخل العين (Phakic IOL)، أو استبدال العدسة الطبيعية للعين (سواء أكانت صافية أو مصابة بإعتام/كتاراكت) بزراعة عدسة صناعية – عادة ما تكون متعددة البؤر بهدف تحسين الرؤية من المسافات البعيدة والمتوسطة والقريبة.</p> <h4>جراحة تصحيح البصر بالليزر</h4> <p>يمكن تغيير شكل القرنية لتصحيح عيب البصر الإنكساري. ففي حالة قصر النظر، يستخدم الجراح الليزر لإزالة قطعة دائرية من النسيج الوسطي للقرنية بهدف تسطيحها، مما يؤدي إلى تركيز الضوء (الصورة) على الشبكية.<br />في حال كانت درجة قصر النظر كبيرة أو كانت القرنية رقيقة جدًا، فإن الليزر قد لا يكون الخيار الآمن لتصحيح العيب الإنكساري نظرًا لكون النسيج المنزوع سيؤدي إلى إضعاف القرنية (مما يزيد احتمالية الإصابة بالقرنية المخروطية). في هذه الحالات يلجأ الجراح إلى إجراء زراعة عدسة (Phakic IOL) كعلاج بديل، بشرط ملاءمة عين المريض لإجراء هذه الجراحة.<br />لعلاج طول النظر، يستخدم الجراح الليزر لتغيير شكل وسط القرنية بحيث يزيد قوة تركيز العين.<br />أما لعلاج اللابؤرية، فإن الليزر يستخدم لإزالة نسيج القرنية بشكل بيضاوي لإعادة القرنية المتطاولة بشكل كرة الرجبي إلى شكلها المستدير المشابه لكرة القدم.</p> <h4>أنواع جراحة تصحيح البصر بالليزر:</h4> <p>يمكن تصنيف جراحات تصحيح البصر بالليزر إلى فئتين عامتين: جراحات الليزك (LASIK) وجراحات خدش سطح القرنية.<br />في عمليات الليزك يتم رفع جزء صغير من سطح القرنية ويتم توجيه الليزر لإعادة تشكيل السطح تحت هذا الجزء، أما في عملية خدش سطح القرنية فإن توجيه الليزر يتم مباشرة على سطح القرنية. يتعافى البصر بسرعة بعد عملية الليزك، ويمكن للمريض العودة إلى عمله وقيادة السيارة خلال يوم أو يومين. قد يشعر المريض بقدر بسيط من الانزعاج في عينه بعد عملية الليزك، ويدوم هذا الألم لبضع ساعات فقط بعد الجراحة.<br />في جراحة خدش سطح القرنية، تتم إزالة النسيج الطلائي
وتكون عمليات خدش سطح القرنية أكثر إزعاجاً للمريض من عمليات الليزك في أول يومين بعد الجراحة، كما أن تعافي الإبصار منها يكون أكثر بطءً وقد يستغرق حتى 5 أيام، إلا أنها الخيار الأمثل لعلاج القرنية الرقيقة وكذلك للمرضى الذين يعانون من جفاف العين، أو الذين يمارسون وظائف أو هوايات تجعل إجراء عملية الليزك أكثر خطورة.
كما قد يلجأ الطبيب إلى تقنية Trans-PRK وفيها يزال النسيج الطلائي تماماً بواسطة الليزر ولا يكاد الجراح يلمس العين. عادة ما تمتاز هذه التقنية بفترة تعافٍ أقصر وشعور أقل بالانزعاج لدى المريض مقارنة بالوسائل الأخرى لخدش سطح القرنية بالليزر (PRK وLASEK وEpi-LASIK).
جراحة زراعة العدسة (Phakic IOL)
صممت جراحة زراعة العدسات Phakic IOL للأشخاص الذين يعانون من قصر النظر بدرجة متقدمة لا يمكن معها إجراء عمليات تصحيح النظر بالليزر بشكل آمن. وعادة ما يشار إلى هذه الجراحة بأنها “عدسات لاصقة قابلة للزراعة” ويتم تثبيتها داخل العين أمام العدسة البلورية وخلف القزحية. تمتاز هذه الجراحة بكونها فعالة جدًا وآمنة وموثوقة للمرضى المؤهلين لإجرائها.

اعتلال الشبكية المتقدم المرتبط بمرض السكري

مدونة هذا الأسبوع حول اعتلال الشبكية المتقدم المرتبط بمرض السكري من د. عمّار صفر، المدير الطبي، استشاري طب العيون، أخصائي جراحة الشبكية و الجسم الزجاجي.

اعتلال الشبكية المتقدم المرتبط بمرض السكري

قد تؤدي الإصابة بمرض السكري وعدم السيطرة عليه (عن طريق النظام الغذائي أو الأدوية( إلى إصابة العين بآثار سلبية للغاية، ومن عدة جوانب.
ولعل أشد هذه التأثيرات تتعلق بشبكية العين، وهي الغشاء الحساس الذي يبطن داخل العين والمسؤول عن تشكيل الصور التي نراها. في هذه المدونة سأتناول بعض الأسئلة الشائعة والمهمة التي تراود العديد من الناس حول تأثير مرض السكري المتقدم على العين، والمعروف باعتلال الشبكية المتقدم المرتبط بمرض السكري.

هل يمكن أن يؤدي السكري إلى إصابتي بالعمى كليًا؟

نعم. فإهمال مرض السكري وعدم السيطرة عليه وإدارته قد يؤدي إلى فقدان قدرة الإبصار بشكل كامل عن طريق واحدة من هذه الآليات الثلاثة:

  • النزيف داخل العين، والتي قد تمتلئ كليًا بالدام بدلًا من السائل الصافي في الوضع السليم.
  • تراكم الأنسجة الليفية على الشبكية، مما يؤدي إلى جذبها وبالتالي انفصالها عن جدار العين، وهي حالة تسمى انفصال الشبكية الجذبي.
  • انهيار تام للأوعية الدموية الشبكية الطبيعية، مما يؤدي إلى موت الخلايا التي تولّد الرؤية نتيجة نقص الأكسجين والعناصر الغذائية (نقص التروية في الشبكية).

وقد تجتمع اثنتان من هذه الآليات، لكن الآلية الأخيرة تعتبر نادرة نسبيًا.

هل يمكن علاج فقدان الرؤية الناتج عن السكري المتقدم؟

نعم، هذا ممكن لحسن الحظ! فقد أدت التطورات التي شهدها حقل الطب خلال العقد الماضي إلى إنجازات هامة. ومن الممكن علاج أكثر من 92% من حالات فقدان البصر الحادة الناتجة عن تأثيرات مضاعفات السكري المتقدم على الشبكية، واستعادة البصر.
هناك إجراء جراحي يعرف باسم (قطع الجسم الزجاجي)، حيث يتم فيها إيقاف النزيف في العين و إزالة أي نسيج ليفي قد يؤدي إلى جذب الشبكية. ويتيح هذا الإجراء الجراحي استعادة البصر. يتم تنفيذ هذا الإجراء تحت التخدير الموضعي دون الحاجة لغرز جراحية ولا حاجة لإقامة المريض في المستشفى بعدها. ويجري حاليًا دراسة علاجات طبية جديدة قد توقف انهيار الأوعية الدموية في الشبكية، وقد توقف موت خلايا الشبكية.

مستويات سكر الدم عندي تحت السيطرة وبشكل جيد لكنني ما زلت أعاني من مشاكل في الشبكية. لماذا؟

مرض السكري مرض خبيث جدًا. فقد لا تظهر له أية أعرض لسنوات وربما لعشرات السنوات. ويكتشف الكثيرون أنهم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني خلال فحص دوري للدم أو الفحص الطبي المعتاد، دون معاناتهم من أي أعراض سابقًا.
ولسوء الحظ، فإن عدم السيطرة على مستويات السكر في الدم لسنوات يؤدي إلى التلف البطيء في أنسجة الجسم، بما في ذلك شبكية العين. وتظهر المشاكل والمضاعفات بعد سنوات عديدة من سوء إدارة مستويات السكر، وفي هذه المرحلة فإن الكثير من المرضى يضطرون لأخذ المرض بشكل جدي. كما أن السيطرة على مستويات السكر في هذه المرحلة تصبح أمرًا في غاية الأهمية لوقف التلف – إلا أن هذا الإجراء لا يؤدي إلى نتائج فورية على تحسين النظر، لسوء الحظ. إلا أن السيطرة الجيدة على مستويات سكر الدم تؤدي إلى نتائج بعد عدة سنوات من المتابعة والإدارة المستمرة للمرض والالتزام بالعلاج.
والأسلوب الأمثل للتعامل مع مضاعفات السكري المتعلقة بالشبكية هي تفادي هذه المضاعفات كليًا من خلال إجراء
Figure 1:
فحوصات سنوية دورية للعين والالتزام بنظام غذائي ودوائي صارم، إلا أن الواقع هو أننا نتصرف بحسب ما نشعر وبحسب الأعراض التي نلحظها. نحن محظوظون جدًا لكوننا نعيش في عصر يمكننا فيه علاج حتى حالات فقدان البصر الشديد الناتج عن مضاعفات مرض السكري، كما يمكننا علاج واستعادة الوظائف البصرية.
الشكل 1:
أ‌. مريض يعاني من النزيف الناتج عن السكري مما أدى إلى فقدان شديد بالبصر
ب‌. نفس المريض بعد العلاج الجراحي حيث تم إفراغ العين من الدم واستعادة البصر.