اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري

مدونة هذا الأسبوع حول اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري من د. باولا سالفيتي، استشارية طب العيون، أخصائية علاج الشبكية.

السكري:

هو مرض مرتبط بعدم قدرة الجسم على امتصاص وتخزين واستهلاك السكر من الغذاء بشكل سليم وطبيعي. ويؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم.

الاختلافات بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني

عادة ما يشار لمرض السكري من النوع الأول باسم (السكري المعتمد على الأنسولين) وغالبًا ما يتم تشخيص الإصابة به لدى الأطفال أو الشباب في عمر مبكر. أما السكري من النوع الثاني فهو النوع الأكثر شيوعًا، وعادةً ما يظهر لدى الكبار فوق عمر 40 سنة، ويرتبط غالبًا بزيادة الوزن والسمنة وقلة الحركة لدى الأشخاص الذين يملكون استعدادًا وراثيًا مسبقًا للإصابة.
ويختلف تأثير الاستعداد الوراثي المسبق من شخص لآخر بحسب النوع:

  • في السكري من النوع الثاني، يكون احتمال انتقال المرض للأطفال بنسبة 40% في حال إصابة أحد الوالدين، وترتفع النسبة إلى 70% في حال إصابة كلا الوالدين بالمرض.
  • في السكري من النوع الأول، تكون احتمالية الإصابة أقل بكثير بنسبة 5%.

يمثل مرض السكري مشكلة صحية بارزة في المنطقة، حيث تضم قائمة أبرز 15 دولة من حيث انتشار المرض عالميًا كلًا من دولة الإمارات والسعودية والبحرين والكويت. وبحسب البيانات الصادرة من معهد القياسات الصحية والتقييم في عام 2015، فإن 19.3% من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة بين عمر 20 و79 مصابون بالسكري من النوع الثاني، أو ما يعادل شخصًا من بين كل 5 أشخاص، ما يعني أن ما يزيد على مليون شخص في دولة الإمارات يعانون من مرض السكري. كما يعتبر السكري واحد من أبرز سبعة أسباب للوفاة المبكرة في دولة الإمارات، ومن بين أبرز أربع أسباب للإعاقة. يذكر أن نسب الإصابة بالسكري ارتفعت بشكل يدعو للقلق وبنسبة 174% خلال الفترة من 2005-2015.
قد يصعب في بعض الأحيان تشخيص مرض السكري من النوع الثاني، فهو في العادة لا يسبب الألم ولا تظهر له أية أعراض – على الأقل في بداية المرض. وتشير التقديرات في الواقع إلى أن الفترة بين ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم للمرة الأولى وبين تشخيص المرض تمتد بين 5 و10 سنوات.
يؤدي ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم لفترات مطوّلة وبشكل متكرر إلى تلف الأوعية الدموية والأعصاب في أنحاء الجسم، ويؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات في العينين والكلى والقلب والدماغ والأطراف.

اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري

يعد اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري أحد أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعًا وخطورة، كما تزداد نسبة انتشاره مع زيادة عوامل منها فترة الإصابة بمرض السكري، والعمر، وسوء التحكم بمستويات سكر الدم وضغط الدم وارتفاع الكولسترول ودهون الجسم.
وعلى الرغم من أن بعض مشاكل الإبصار قد تشير إلى الإصابة باعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري (مثل تشوش الكلمات أثناء القراءة، وصعوبة الرؤية عند الانتقال من منطقة مضيئة إلى منطقة معتمة)، فإن المرض عادةً ما يحدث بدون ظهور أية أعراض واضحة.
وقد يصيب اعتلال الشبكة الناجم عن مرض السكري أشخاص يتمتعون بدقة إبصار عالية ولا يعانون من أية أعراض، ويتم تشخيصهم في هذه الحالة فقط من قبل أخصائي في طب العيون وبواسطة فحص قاع العين (fundus examination). قد يتطلب الأمر أحيانًا فحوصات أخرى، مثل التصوير البصري المقطعي التوافقي (OCT) وتصوير الأوعية الدموية الصبغي بعد حقنها بالفلوريسين، وذلك لتقييم خطورة ومدى تفاقم حالة اعتلال الشبكية. وفي بعض الحالات التي يكون المرض فيها في مراحل أولية، يمكن الاكتفاء بمراقبة الوضع، بينما تتطلب الحالات الأكثر تقدمًا تدخلًا فاعلًا لإدارة المرض.

علاج اعتلال الشبكية الناجم عن مرض السكري

تتوفر خيارات مختلفة للعلاج، وأحيانًا تدعو الحاجة للجمع بين أكثر من خيار علاجي واحد معًا. وتتضمن هذه الخيارات حقن الأدوية في السائل الزجاجي للعين (مضادات تشكل الأوعية الدموية الجديدة “Anti VEGF” أو الستيرويدات)، والعلاج التقليدي بالليزر في أطراف العين، وعلاج الليزر بالدفقات الدقيقة للحالات غير المرئية (subthreshold micropulse laser). وفي الحالات الأكثر تقدمًا، مثل اعتلال الشبكية التكاثري أو حالات النزيف المرافقة في السائل الزجاجي، فقد تكون الجراحة هي الخيار الوحيد الممكن.
عادة ما يساهم التشخيص المبكر لمضاعفات السكري إلى إمكانية إدارة المرض والتحكم به بشكل أفضل، والحصول على نتائج أفضل للعلاج. ولهذا السبب فإن من المهم جدًا إجراء زيارات دورية لاستشارة طبيب العيون.

القرنية المخروطية

[:ar]مدونة هذا الأسبوع حول القرنية المخروطية من الدكتور أسامة الجليدي، استشاري طب العيون، أخصائي جراحة الكتاراكت والقرنية وتصحيح البصر.
تأتي كلمة القرنية المخروطية (Keratoconus) من الكلمات اليونانية (kerato) وتعني القرنية، و(konos) وتعني مخروط. والقرنية المخروطية هي مشكلة صحية تنكسية (متفاقمة) في العين، حيث يتغير شكل القرنية، التي تكون في العادة مستديرة، وتصبح على شكل انتفاخ مخروطي الشكل، وهو ما يؤدي إلى تراجع قدرة الإبصار. تصيب هذه الحالة شخصًا من بين كل 2,000 شخص وهي موجودة حول العالم، كما تعد مشكلة صحية شائعة في منطقة الشرق الأوسط.
يعتمد تفاقم حالة القرنية المخروطية على عمر المريض وقت ظهور المشكلة، وعلى شدة فرك العينين. فكلما ظهرت أعراض المرض في وقت مبكر، كلما تفاقم المرض بسرعة أكبر. ودائمًا ما تؤثر هذه المشكلة على كلا العينين، ولكن بشكل غير متماثل، حيث تكون إحدى العينين أكثر تأثرًا من العين الأخرى.

الأسباب

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى القرنية المخروطية، والتي تؤدي إلى زيادة مرونة القرنية بما يتجاوز الحد الطبيعي، كما تصبح القرنية رقيقة ومنتفخة للأمام، مما يؤدي إلى تراجع قدرة الإبصار وزيادة درجة اللابؤرية. قد تكون المشكلة وراثية، حيث تمكن العلماء من تحديد رابط كروموزومي له دور في هذه الحالة. وقد ترتبط مشكلة القرنية المخروطية بأمراض حساسية أخرى مثل حساسية القش والأكزيما والربو، إلا أنها ليست حالة يولد الشخص بها، وإنما غالبًا ما تبدأ أعراضها بالظهور في مرحلة البلوغ. ترتبط هذه الحالة بشكل واضح بمشكلة فرك العينين التي قد تسبب سرعة تفاقمها. كما قد تصيب الأشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة.
للحصول على أفضل نتائج، يجب العمل على اكتشاف مشكلة القرنية المخروطية وعلاجها في مرحلة مبكرة. فالكشف المبكر ممكن عن طريق قياس شكل وسماكة القرنية عن طريق الكمبيوتر فيما يعرف بتصوير طبوغرافيا القرنية (corneal topography)، باستخدام تكنولوجيا متطورة مثل الكاميرا الخماسية (بانتاكام). وفي حال ترك المشكلة دون علاج، فإن القرنية المخروطية قد تؤدي إلى إعاقة بصرية شديدة والعمى.

العلاج

النظارات
قد توفر النظارات الطبية قدرة إبصار جيدة في المراحل المبكرة من الإصابة بالقرنية المخروطية، وعادة ما تساعد في تصحيح مشكلة قصر النظر.
عدسات العين الصلبة
عندما لا تساعد النظارات الطبية في السيطرة على المشكلة، عادةً ما يتم استخدام عدسات العيون الصلبة أو القاسية لتمنح المريض قدرة إبصار جيدة جدًا إذا تمكن من احتمالها. ويجب تجهيز وتثبيت هذه العدسات عن طريق أخصائي في العدسات اللاصقة.
عملية تثبيت القرنية (CXL) – تثبيت كولاجين القرنية بواسطة ريبوفلافين (فيتامين B2)
هذه التقنية تعزز قوة القرنية وتمنع تفاقم حالة القرنية المخروطية.
زراعة الحلقات في القرنية (Intacs وFerrara)
تتم زراعة هذه الحلقات في القرنية وتعمل على تغيير الشكل المخروطي لها، حيث تزيد انبساطها وتجعل شكلها أكثر انتظامًا. وتساعد هذه الحلقات في تحسين قدرة الإبصار لدى غالبية المرضى.
نلجأ عادةً لهذه التقنية عندما لا يتمكن المريض من احتمال العدسات الصلبة، وعندما تكون القرنية في حالتها الشفافة الأصلية والمشكلة غير متفاقمة إلى درجة كبيرة. ويستخدم ليزر الفيمتو ثانية لتشكيل نفق ونقطة الدخول التي يتم زرع الحلقات عبرها، وهو ما يجعل من هذه العملية آمنة جدًا.
عدسات توريك اللاصقة القابلة للزرع في العين
إذا كانت حالة القرنية المخروطية مستقرة وكان المريض قادرًا على الرؤية بشكل جيد بواسطة النظارات، عادةً ما تستخدم عدسات توريك اللاصقة التي تتم زراعتها (وذلك بعد فترة من استقرار الحالة عن طريقة عملية تثبيت القرنية) وذلك لتحسين شكل القرنية بواسطة حلقات القرنية أو عن طريق التصحيح البسيط بليزر إكسيمر. ومع عدسات توريك القابلة للزرع لا يحتاج المريض عادة إلى أجهزة المساعدة البصرية، كما أن بعض المرضى يحظون ببصر أفضل وتوازن بين العينين.
الاقتطاع الضوئي السطحي للقرنية (PTK)
المرضى الذين يعانون من القرنية المخروطية غير مؤهلين للخضوع لعملية تصحيح البصر بالليزر أو “الليزك”، إلا أن بعض المرضى قد يستفيدون من التصحيح بليزر إكسيمر خلال إجراء يزيد من انتظام شكل سطح القرنية، وذلك عندما لا يحتمل المريض استخدام العدسات اللاصقة. وعادة ما تجرى عملية الاقتطاع الضوئي السطحي للقرنية بالإضافة إلى عملية تثبيت القرنية، إما خلال نفس الإجراء الجراحي أو بعده.
زراعة القرنية
تتم زراعة القرنية في الحالات المتقدمة من القرنية المخروطية، عندما تصاب القرنية بالندوب. ويتم الإجراء إما بزراعة سماكة جزئية (زراعة القرنية الصفائحية الأمامية العميقة – DALK) أو زراعة سماكة كاملة (استبدال القرنية بالكامل PK). وهناك تراجع في الحاجة لعمليات زراعة القرنية نظرًا للنجاح المتزايد في إجراءات التشخيص والكشف المبكر عن القرنية المخروطية، وفعالية إجراء تثبيت القرنية في استقرار الحالة، حيث لا تصل المشكلة بشكل عام إلى مرحلة متقدمة.[:]

جراحة تصحيح عيوب النظر الانكسارية

مدونة هذا الأسبوع عن جراحة تصحيح عيوب البصر الإنكسارية من الدكتور حامد مفيز أنور، استشاري طب العيون، أخصائي جراحة القرنية و تصحيح البصر.

إذا كنت تعاني من قصر النظر أو طول النظر أو اللانقطية أو ضعف البصر الشيخوخي، فإن جراحات تصحيح عيوب النظرالانكسارية تساعد في تحسين الرؤية.

ما هي فوائد جراحة تصحيح عيوب النظر الانكسارية ؟

لمعظم المرضى، فإن الرؤية بعد عملية الانكسار تكون مشابهة للرؤيتهم بالعدسات اللاصقة ما قبل العملية، لكن لا تتسبب لهم بأي إزعاج أو تحد من أدائهم لبعض النشاطات.
أكثر من 95% من المرضى راضون عن نتائج العملية، حيث أن العديد منهم يصفونها بأنها قد غيرت حياتهم. على الرغم من أن العملية تعتبر جراحة تجميلية، إلا أن الفوائد الرئيسية تعتبر فوائد وظيفية. هذه العملية مصممة لتجعلك أقل اعتماداً على النظارات الطبية والعدسات اللاصقة ، مما يجعل ممارسة النشاطات اليومية أسهل.

هل أنت مؤهل لجراحات تصحيح عيوب النظر الانكسارية؟

إن جراحات انكسار النظر تعتبر حلاً جيداً إذا كنت:

  • ترغب بتقليل الإعتماد على النظارات أو العدسات اللاصقة.
  • لا تعاني من أية أمراض عيون.
  • إذا كنت مطّلعاً على المخاطر والـتأثيرات الجانبية المحتملة للجراحة ومتقبلاً لها.
  • تتفهم أنه من الممكن الحاجة للنظارات أو العدسات اللاصقة بعد العملية للحصول على أفضل رؤية.
  • تعاني من عيب انكساري في النظر.

ما هي أنواع جراحات انكسار النظر المتوفرة؟

من الضروري العلم بأنه لا يوجد طريقة واحدة مثالية لتصحيح جميع عيوب النظر الانكسارية.

حيث أن أفضل طريقة جراحية لحالة عيونك سيقررها طبيب العيون الخاص بك بعد إجرائه لفحوصات شاملة لنظرك، مع الأخذ بعين الإعتبار لنمط حياتك و احتياجات نظرك .

إن قدرة العيون على التركيز يمكن أن تُصَّحح من خلال عمليات تشمل:

  • تصحيح النظر بالليزر – هذه العمليات تُعَّدِّل قوة تركيز العين من خلال إعادة تشكيل القرنية (الطبقة الشفافة في مقدمة العين).
  • زرع عدسة داخل العين.

عمليات الانكسار باستخدام الليزر:

إن عمليات تصحيح النظر بالليزر تستخدم ليزر إكسيمر (Excimer laser) لإعادة تشكيل القرنية ، مما يؤدي لتصحيح العيوب الانكسارية. بشكل عام، تُسطّح القرنية لعلاج قصر النظر أو تُقعّر لتصحيح طول النظر.

إن عمليات الانكسار باستخدام الليزر تشمل:

  • الليزك
  • العلاج السطحي بالليزر (PRKTrans-PRKLASEK)

إن مخاطر وفوائد العمليتين متشابهة، وبشكل عام تقدمان نتائج جيدة للمرضى.

إن الفرق الأساسي بين العمليتين هو سرعة التعافي. من يخضع لعملية الليزك غالباً ما يعود للحياة اليومية خلال يوم واحد بعد العملية، ولكن المرضى الذي يخضعون لعملية PRK يحتاجون لما يقارب الأسبوع للوصول إلى رؤية تساعد على قيادة السيارة.

مع العلم أن نتائج العملية على العيون (النظر) تكون نفسها لجميع أنواع العمليات بعد 3 شهور.

الليزك

في عملية الليزك يرفع جزء صغير من سطح القرنية باستخدام ليزر “فيمتوسكند”. هذا الجزء يرفع قليلاً للأعلى، ثم يتم استخدام ليزر “إكسيمر” على سطح القرنية. عند انتهاء العملية يتم وضع الفتحة في مكانها الأصلي. بعد العملية، يشعر المريض بالقليل من عدم الراحة ولكن الرؤية ستتعافى بشكل سريع عند معظم المرضى، وتكون الرؤية جيدة لمعاودة العمل وقيادة السيارة بعد ما يقارب اليوم. ولكن يجب التنويه إلى أن المرضى الذين يمارسون بعض أنواع الرياضات يجب عليهم الانتظار لمدة شهر لمعاودة التدريب.

هذا الفيديو http://fyi.rendia.com/XZN8k يبين خطوات جراحة الليزر.

العلاج السطحي بالليزر (PRK/TransPRK/LASEK)

في علاج الليزر PRK، فإن الليزر يستخدم بشكل مباشر على سطح القرنية. يتم ازالة نسيج على شكل عدسة من تحت جلد القرنية. ينمو الجلد مجدداً خلال أسبوع، ثم يترقق خلال 3 شهور. خلال مرحلة نمو الجلد يكون سطح العين متورماً. هذا هو الفارق الأساسي بين العلاج السطحي بالليز و عملية الليزك.

هذه العملية تتطلب تدخل جراحي بسيط وهي مناسبة للمرضى الغير مؤهلين لعملية الليزك بسبب أن القرنية رقيقة أو أن حياتهم فيها نشاطات كثيرة مما يعرضهم للخطر. إن سلبيات هذه العملية تشمل آلام تستمر لمدة يوم وتعافي البصر قد يمتد إلى أسبوع للوصول إلى رؤية تساعد على قيادة السيارة. إن المرضى الذين يمارسون الرياضة يستطيعون العودة لمزاولة حياتهم الطبيعية أسرع من المرضى الذين يخضعون لعملية الليزك.

تصحيح الرؤية بالليزر لضعف النظر عند القراءة (presbyopia)

ضعف النظر عند القراءة المرتبط بالسن (ضعف البصر الشيخوخي) يمكن علاجه عن طريق عملية الليزر. لعلاج مثل هذه الحالة يتم تصحيح النظر في أول عين للرؤية عن بعد و تصحيح النظر بالعين الأخرى للرؤية عن قرب. هذا النوع من العلاج يطلق عليه “monovision”. عندما تكون كلا العينين مفتوحتان، فإن الدماغ يدمج الصورتين ليعيد الرؤية جزئياً . هذه هي الاستراتيجية لتحسين القصر في النظر للمرضى المتقدمين في السن.

جراحة زرع العدسة

إن عمليات الليزر لتصحيح عيوب البصر غير مناسبة لجميع المرضى. لأن بعض الناس يعانون من عيوب انكسارية عالية و من غير الممكن أن تُصَحح بعملية ليزر، لأنها تعتبر غير آمنة. و بعض الناس (غالباً فوق 50 سنة) قد يكون ليهم تغيرات مبكرة في المياه البيضاء (الكتاراكت) في عدسة العين.

المرضى صغار السن

عند المرضى صغار السن، يتم زراعة عدسة داخل العين أمام العدسة الطبيعية. هذه العدسة إما أن تُوضع أمام أو خلف قزحية العين. عند زرع العدسة في العين، فإنها توفر التصحيح اللازم لتركيز الضوء على شبكية العين. من المهم أيضاً التنويه إلى أن عدسة العين الطبيعية تبقى في مكانها ولا تستبدل خلال العملية.

المرضى البالغين

يمكن ملاحظة المراحل الأولى لإعتام عدسة العين في المرضى البالغين، ومن الممكن أن تكون جراحة تبديل العدسة مناسبة للبالغين أكثر. في هذه العملية تستبدل العدسة الطبيعية بعدسة أخرى. أنواع محتلفة من العدسات تزرع في العين، وتشمل عدسات متعددة البؤر مصممة لتقليل الإعتماد على النظارات الطبية للرؤية عن قرب و بعد.

هل تعتبر نتائج عملية الليزر دائمة؟

في معظم الحالات، نعم. قصر النظر و اللانقطية غالباً ما تتوازن في آخر سنوات المراهقة وبداية العشرينيات، ولكن ربما تحدث تغيرات في قوة النظر في هذه المرحلة من الحياة. لذلك، ربما يتطلب الأمر إجراء عمليات ليزر مجدداً.

إلتهاب القزحية

[:ar]مدونة هذا الأسبوع حول إلتهاب القزحية من الدكتور أفيناش جوربكساني، استشاري جراحة طب العيون لإلتهاب القزحية وأمراض الشبكية و جراحة الكتاراكت
لا يعتبر إلتهاب القزحية مرض واحد وإنما هو طيف من الأعراض والعلامات التي تتسبب بها مجموعة من المشاكل الصحية. وبرغم من أن إلتهاب القزحية يشكّل 1% فقط من أمراض العيون، إلا أنه السبب في 10-15% من حالات فقدان البصر، مما يعني أهمية التعامل معه وعلاجه بعناية فائقة. ولا بد من تقديم العلاج المناسب بالسرعة اللازمة لضمان استعادة قدرة الإبصار السليمة، وهو أمر ممكن عادةً. ويتمكن أخصائي علاج إلتهاب القزحية – وهو طبيب حاصل على تدريب متخصص في تشخيص وعلاج هذه الأمراض – من علاج إلتهاب القزحية في معظم الحالات.
قد يصيب إلتهاب القزحية الأطفال، وخاصة الأطفال الذين يعانون من مشاكل إلتهاب المفاصل أو الإلتهابات عمومًا في الطفولة. كما يصيب إلتهاب القزحية الشباب، وترتفع نسب الإصابة لدى النساء. تتضمن أعراض إلتهاب القزحية احمرار العيون (على الرغم من عدم احمرار عيون الأطفال، لذا فلا بد من إجراء فحوصات دورية للأطفال لدى أخصائي التهاب قزحية، في حال تشخيص إصابتهم بإلتهاب المفاصل)، والألم في العيون، والحساسية للضوء، وتشوش الرؤية. قد يرافق أعراض المشكلة طفح جلدي وآلام في المفاصل ومشاكل في المعدة.

الأسباب:

من أسباب الإصابة بإلتهاب القزحية: الإلتهابات (مثل إلتهاب السل أو التوكسوبلازما (داء القطط) أو الإلتهابات مثل القوباء (هيربس) أو فيروس تضخم الخلايا CMV)) أو أمراض المناعة الذاتية (الساركويد، إلتهاب المفاصل، أمراض إلتهابات الأمعاء). وفي حوالي 50% من الحالات، قد لا يكون هناك سبب محدد، إلا أن العلاج الفوري ضروري دائمًا.
يحتاج المرضى في البداية عددًا من فحوصات الدم لإكتشاف أي إلتهابات أو أمراض مناعة ذاتية، كما يتم إجراء صور أشعة سينية للصدر وغيرها من صور الأشعة. وقد يحتاج المرضى في عيادة العيون لإجراء مسح التماسك البصري المقطعي (OCT) للشبكية وصورة لقاع العين بعد حقن الفلورسين للكشف عن أي تسرب من الأوعية الدموية في الشبكية. قد تتم أيضًا إحالة المرضى إلى أخصائيين آخرين مثل أخصائي أمراض روماتيزم أو أخصائي جهاز هضمي أو أخصائي أعصاب للمساعدة في تشخيص الأسباب الأخرى لإلتهاب القزحية الناجمة عن مشاكل أجهزة الجسم.

الأنواع والعلاج:

قد يحصل إلتهاب القزحية في الجزء الأمامي من العين، وهو ما يمكن علاجه بواسطة قطرات العيون وأحيانًا بواسطة الحقن للحصول على استجابة سريعة. عندما يحصل إلتهاب القزحية في مؤخرة العين، فقد تدعو الحاجة إلى علاج أقوى. ويتمثل ذلك عادةً في جرعة عالية من أدوية الستيرويدات الفموية لعدة أسابيع. كما توصف المضادات الحيوية في حالة الإلتهاب. وقد تتطلب الحالات الأخطر علاجًا طويل الأمد بواسطة أدوية تجنيب الستيرويدات وتثبيط المناعة. وقد يكون هذا الدواء على شكل أقراص مثل أدوية الميكوفينولات أو الميثوتريكسات، أو الأدوية الحيوية الأحدث التي تعطى للمريض على شكل حقن. قد تدعو الحاجة إلى حقن الستيرويدات في العين. على الرغم من أن هذه المشكلة ممتدة، إلا أن العلاج المبكر والفوري المناسب قد يحقق نتائج جيدة في السيطرة على المرض، مما يتيح للمرضى الحفاظ على قدرة ابصارهم.

المضاعفات:

من مضاعفات إلتهاب القزحية الإصابة بإعتام عدسة العين، وارتفاع ضغط العين والوذمة البقعية. هذه المشاكل قد تتضمن علاجًا إضافيًا، بما في ذلك الجراحة.
في حال تمَّ تشخيص إصابتك بإلتهاب القزحية أو تم الإشتباه بالإصابة، فمن الضروري مراجعة أخصائي إلتهاب قزحية. [:]